لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيم أون والأسد.. رئيسان "محاصران في بلديهما"

01:48 م الأحد 17 ديسمبر 2017

بشار الأسد وكيم جونج اون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هشام عبد الخالق:

عندما تُوفي الزعيم الكوري الشمالي السابق كيم جونج إيل، في ديسمبر 2010، أصبح كيم جونج أون الزعيم الرسمي لكوريا الشمالية، على الرغم من أنه كان يتولى مقاليد الحكم في سبتمبر 2010، ومنذ ذلك الوقت لم يغادر كيم جونج أون بلده على الإطلاق في أي زيارة خارجية لأي دولة في العالم، على الرغم من أن كوريا الشمالية تحتفظ بعلاقات شبه جيدة مع جارتها الصين.
 
يُعد الأمر مشابهًا على نحوٍ كبير بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، الذي تولّى الحكم خلفًا لوالده حافظ الأسد عام 2000 بعد وفاة الأخير، وعلى الرغم من احتفاظ بشار الأسد بعلاقات جيدة مع أكثر من دولة - بخلاف كوريا الشمالية - فأن الرئيس السوري لم يظهر علنًا في أي زيارة خارجية إلا بضع مرات قليلة كانت لرؤية داعمه الأساسي في الحرب الأهلية التي يخوضها، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.

كيم جونج أون 

تولّى كيم جونج أون زعامة كوريا الشمالية في نهاية 2010، أي منذ ما يقرب من 7 سنوات، وعلى الرغم من أنها قد تبدو فترة قليلة بالنسبة للبعض، إلا أنه استطاع تغيير جغرافية العالم في تلك الفترة، بداية من تجاربه النووية التي قام بها، وصولًا لتهديد الولايات المتحدة الأمريكية بقصفها نوويًا - وهو الأمر الذي لم يجرؤ أحد على فعله مسبقًا - مما يدفع الجميع للتساؤل لماذا يقوم كيم بهذا؟ وهل هو قادر بالفعل على قصف الولايات المتحدة نوويًا؟
 
استطاع كيم جونج أون خلال فترة حكمه أن يثبت للعالم أنه لا يكترث لأحد، وقام بست تجارب نووية - حتى الآن - كان آخرها وأكثرها قوة في سبتمبر الماضي، عندما اختبر قنبلة هيدروجينية أقوى بكثير من سابقاتها النووية، وقال إنه يمكن وضع تلك القنبلة على متن صاروخ باليستي عابر للقارات، للوصول إلى الولايات المتحدة.

عقوبات أممية

على إثر التجارب النووية لكوريا الشمالية أصدر مجلس الأمن عِدة قرارات بفرض عقوبات أممية ضد الدولة الواقعة في آسيا، كان آخر تلك القرارات في سبتمبر الماضي، والذي تضمن حظر تصدير المنسوجات وتعليق تصاريح العمال الكوريين الشماليين في الخارج ووضع حد لإمدادات النفط، وذلك بإجماع أعضاء المجلس الـ 15.

 العلاقات الصينية - الكورية الشمالية

 على الرغم من هذه القرارات لم تتوقف كوريا الشمالية عن تجاربها النووية، وقطع دول للعلاقات معها، ما عدا الصين، التي أشادت في نوفمبر الماضي بالعلاقات الصينية الكورية الشمالية، قائلة: "إنها كنزًا مشتركًا بين الشعبين"، وذلك ضمن زيارة قام بها وفد صيني خاص إلى كوريا الشمالية، وأجرى محادثات مع المسؤولين الكوريين الشماليين في أول لقاء رفيع بين البلدين منذ عام.
 
العلاقات بين الدولتين أصابها التوتر في الفترة الأخيرة بعد التجارة المتزايدة لكوريا الشمالية وتصريحات رئيسها كيم جونج أون، مما يهدد مستقبل تلك العلاقات إذا لم تتوقف كوريا الشمالية عن تجاربها النووية، وتحاول الولايات المتحدة الضغط على كوريا الشمالية عن طريق الصين، التي تحتفظ بعلاقات جيدة معها إلى حدٍ ما.

 الأسد "وحيدًا" 

الرئيس السوري بشار الأسد لا يختلف كثيرًا عن كيم جونج أون، فهو لا يحتفظ بعلاقات دولية متعددة، ولم يزر أي دولة خارجية حتى الآن منذ بداية الآزمة السورية في مارس 2011، سوى حليفته في حربه الأهلية ضد الشعب السوري، روسيا.
 
تولّى بشار الأسد رئاسة الجمهورية العربية السورية عام 2000، وكان الوضع مستتبًا في البلاد إلى حدٍ كبير حتى انطلق ما عُرف بـ "ثورات الربيع العربي" في كلًا من تونس ومصر ثم ليبيا بعد ذلك عام 2011، وبدأ السوريون في المطالبة بعزل الرئيس السوري بشار الأسد في مارس 2011، وأعلنت الحكومة السورية أن تلك المظاهرات ما هي إلا "تخطيط وتنفيذ لخطة بعض المتشددين الإرهابيين الذين يحاولون زعزعة الأمن القومي وإقامة إمارة إسلامية في بعض أجزاء البلاد".
 
بعد الانتهاكات التي اتهم بها الرئيس السوري بشار الأسد ضد شعبه على مدى سنوات، والحرب التي لم تنتهِ بعد حتى الآن، أدانت دول كثيرة ما يفعله الأسد بشعبه مطالبة إياه بالتنحي وإقامة انتخابات ديمقراطية، ولكنه لم ينصع لتلك المطالبات، وأعلن أنه لن يتوقف عن محاربة من وصفهم بالإرهابيين المسلحين.

 العلاقات السورية الروسية 

كانت أول زيارة خارجية لبشار الأسد منذ بداية الأزمة السورية، لحليفته روسيا عام 2015، وقال ديمتري بيسكوف -المتحدث باسم الكرملين- للصحفيين: "حضر رئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد في زيارة عمل إلى موسكو، وأجرى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
 
في 2017 كرّر الأسد تلك الزيارة إلى موسكو، هذا المرة قبيل انعقاد قمة سوتشي - التي انعقدت بين كلًا من روسيا وتركيا وإيران لبحث الأزمة السورية - وأعلن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين نيته للتحاور مع مختلف الأطراف من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.
 
لم يلتقِ الأسد بأي زعيم آخر منذ بداية الأزمة السورية قبل ست سنوات، مما يجعله زعيمًا منفصلًا عن بقية دول العالم، وعلى الرغم من تطهير الأراضي السورية من تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه لا يظهر للعلن كثيرًا ولا يجري حوارات مع الصحف أو القنوات التلفزيونية إلا فيما ندر.

فيديو قد يعجبك: