طرابلس الليبية: صراعات لبسط النفوذ.. والمدنيون يدفعون الثمن
كتبت – إيمان محمود:
تستمر النزاعات في العاصمة الليبية طرابلس، والتي تخوض فيها المجموعات المسلحة صراعًا متناحرًا، لبسط نفوذها في العاصمة الليبية التي باتت مسرحًا للاشتباكات، وسط تزايد معاناة المدنيين.
وتعبيرًا عن معاناتهم، نظم مئات المواطنين الليبيين تظاهرة الجمعة الماضية، بميدان الشهداء مطالبين بخروج الميليشيات من العاصمة، ورددوا عددا من الهتافات المطالبة بخروج المليشيات والتضامن مع مدينة بنغازي ومؤيدة للجيش والشرطة والمشير خليفة حفتر، كما نددوا بقائد لواء الصمود صلاح بادي، بحسب بوابة "الوسط" الليبية.
وقال "تجمع أهالي وسكان طرابلس"، على صفحته على فيسبوك، إن "الهدف الذي خرجت من أجله المظاهرة المطالبة بدولة القانون والمؤسسات، وتفكيك الكتائب والميليشيات المسلحة وإحلالها بمؤسستي الجيش والشرطة"، وذلك بعد أن قامت إحدى الميليشيات المسلحة بإطلاق النار على تظاهراتهم.
وفي فصلٍ جديدٍ من أحداث العنف، اقتحم محتجون الأحد، قاعدة بوستة البحرية بضاحية طرابلس، حيث يقع مقر المجلس الرئاسي، كما تم إجلاء رئيس المجلس فايز السراج ومساعديه إلى مكان آمن.
جاء ذلك احتجاجًا على بيان أصدره المجلس يدين فيه إطلاق مجموعات مسلحة النار على المتظاهرين الذين خرجوا يوم الجمعة، بحسب ما أكدت مصادر لصحيفة "البيان" الإماراتية.
وأكدت المصادر أنه تم إغلاق الشوارع المحيطة بالمقر، وأخلي مبنى شركة "ليبيانا"، وهي أكبر شركة للاتصالات في البلاد الواقع قبالة القاعدة البحرية بعد أن تعرض للاقتحام من قبل المحتجين المحسوبين على حكومة الإنقاذ الوطني، برئاسة خليفة الغويل.
تلك الأحداث التي دفعت المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، إلى إلقاء كلمة متلفزة، أكد فيها أن الجيش الوطني لن يخذل سكان طرابلس، موجهًا إنذار إلى قادة الميليشيات أن أمامهم فرصة لمغادرة المشهد قبل أن تصل قوات الجيشِ إليهم.
لكن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، ندد بتلك التصريحات التي اعتبرها "تهديدا بدخول العاصمة بقوة السلاح، الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد في حمام دم ويقضي على مساعي الوفاق واللحمة الوطنية"، بحسب البيان للمجلس.
وأكد المجلس الأعلى للدولة المنبثق عن الاتفاق السياسي الليبي في بيان له الأحد، على أهمية الاستقرار في العاصمة طرابلس وحق سكانها في العيش بسلام وأمان كما طالبوا من المجلس الرئاسي بتفعيل مؤسسات الجيش والشرطة وتعيين قياداتها.
وفي سياق الأحداث، قرر رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، إلغاء زيارته إلى إيطاليا، الاثنين، وقال حسن الهوني المكلف بالإعلام في المجلس، إن السراج قرر إلغاء الزيارة إلى روما، نتيجة الظروف الأمنية التي تشهدها العاصمة طرابلس والبلاد بشكل عام.
وأضاف بأنه تم تكليف وزير الداخلية عارف خوجة، ووزير الدفاع المهدي البرغثي، بهذه الزيارة.
وشهدت مناطق غرب وجنوب مدينة طرابلس اشتباكات مسلحة لأربعة أيام متواصلة الأسبوع الماضي بين كتائب موالية لحكومة الوفاق وأخرى موالية لحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل انتهت بسيطرة كتائب الوفاق على عدد من المقرات بطرابلس وأهمها قصور الضيافة.
وانتهت الاشتباكات باتفاق لوقف إطلاق النار رعاه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق ووزير الدفاع وبمشاركة أعيان وممثلين عن المجلس البلدي في مصراتة وطرابلس المركز وعدد من قادة التشكيلات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق بالمدينتين.
ونص الاتفاق على تكليف الكتائب باستلام وحماية المقار التي سيطرت عليها كتائب حكومة الوفاق وضرورة خروج جميع التشكيلات المسلحة خارج العاصمة في غضون 30 يوماً.
غير أن كتيبة ثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري الموالية لحكومة الوفاق الوطني أعلنت أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يمثلها.
فيديو قد يعجبك: