لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل ما يحدث في إيران ثورة؟.. كاتب إيراني يجيب

07:32 م الأحد 31 ديسمبر 2017

مظاهرات - ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

قال الكاتب الصحفي الإيراني مزيار باهار، في مقالٍ له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "تجمع مئات الأشخاص في مدينة مشهد الإيرانية، يوم الخميس الماضي، للتظاهر ضد السياسات الاقتصادية التي اتبعتها الحكومة الإيرانية، وحدثت تلك المظاهرات في المدينة التي تعتبر مكانًا مقدسًا بالنسبة لـ 250 مليون مسلم شيعي حول العالم".

وتابع باهار، مشهد أيضًا محل دفن الإمام عليّ الرضا، ثامن الأئمة الشيعيين، وهو ما يجعل مدينة مشهد ثالث المدن الإيرانية أهمية بعد العاصمة طهران ومدينة قُم، حيث يعتقد الكثيرون أن المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي يعيش.

تفرض السلطات الإيرانية، وخاصة وزارة الداخلية، ووحدة استخبارات الحرس الثوري، والشرطة الإيرانية، عددًا من القيود على مدينة مشهد، لضمان أمن وسلامة ملايين الحجاج الذين يأتون إليها من مختلف دول إيران وكذلك 2.5 مليون شيعي يزورون الدولة من مختلف دول العالم كل عام.

وأضاف باهار، وهو سجين سياسي سابق في إيران، أن مظاهرات يوم الخميس لم تخفَ على ملايين الإيرانيين في باقي المدن الإيرانية، الذين يعانون من نفس المشاكل الاقتصادية، وإذا استطاع سُكان مدينة مشهد - مع كل تعقيداتهم الأمنية والقيود المفروضة عليهم - أن يقوموا بمثل هذه المظاهرات، يستطيع سُكان باقي المدن الكبيرة أن يتظاهروا أيضًا.

عبّر الآلاف من المتظاهرين عن عدم رضائهم من الأوضاع الاقتصادية في إيران وكذلك علاقاتها الخارجية، وغضبهم من الحكومة الإسلامية التي كانت في السُلطة منذ 1979، وضمت المظاهرات موظفين في كلًا من القطاع العام والخاص الذين شهدوا ارتفاع الأسعار بشكل أكبر كل عام، ومتقاعدين لا يستلمون معاشاتهم في الوقت المحدد، وغيرهم ممن يعتقدون أنهم تم حرمانهم من حقوقهم كمواطنين إيرانيين.

وندد المتظاهرون بالتطورات الأخيرة التي أجرتها الحكومة، سواء اقتصاديًا أم بخصوص سيطرتها الأقليمية في المنطقة، ويرى الكثيرون أن المساعدات التي تقدمها الدولة لحزب الله في لبنان وسوريا، والحوثيين في اليمن، وحركة حماس في فلسطين، ونظام الرئيس السوري في الأسد، يرى الكثيرون أن الإيرانيين أولى بتلك المساعدات، وهتفوا قائلين: "ولا غزة، ولا لبنان، حياتي لإيران".

على العكس من احتجاجات 2009 في إيران، لم تشهد المظاهرات الأخيرة بزوغ شمس قائد يلتف حوله الإيرانيون، على الرغم من الشغف لدى المحتجين، ولم يدلِ المحللون السياسيون بدلوهم حتى اللحظة، خوفًا وحذرًا مما قد يتسببون به.

وتابع باهار، حتى كتابة هذه اللحظات، اجتمع الرئيس الإيراني روحاني بوزرائه ومستشاريه لتقييم الموقف، ونجحت الحكومة في إلقاء لوم المظاهرات على نُقادها المُحافظين، واستغل نائب روحاني الأزمة السياسية ليقول إن المتشددين يستغلون الأوضاع الاقتصادية الصعبة لمحاولة إسقاط الحكومة.

فرح بعض المتشددين بالشعارات التي أطلقها المتظاهرون ضد روحاني، ولكن يوجد عددٌ منهم لم يكن سعيدًا بالشعارات التي أطلقها محتجون ضد القائد الأعلى خامنئي، الذي يعتبره الكثيرون شخصًا مُقدسًا.

وأظهرت المظاهرات - التي اعُتقل المئات فيها حتى لحظة كتابة هذه السطور - عدم الرضا الذي يعيشه الإيرانيون عن النظام ككل، متمثلًا في كلًا من روحاني وخامنئي، وقد تُوحد هذه المظاهرات كلًا منهما ضد المتظاهرين، على الرغم من أن خامنئي وروحاني لديهما أجندات واهتمامات مختلفة.

روحاني، على سبيل المثال، لا يستطيع تجاهل الدور القوي الذي تلعبه الأفواج التابعة لخامنئي في الحرس الثوري في إحكام قبضتهم على الدولة، فالحرس الثوري يتحكم في سياسات إيران في المنطقة - من ضمنها دعم بشار الأسد وحزب الله -، وسخروا من قبل من محاولات روحاني التواصل والتقارب مع الدول الغربية وجيران إيران في المنطقة.

خامنئي، من ناحية أخرى، لا يستطيع إرضاء رغبات ملايين الإيرانيين الذين يريدون الرخاء والحرية في نفس الوقت الذي يحافظ فيه على دعم متشدديه المؤيدين له الذين استمتعوا بالحكم خلال الأربعة عقود الماضية.

وتساءل الكاتب في نهاية مقاله: "هل هي ثورة؟ ليس بعد. فالحكومة الإيرانية هي أسوأ عدو من الممكن أن تواجهه، والشعب الإيراني يعرف ذلك، والآثار الاقتصادية التي تؤدي إلى الاقتتال الداخلي يمكن أن تقضي على هذا النظام الفاسد والوحشي، وستحاول الفصائل المختلفة في الحكومة - كعادتها - إلقاء اللوم في هذه المظاهرات على الجواسيس الأجانب والمؤامرة الإمبريالية الصهيونية الدولية.

واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "تعلم الإيرانيون بعد معيشتهم لمدة 40 عامًا تحت حكم الجمهورية الإسلامية، أن يرفعوا صوتهم تدريجيًا في مظاهرات سلميّة لاسفتزاز الحكومة بشكل تدريجي حتى تُمزق نفسها من الداخل، وقد يختار حُكام إيران أن يلقوا باللوم على الأجانب والصهاينة، ولكنهم يدركون متأخرًا أن الخطر الحقيقي الذي يهدد حكمهم يواجههم في الداخل".

فيديو قد يعجبك: