ترامب والقدس.. الجماعات الإرهابية في وادٍ وداعش في وادٍ آخر
كتبت- رنا أسامة:
أبرزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير عبر موقعها الرقمي، دعوات الجماعات الإرهابية لمزيد من إراقة الدماء؛ ردًا على إعلان الرئيس دونالد ترامب القدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، بخلاف داعش التي استغلت الأزمة للنيل من جماعات إرهابية أخرى.
وقالت الصحيفة إن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره أحد النقاط التي يرتكز عليها الإرهابيون في عملياتهم الإرهابية؛ لذا فليس من المستغرب رد فعل تنظيم القاعدة، وأفرعه في جميع أنحاء العالم على اعترف ترامب هذا الأسبوع بالقدس عاصمة لإسرائيل، في قرارّ ندد به القادة العرب أيضًا.
وكذلك سارع الشيعة المتطرفون وحركة طالبان وحماس في انتقاد هذه الخطوة.
بيد أن رد تنظيم داعش جاء متأخرًا؛ إذ انتظر حتى أمس الجمعة لنشر رده على صحيفتها الأسبوعية، النبأ، في افتتاحية بدا أنها تركّز على انتقاد ما وصفته بـ"البيانات النفاقية والشعارات المُبتدعة التي تخدم مصالح شخصية"، من جانب جماعات إرهابية أخرى وقادة عرب.
وكتب الباحث المُستقل رافاييل جلوك عبر تويتر "كيف ردّ داعش على الإعلان الأمريكي بشأن القدس؟ بشكل غاضب؟ لا. دعوة للجهاد؟ ليس حقًا. وأضاف أن "داعش يطعن الجماعات الإرهابية المنافسة، متهمًا إياها بتسييس القضية الفلسطينة لخدمة مصالحهم".
واستهلّ داعش بيانه بالقول: "ستون عامًا والقدس في أيدي اليهود، ثم يتباكى الناس أن أعلنها الصليبيون اليوم عاصمة لهم".
وأضاف: "ولا يعلم المرء حقيقة هذا البكاء، أهو بكاء على أرض كانت يومًا قبلة للمسلمين وحاضرة من حواضرهم تحوي أحد مساجدهم الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا لها، أم هو بكاء عن قضية اعتادوا البكاء عند ذكرها، لكونها تختضر كل مآسيهم في عضورهم المتأخرة، أم هي فرصة جديدة للمزاودين والأدعياء ليرفعوا أصواتهم مجددا منادين بهذه القضية التي لم يبق طاغوت من الطواغيت وطائفة من طوائف الكفر والرِددة في المنطقة إلا وزعم أبوّتها؟".
وذكر داعش، بحسب البيان، أن الجماعات الجهادية الأخرى أطلقت ما وضفه بـ"الشعارات المُبتدعة"، من قبيل "القدس قضية المسلمين الأولى"، ومنهم من عدّل ذلك الشعار ليكون "القدس قضية المسلمين المركزية"، قاصدًا بذلك أن يجعلها مغناطيسًا لجذب الأنصار والأتباع.
وزعم داعش أن التركيز ينبغي أن يُصب في العمل على هزيمة الدول العربية المناوئة لإسرائيل، والتي يقولون إنها "تحمي اليهود من ضربات المجاهدين".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن البيان الرسمي لداعش قلّل من أهمية التحرّك الأمريكي بشأن القدس، أخذ متابعو التنظيم في غرف الدردشة على تطبيق التراسُل "تليجرام" في نشر مُلصقات انتقامية، حملت شعارات تحذيرية (انتظروا هجمات عنيفة على السفارات اليهودية والأمريكية من قِبل ذئاب داعش).
وجاءت رسالة داعش أكثر انسجامًا مع الجماعات الإرهابية الأخرى، لا سيما تنظيم القاعدة وأفرعه.
ووفقًا للمجموعة الاستخباراتية الأمريكية، وصف المتحدث باسم حركة الشباب الصومالية، فرع القاعدة في شرق أفريقيا، قرار ترامب حول القدس بأنه "اعتداء على الإسلام". وحثّ أنصاره على الانتقام.
وقال إحدى الحركات التابعة للقاعدة في اليمن: "اليهود ليس لديهم الحق في حبة رمل واحدة من فلسطين والقدس". فيما أعلن أكبر أفرع التنظيم في سوريا، "نؤكد على أن كل أُخِذ بالقوة لا يمكن استعادته إلا بالقوة".
من مالي إلى اليمن إلى أفغانستان، سخرت الجماعات الجهادية من ترامب. ووصف أبومحمد المقدسي، مُنظّر القاعدة، ترامب بأنه "جبان"، و"فريسة سهلة"، داعيًا الإرهابيين إلى بذل قصاره جهددهم لتحضير "مفاجأة" له.
وأعلن ترامب، في خطاب من البيت الأبيض، مساء الأربعاء، القدس عاصمة لدولة إسرائيل.
وزعم ترامب أن اعترافه، "يصُب في مصلحة عملية سلام، ويدفع قدما إلى اتفاق سلام مستدام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بإعلان ترامب، وقال إن "أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن القدس عاصمة للدولة العبرية"، وفق زعمه.
ولا يعترف المجتمع الدولي بسيادة إسرائيل على كل القدس التي تضم مواقع إسلامية ويهودية ومسيحية مقدسة، كما أن الفلسطينيين يطالبون بالمدينة عاصمة لدولة مستقلة معترف بها دوليًا على أساس حدود 1967.
فيديو قد يعجبك: