قادة أوروبيون ينتقدون مقترحات توسك بشأن توزيع اللاجئين
بروكسل - (د ب أ):
انتقد العديد من قادة الاتحاد الأوروبي رئيس المجلس الأوروبي ،دونالد توسك، خلال قمة للاتحاد لمدة يومين اليوم الخميس، بعدما قال إن الحصص الإلزامية لتوطين المهاجرين داخل التكتل "مثيرة للخلاف بشكل كبير" و"غير فعالة".
وجاءت تصريحات توسك، قبيل انطلاق القمة اليوم الخميس، حيث يجري قادة الاتحاد مباحثات سياسية بشأن الهجرة في محاولة للتوصل إلى حل دائم للأزمة التي أصبحت خطيرة في عام 2015.
ولدى وصولها للقمة، وصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نهج توسك الجديد بأنه "ليس كافيا"، محذرة من أن التضامن الداخلي لا يمكن إسقاطه من أجل التركيز فقط على جذور تدفق المهاجرين من خارج التكتل.
وقالت: "لا يمكن أن يكون هناك تضامن انتقائي بين دول أوروبية بحسب وجهة نظري".
وحذرت من أن نظام الهجرة الحالي للاتحاد الأوروبي "غير فعال على الإطلاق" لأنه يضع عبئا مبالغا فيها على الدول الحدودية، وهو السبب في ضرورة تضامن الدول الأعضاء في الداخل.
وقال المستشار النمساوي ،كريستيان كيرن، إن النقاش الذي استهله توسك "مبهم تماما".
وأضاف كيرن: "حقيقة أنا غير سعيد بصيغة توسك" مشيرا إلى أن روح أوروبا هو "تقاسم الفوائد سويا وتحمل الأعباء سويا".
كما شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية التضامن.
وقال توسك على هامش القمة إن هناك انقسامات بين "الشرق والغرب" في الاتحاد الأوروبي بشأن القضية.
وقال إن "تلك الانقسامات صاحبها مشاعر جعلت من الصعب التوصل حتى للغة مشتركة، ونقاشات رشيدة لهذا الجدال"، مضيفا أن "ذلك هو السبب في ضرورة أن نعمل على وحدتنا بشكل أكثر قوة وأكثر فعالية عن ذي قبل".
ورحبت الدول التي تعارض بشدة برنامج الاتحاد الأوروبي لتوطين المهاجرين بنهج توسك الجديد.
وقال رئيس وزراء جمهورية التشكيك أندريج بابيس، اليوم الخميس: "أعتقد أن السيد توسك قال الحقيقة، هو يقول ما نفكر فيه".
وعبر رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو عن تأييده "المطلق" لفكرة توسك، مشيرا إلى أن سلوفاكيا ترفض نظام الحصص "منذ البداية".
من ناحية أخرى، عرضت جمهورية التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا 35 مليون يورو (41 مليون دولار) لمساعدة مشروع أوروبي يهدف إلى تعزيز إجراءات حماية الحدود في ليبيا.
وتعني الخطوة الرامية لتقديم دعم مالي لمشرع تقوده إيطاليا في ليبيا، إظهار الجهود المبذولة من جانب الدول الأربعة التي تنتمي لما يطلق عليها مجموعة "فيسجراد 4" داخل الاتحاد الأوروبي من أجل العمل على توفير حلول لمشاكل الهجرة.
وطالما وجهت دول "فيسجراد 4" الأربعة انتقادات لسياسات الاتحاد الأوروبي حيال الحصص الإلزامية لتوطين المهاجرين، الذين يصلون إلى إيطاليا واليونان ومنهما إلى دول أخرى بالتكتل.
وتم الإعلان عن العرض بعد اجتماع لقادة دول "فيسجراد 4" مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.
وقال رئيس الوزراء المجري ،فيكتور أوربان ،إن سياسة الاتحاد الأوروبي للدفاع عن الحدود الخارجية والعمل للتصدي للمشاكل الأصلية للهجرة هي سياسة "تحقق نجاحا وتعمل بشكل جيد على الأرض وحققت النتيجة التي نتوقعها".
وأضاف أوربان: "لذا هذا هو السبب، من حيث تلك الجزئية في سياسة الهجرة، وراء رغبتنا في أن نعزز تعاوننا".
وقال يونكر إنه طلب من دول "فيسجراد" خلال الصيف أن يعكسوا حجم ما يمكن أن يقدموه للمساهمة في سياسة الاتحاد الخاصة بالهجرة، لأنه لمس أن هناك "سوء فهم" وأطراف مختلفة لا تعرف "ما يفكر فيه فعلا الآخرون".
ورحب يونكر بإعلان المجموعة الإقليمية، داعيا "دول فيسجراد 4 إلى أن تثبت أنها ملتزمة تماما عندما يتعلق الأمر بالتضامن مع إيطاليا وآخرين".
غير أن جينتيلوني أحجم عن الإشادة بالخطوة باعتبارها اختراق. وقال إنه "يقدر" المساعدة القادمة من الدول "التي ربما يكون موقفها ابعد كثيرا عن موقف إيطاليا" بشأن الهجرة.
وقال: "هذا التباعد في المواقف لن يغير بشكل طبيعي اتباع هذا القرار"، مشيرا إلى أن إيطاليا سوف تستمر في الدفع نحو تطبيق حصص إلزامية بشأن إعادة توطين المهاجرين.
ومن المتوقع أن يبحث القادة غدا الجمعة موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد ، وإعطاء موافقتهم للدخول في المرحلة الثانية من مفاوضات الخروج .
فيديو قد يعجبك: