أمريكا أنفقت 30 مليون دولار يوميا للإطاحة بالأسد.. لكنه قد يبقى حتى 2021
كتب – محمد الصباغ:
لا تتعامل الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب مع الأزمة في سوريا بنفس الطريقة التي تعاملت بها سابقتها بقيادة باراك أوباما. فالرئيس السابق عبّر عن نهجه في سوريا بثلاث كلمات فقط هي "على الأسد الرحيل"، بينما تباينت طريقة واشنطن حاليًا فتارة تطالب برحيله وتقصف مطار عسكري وتارة أخرى تقول إن الأولوية بالنسبة لها في سوريا هي بالقضاء على تنظيم "داعش" وليس الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وخرجت مجلة "نيويوركر" هذا الأسبوع لتعلن أن الإدارة الأمريكية الحالية يبدو أنها ارتضت ببقاء الرئيس السوري حتى موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2021، وفقًا لما نقلته عن مسئولين أمريكيين وأوروبيين.
ويختلف ذلك مع ما قاله وزير الخارجية الأمريكي في شهر أكتوبر الماضي خلال جولته بالشرق الأوسط حينما قال: "الولايات المتحدة تريد سوريا موحدة بدون بشار الأسد في الحكومة". وصرح للصحفيين المصاحبين له بأن "عصر عائلة الأسد في الحكم انتهى"، مضيفًا أن القضية الوحيدة التي يمكن النقاش فيها هي طريقة القيام بذلك.
وقالت المجلة إن هذا التغير في الموقف الأمريكي ربما يكون نابعًا من الواقع الذي فرضته روسيا وإيران وحزب الله على الأرض السورية، حيث دعموا قوات الرئيس الأسد حتى استعادت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي التي فقدتها خلال الحرب الاهلية.
وأنهى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول أمس زيارة لسوريا التقى خلالها بالأسد وأعلن الأخير أن بلاده لن تنسى دماء "الشهداء الروس" التي اختلطت بالدماء السورية. وقال بوتين إن سوريا انتصرت على جهاديي داعش والمعارضة المدعومة من الغرب.
كما أعلن بوتين خلال الزيارة بدء عودة القوات الروسية المتمركزة في سوريا منذ عام 2015، وبالفعل وصل أول وفد منها على موسكو أمس الثلاثاء.
وذكّرت "نيويوركر" الإدارة الأمريكية أنها منذ إعلان تدخلها في سوريا عام 2014 "لمواجهة داعش"، انفقت أكثر من 40 مليار دولار أي حوالي 30 مليون يوميًا على حملاتها الجوية ضد الخلافة المزعومة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تليرسون قال في مارس الماضي إن أولويتها في سوريا هي مواجهة تنظيم داعش وليس رحيل الأسد. وصرح في مؤتمر صحفي آنذاك أن القرار بشأن الأسد يحدده الشعب السوري.
وتماشت تصريحات نيكي هالي، مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، مع وزير الخارجية وقالت: "أولويتنا لم تعد التركيز على الأسد". لكن في نفي الوقت وصفه مسئولون بأنه "مجرم حرب".
وبعد ثلاثة أشهر وخصوصا في السادس من أبريل 2017، وعقب الهجوم بالغاز في مدينة خان شيخون الذي أسفر عن مقتل 86 شخصًا، أعلنت الولايات المتحدة أنه لا مكان للأسد وعليه أن يرحل.
وتطور الأمر إلى قصف قاعدة الشعيرات الجوية التي قالت الإدارة الأمريكية إنها التي انطلقت منها الطائرات لقصف خان شيخون.
وقالت "نيويوركر" إنه على مدار الأشهر القليلة الماضية، أجبر الواقع على الأرض الإدارة الأمريكية على القبول بأن الأسد وعائلته ربما تبقى في الحكم لمدة 4 سنوات أخرى.
فالقوات السورية الآن تسيطر على أغلب المناطق وعلى رأسها مدن محورية مثل دمشق وحمص وحماة واللاذقية وحلب التي كانت في السابق منطقة قوة المعارضة.
تقول إدارة ترامب إنها تريد إلى الآن حل سياسة في سوريا يشمل احتمالية رحيل الأسد. لكن الأمر انتهي إلى أنها ربما تنتظر حتى موعد الانتخابات الرئاسية القادمة عام 2021.
وبذلك يكون الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طالب برحيل الأسد في عام 2011 ثم رحل بنهاية العام الماضي ولا زال بشار حاكمًا لسوريا. كما أن دونالد ترامب تنتهي ولايته الأولى في 2020، مما يعني أن الرئيس السوري سيكون في الحكم أيضًا وينتظر هو الإدارة الأمريكية الجديدة سواء استمر ترامب أم انتخب الأمريكيون شخص آخر.
فيديو قد يعجبك: