المبعوث الأممي إلى لبيبا يشيد بدور مصر في تأهيل الجيش الليبي

كتب – سامي مجدي:

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة إن جولة رابعة للعسكريين الليبية سوف تعقد في القاهرة خلال الأيام المقبلة، مشيدا سلامة، بالدور المصري في الأزمة الليبية، فيما وصل المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي إلى القاهرة في ثاني زيارة له لمصر خلال 72 ساعة.

وقال سلامة خلال مائدة مستديرة مع صحفيين وباحثين مصريين حضرها مصراوي، إن مؤسسة الجيش المصري ووزارة الخارجية المصرية "بينهما تنسيق وتكامل عالي المستوى".

وقال "هناك توزيع في الاختصاصات" بين وزارة الدفاع والخارجية فيما يتعلق بليبا المجاورة لمصر.

وأوضح أن الجيش المصري يولي مسؤولية توحيد الجيش الليبي أهمية خاصة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية المصري بحث مع بعثة الأمم المتحدة الرؤى السياسية والدبلوماسية تجاه الأزمة في البلد الشمال أفريقي.

وقال إن "التوزيع المؤسسي" في القاهرة يساعد الأمم المتحدة على فهم التصور الدبلوماسي وما هو حاصل على الأرض بالنسبة للأوضاع الأمنية والعسكرية.

وأعرب سلامة عن أمله في أن تكلل هذه المساعي بالنجاح، بعد أن استضافت القاهرة ثلاث جولات لاجتماع قيادات عسكرية ليبية من أجل مناقشة المسائل الخلافية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية،

وقال إن انقسام الجيش في ليبيا مختلف فهو "ليس انقسام نصفي بل هناك كتلة جيش موحدة إلى حد كبير في الشرق وهناك تشظي أكثر في الغرب بحاجة إلى عملية توحيد مختلف".

وتابع "الانقسام لا يتم في كل المؤسسات بنفس الطريقة، وهناك بلدان ينقسم فيها الجيش إلى قسمان فقط وهذا أمر توحيده بطريق تتم غير الطريق التي يتم بها توحيد الجيش نصفه منقسم ولكن متشظي ونصفه الثاني متوحد.. أنت أمام مشروع طويل وليس قصي".

إلى ذلك، وصل إلى القاهرة الثلاثاء المشير خليفة حفتر قائد القوات المسلحة الليبية قادما على رأس وفد فى زيارة لمصر هى الثانية خلال 72 ساعة يبحث خلالها دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا وآخر التطورات فى بلاده، حسبما قالت مصادر في مطار القاهرة.

وقالت مصادر مصرية متابعة للملف الليبي، إن حفتر سيلتقي قيادات من الجيش لبحث دعم علاقات التعاون بين مصر وليبيا خاصة فى مجال مواجهة التنظيمات الإرهابية وبحث آخر التطورات الليبية.

كان حفتر غادر القاهرة مساء الأحد الماضى بعد لقاء عدد من كبار المسئولين والشخصيات إضافة للقاء غسان سلامة، مبعوث الأمم المتحدة بشأن ليبيا.

وعقد ضباط عسكريون ليبيون، اجتماعات في القاهرة، منتصف أكتوبر، لبحث مسألة توحيد الجيش الليبي الذي يعاني من انقسامات بعد سقوط الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في عام 2011.

وقال الناطق باسم الجيش الليبي، العميد أحمد المسماري في تصريح مقتضب آنذاك "ينعقد الآن في القاهرة اجتماع مغلق (ليبي - ليبي) لضباط القوات المسلحة العربية الليبية من كل ربوع الوطن للتشاور حول توحيد القوات المسلحة".

وكان المسماري صرح بأن "قيادات عسكرية بمختلف المناطق الليبية ستستكمل في العاصمة المصرية القاهرة، برعاية رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، بحث آليات توحيد الجيش الليبي، بما فيها الجوانب المادية والإدارية".

وأرسل مكتب الناطق العسكري للصحفيين صورًا للاجتماع الذي عقد أمس وأظهر ضباطا بالملابس المدنية.

وأضاف المسماري، أن هذا الاجتماع، الذي تحضره قيادات من المناطق الشرقية والجنوبية ومصراتة، سيترتب عليه إعداد هيكل تنظمي موحد لجميع المنضمين إلى المؤسسة العسكرية.

وكانت القوات المسلحة كشفت الشهر الماضي، عن اتفاق بين عسكريين ليبيين يستهدف تشكيل لجان فنية مشتركة، لبحث آليات وإجراءات توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.

وقال المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، حينها، إن "الاتفاق يقضي بالبدء في دراسة جميع الشواغل التي تدعم تحقيق هذا المسار، دون تدخل أو فرض منهج انتقائي من قبل أي طرف خارجي".

وتشهد ليبيا انقساما سياسيا وعسكريا منذ سقوط القذافي أسفر عن حكومتين وبرلمانيين وجماعات قبلية مسلحة متنافسة ومتناحرة في طرابلس غربًا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقًا. وبعد توقيع اتفاق الصخيرات الذي أفضى إلى تشكيل حكومة وفاق وطني توحد السلطات المتنازعة باشرت مهامها من العاصمة طرابلس في مارس قبل الماضي.