لاجئون عالقون في اليونان يستأنفون حياتهم بالرياضة والفنون
أثينا – (أ ف ب):
ظن اللاجئ الأفغاني الشاب جواد أحمدي أنه بوصوله إلى اليونان قد صار قاب قوسين أو أدنى من ألمانيا، لكنه علق هناك منذ ما يقارب العام، فبدأ يبحث عما يؤنس غربته ويستفيد منه في هذا الوقت الضائع من عمره.
ويقول هذا الشاب البالغ من العمر 18 عاما "بقيت لمدة ثمانية أشهر أستيقظ كل يوم ولا أعرف ماذا أفعل، كدت أجن".
فحين وصل إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في الخامس من مارس من العام 2016 مع شقيقه وابن عمه، على أمل أن تكون مجرد محطة في رحلته إلى ألمانيا، أغلقت السلطات الحدود وظل عالقا مكانه.
وبعد هذه الأشهر الطويلة من الانتظار والملل، قرر أن يتغلب على شعور الإحباط الذي ساوره.
ويقول "ربما ليس من السيء أن أبقى في اليونان، هنا الدولة لا تعطي مساعدات للاجئين، فنكون مجبرين على بذل جهد أكبر مما لو كنا في ألمانيا، حيث اللاجئون مدللون".
قبل أربعة أشهر، قام جواد من ركام الإحباط، وقصد مكاتب الهجرة في أثينا ليبدأ دروس اللغة اليونانية، وهو يطمح إلى دراسة المعلوماتية ومتابعة شغفه في لعب كرة القدم.
وقد حصل على مساندة من منظمة "ميرسي كوربز" غير الحكومية في تأسيس فريق لكرة القدم بات يواجه منذ يناير فرقا من اللاعبين اللاجئين، وأيضا فرقا إيطالية وإسبانية ويونانية.
وتقول مونيكا ربيع المسؤولة في المنطمة غير الحكومية "لاحظنا أن هناك الكثير من الأنشطة التي يستفيد منها الأطفال اللاجئون، لكن قليلة هي الأنشطة الموجهة للشباب، رغم أنهم يعيشون قلق المستقبل المجهول".
وتضيف "بفضل الأموال الآتية من المنظمات الدولية الكبرى، قررنا أن نمول مشاريع للاجئين الشباب، بالاشتراك مع الأطراف المحلية".
يرى جواد أن مباريات كرة القدم هي أفضل طريقة "للتلاقي مع الأوروبيين واليونانيين واللاجئين، ولتعريفهم على أن اللاجئين هم شباب كغيرهم لديهم الاهتمامات نفسها".
صباح كل يوم، ينطلق جواد من مخيم اللاجئين في أوينوفيتا الواقع في منطقة صناعية على مسافة ساعة من شمال أثينا، ليتابع دروس اللغة اليونانية ومن ثم تمارين كرة القدم.
"كأي مواطن عادي"
ويقول "لا أعود إلى المخيم سوى لأنام، صرت أشعر أكثر فأكثر أني مواطن عادي، ولست مهاجرا عالقا في اليونان".
في مركز "ميليسا" للمهاجرين في أثينا، المتعاون مع "ميرسي كوربز" تعمل اللاجئة السورية إيمان البحتري ذات الأثنين والعشرين عاما على أن تعيش "حياة طبيعية" في اليونان حيث علقت هي الأخرى.
فهي وصلتها في مارس من العام الماضي، وما زالت تنتظر إجراءات للم الشمل مع عائلتها في السويد. وقد سبقتها أختها إلى هناك قبل اسابيع لتلحق بزوجها.
وتقول هذه الشابة المجازة بالاقتصاد من جامعة دمشق "حين رحلت أختي شعرت بالإحباط، وأحسست أنني مشلولة".
وللخروج من هذه الحالة توجهت إلى "ميرسي كوربز" حيث صارت تشارك بالأنشطة وتعزف الغيتار "حتى أبقى في حالة إيجابية ولا أفكر بالمستقبل".
يعمل مركز "ميليسا" على مساعدة النساء المهاجرات عبر تشجيع الوافدات حديثا على الحوار مع من سبقنهن من خلال الفنون. وتتولى فنانة ألبانية تقديم دروس في النحت لا تخلو من المرح والضحك.
ومن هذه الدروس تعليم المشاركات صنع دمى من البطاطا، وتقول السورية سوسن داود ذات الستة والعشرين عاما إن هذه الدروس تريحها وتنسيها أنها عالقة في اليونان من دون عمل وبعيدا عن الأحبة.
وتقول "صحيح أن اليونان ليس خياري المفضل، لكن علي ان أندمج، وأن أتعلم اللغة، وأن أبحث عن عمل".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: