معركة الموصل: القوات العراقية تواصل تقدمها وداعش يتراجع

كتب - علاء المطيري:

شنت القوات العراقية، الخميس، هجومًا على مطار الموصل المهجور انطلاقًا من مرتفعات قرية "البوسيف" المطلة على المطار من جهة الجنوب، واستطاعت تحريره بعد قتل العشرات من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضمن معركة كبرى لاستعادة الجزء الغربي من المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، وفقا لما أعلنته وسائل الإعلام العراقية.

ويشارك عشرات الآلاف من القوات العراقية في معركة الموصل التي تعد أكبر عملية عسكرية تنفذها القوات العراقية منذ سنوات. وتعد المعارك الحالية جزء من المرحلة الثانية من المعركة التي انطلقت في 19 فبراير الجاري لاستعادة الجزء الغربي من المدينة، بعدما أعلنت الحكومة في 24 يناير إحكام سيطرتها على القسم الشرقي من الموصل، ثاني أكبر مدن العراق وآخر معاقل داعش في العراق.

فيديو استعدادات القوات العراقية لاقتحام المطار https://goo.gl/jMgp7t

يقع مطار الموصل على الساحل الجنوبي للجزء الغربي من المدينة التي يشطرها نهر دجلة إلى قسمين، ويوجد إلى جانبه معسكر الغزلاني الذي كان تابعًا للجيش العراقي قبل سقوط المدينة، إضافة إلى وجود أحد جسور نهر دجلة بالقرب منه.

وقال العميد يحيى رسول، المتحدث باسم القوات المشتركة في الموصل، في تصريح لوكالة الأنباء الروسية "سبوتنيك"، إن قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية اقتحمت مطار الموصل الرئيسي، كما قامت قوات جهاز مكافحة الإرهاب باقتحام معسكر الغزلاني القريب من المطار.

وكانت القوات العراقية بدأت، الأربعاء، عمليات قصف مدفعي للمطار إضافة إلى الدعم الجوي قبل أن تبدأ عملية الاقتحام اليوم، بعدما تمكن أهالي المناطق المجاور لجبهة القتال من الفرار إلى مناطق قرية البوسيف جنوب المدينة.

ونقل موقع "كردستان 24" عن مصدر عسكري عراقي قوله إن قوات من جهاز مكافحة الإرهاب بدأت عملية اقتحام منطقتي تل الرمان والمأمون بجوار معسكر الغزلاني.

وتعتزم القوات العراقية اتخاذ مطار الموصل ومعسكر الغزلاني نقطتي انطلاق استراتيجيتين نحو الأهداف الأخرى لتعزيز الهجوم الواسع الذي بدأ منذ، الأحد الماضي، بهدف استعادة الجزء الغربي للمدينة، وفقًا للموقع.

وذكر التلفزيون العراقي أن القوات العراقية سيطرت على مطار الموصل بعد ساعات من شروعها في هجوم كبير ضد تنظيم داعش الذي يسيطر على النصف الغربي من المدينة.

وقالت قوات الأمن العراقية إنها اعتقلت أكثر من ألف شخص مشتبه بانتمائهم لتنظيم "داعش" في شرق الموصل، منذ استعادة القوات العراقية ذلك الجزء من المدينة الشهر الماضي، وفقًا لبي بي سي.

أهمية المعركة

تعد معركة الجزء الغربي من المدينة أكثر صعوبة، حيث الشوارع الضيقة، وخصوصًا البلدة القديمة، حيث يتطلع المسلحون لاستخدام المدنيين كدروع بشرية.

ونقل موقع "إيلاف" عن مسؤول في الاستخبارات الأمريكية، قوله إن نحو ألفي مسلح يخوضون معركة الموصل، وأن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أطلقت أكثر من 10 آلاف قذيفة على أهداف للمسلحين منذ بدء معركة الموصل في 17 أكتوبر الماضي، إضافة إلى مشاركة قوات خاصة أمريكية كمستشارين عسكريين للقوات العراقية.

خريطة المعارك

نشر "مركز نينوى" الإعلامي - القريب من قيادة العمليات العسكرية في الموصل - خريطة توضيحية لآخر تطورات الوضع الميداني، مساء الخميس. ويشير اللون الأخضر إلى المناطق التي تم تحريرها، بينما تشير الخطوط الحمراء إلى مناطق المواجهات مع مسلحي "داعش" الذين يشار إلى مناطق انتشارهم باللون الأبيض.

مطار الموصل

نشر المركز مقطع فيديو، قال إنه يرصد لحظة حدوث انفجار لقنابل داخل المطار أثناء الاقتحام تظهر فيه أصوات الرصاص.

انفجار العبوات الناسفة اثناء اقتحام مطار الموصل #مركز_نينوى_الاعلامي pic.twitter.com/8iY5Bui7AY

— مركز نينوى الاعلامي (@NinevehMC) ٢٣ فبراير، ٢٠١٧

وذكرت مصادر محلية لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن عناصر "داعش" دمروا مهبط الطائرات في المطار منذ زمن طويل لمنع استخدامه.

أخلى تنظيم "داعش" مواقعه، وخطوط وانسحب إلى عمق الساحل الأيمن للموصل، أمام التقدم الكبير للقوات العراقية، وفقًا لـ"سبوتنك".

ونشر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي على "فيسبوك" مقطع فيديو يرصد الوضع في المدينة التي تشهد نزوحًا للمدنيين بسبب القتال الدائر.

وقالت منظمة "سيف ذا تشيلدرن" غير الحكومية البريطانية إلى أن قرابة نصف مليون طفل عالقون في القسم الغربي من الموصل، وأن مليون شخص مهددين بالنزوح.