لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وزير الدفاع الأفغاني: لا فائدة من مكتب طالبان في قطر

12:43 م الأحد 24 ديسمبر 2017

الفريق طارق شاه بهرمي وزير الدفاع الأفغاني

كتبت- رنا أسامة:

على مدى الأيام القليلة القادم، خرج مسؤولون أفغان بتصريحات تُفيد بأن أفغانستان بصدد إغلاق مكتب حركة "طالبان" الإرهابية في الدوحة، بعد تلقيها تقارير عن استغلال المكتب في الدعاية وأغراض أخرى لصالح الحركة، في الوقت الذي تؤكّد فيه أن المكتب ومنذ تأسّس في 2013 لم يحقق نتائج في المُصالحة مع الحكومة الأفغانية.

أكد وزير الدفاع الأفغاني، الفريق طارق شاه بهرمي، أن بلاده لم تكن تتوقع أن يحقق المكتب السياسي لطالبان في الدوحة أي نجاحات، أو أي شيء مفيد للحكومة والشعب الأفغاني. 

وقال بهرمي، في حديث لصحيفة الشرق الأوسط، ومقرها لندن، "لم نلقَ من هذا المكتب أي نتيجة تُذكر منذ افتتاحه في أكتوبر 2013 وحتى الآن، حتى أن الحكومة الأفغانية لم تكن تتوقع شيئًا إيجابيًا من مكتب (طالبان) في قطر، وكذلك نتائجه".

وتابع في الحديث المنشور يوم الأحد "سبق أن مددنا الأيادي الصادقة للمصالحة مع (طالبان)، واستقبال الجادين منهم، وتحدثنا مع من يريدون الصلح والاستقرار منهم ويقبلون بالدستور الأفغاني، أما من يريد إطالة الأمد وإضاعة الوقت، فلن نلتفت إليه".

كما أشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الأفغانية تُجري تحقيقات حاليًا، للتحقق من معلومات تشير إلى أن إيران تقوم بدعم مقاتلي "طالبان الإيرانيين" في مدينة فرح الحدودية مع إيران، وتجمع الأدلة والإثباتات في هذا الشأن.

يشار إلى أن الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية، عبدالله عبدالله، قال في 10 ديسمبر الجاري، إن مكتب طالبان في قطر قد يتم إغلاقه.

ونقلت وكالة "طلوع" الأفغانية، عن المتحدث الرسمي باسمه جواد فيصل، أن "الحكومة قد تغلق على الأرجح مكتب حركة طالبان في قطر، في حال ثبتت صحة المزاعم حول الحصول على موارد مالية للحركة عبر عنوانه". وتشير تقارير عدة إلى أن مكتب الحركة في الدوحة يلعب دورًا كبيرًا في تمويل عناصرها.

كان افتتاح مكتب "طالبان" في قطر، 18 يونيو 2013، بمباركة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ما أثار حينها سخط حكومة أفغانستان برئاسة الرئيس حامد كرزاي.

وردًا على دور أمريكا في منح طالبان مكتبًا في الدوحة، هدّدت كابول بوقف التفاوض مع واشنطن حول الاتفاقية الأمنية بين البلدين، بحسب قناة "العربية".

ومنذ ذلك الحين كثفت قطر تواجدها في مناطق تقع في جنوب غرب أفغانستان بالقرب من الحدود الإيرانية وخاصة في منطقة "فراه" الأفغانية الحدودية مع إيران من الجهة الغربية، والتي يثير اختيارها تساؤلات عدة حول مدى التعاون بين طهران والدوحة في منطقة أفغانية تخضع لتيار طالباني على علاقات وتعاون جيد مع إيران.

وعن قدوم شخصيات قطرية إلى ولاية "فراه" بشكل دوري، أوضح وزير الدفاع الأفغاني أن "هؤلاء القطريين يأتون إلى الولاية الأفغانية كل شهر في السنة الواحدة بغرض الصيد، ولدينا قانون في الحكومة، كل من يريد أن يوجد لغرض الصيد، لا بد أن يلتزم بالإمكانات وتطوير المنطقة، فقام هؤلاء الشخصيات القطرية بتطوير المنطقة، وأقاموا مزارع هناك".

وتُعد ولاية "فراه"، التي تحظى باهتمام مثير ومشترك من قبل طهران والدوحة، من المناطق الساخنة التي تشهد اشتباكات شبه يومية بين عناصر طالبان المرتبطة بقطر وإيران وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وفق العربية.

ونقلت "العربية" عن مصادر صحفية أفغانية، وصفتها بـ"الموثّقة"، أن "القطريين أنشأوا مؤسسة في هذه الولاية باسم (الغرافة)، والهدف المعلن للمؤسسة المساهمة في إعمار وتنمية ولاية فراه وتنفق هذه المؤسسة ملايين الدولارات وتقوم بالاتصال بطالبان في هذه الولاية".

وأكد موقع قناة "طلوع" أن القطريين عندما يأتون إلى "فراه" وينطلقون للصيد في مناطق تعاني من انعدام الأمن لا يتعرضون لأي هجوم من قبل طالبان.. لأن قطر من الدول المتهمة بأن لها علاقات وطيدة مع طالبان خاصة لو عرفنا بأن حركة طالبان لها مكتب سياسي في الدوحة.

وأفاد مصدر مطلع أفغاني لـ"العربية "، رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن القطريين يأتون إلى ولاية "فراه" التي تعاني من انعدام الأمن وتشهد حربا مستمرة تحت غطاء ممارسة الصيد وتنفيذ مشاريع خيرية وإعمارية، ولكن في واقع الأمر "يقومون بدعم وتسليح حركة طالبان الإرهابية على حد تعبيره"، مؤكدًا أن "هناك تنسيقا مشهودا بين طهران والدوحة في دعم حركة طالبان التي تحول دون استتباب الأمن في أفغانستان".

وكانت "طالبان" قد أعلنت في بداية 2012، موافقتها واستعدادها لإقامة مكتب سياسي خارج أفغانستان، في خطوة أولى تاريخية من جانب أعضاء الحركة بعد نزاع بينها وبين الحكومة لأكثر من 10 أعوام.

وفي أغسطي الماضي، وجّه القائم بأعمال السفارة السعودية في كابول، اتهامًا لقطر بدعم حركة طالبان في أفغانستان والمجموعات الإرهابية الأخرى، الأمر الذي دفع البلاد إلى مزيد من الحرب.

وقال الدبلوماسي السعودي مشاري الحربي، في حديث للصحفيين في العاصمة الأفغانية، إن قطر تدعم المنظمات الإرهابية الأخرى، بما فيها حركة طالبان الأفغانية.

وسلم مشاري تواريخ التصريحات السعودية ضد التنظيمات الإرهابية قائلا: "تبنت المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج الأخرى موقفا قويا ضد الإرهاب لضمان سلامة وأمن شعبها".

وأكد امتلاك السعودية لأدلة على دعم قطر لحركة طالبان الأفغانية، وغيرها من التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة.

كما صرّح الحربي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن "مكتب طالبان السياسي فى قطر يعمل خارج اختصاصاته السياسية".

وتعاني قطر عُزلة عربية منذ أكثر من 6 أشهر، بعد أن قطعت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقتها الدبلومسية وروابطها التجارية، متهمة الدوحة بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لدول الرباعي العربي، فيما تواصل الأخيرة نفيه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان