إعلان

العرب يواجهون قرار ترامب بشأن القدس: انتهاك صارخ للقانون الدولي

12:10 ص الأحد 10 ديسمبر 2017

جامعة الدول العربية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (مصراوي)

بدأت مساء اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب برئاسة دولة جيبوتي، وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بناء على طلب من دولة فلسطين، وذلك للنظر في التطورات الخاصة بالقدس في ضوء إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

شارك في الاجتماع 18 وزيرا للخارجية والدولة للشئون الخارجية إلى جانب وكيل وزارة الخارجية الليبية، فيما مثل باقي الدول المندوبون الدائمون لكل من البحرين وجمهورية القمر المتحدة وذلك من بين 21 دولة أعضاء في الجامعة العربية، فيما يبقى مقعد سوريا مجمدا منذ عام 2012 .

وأكد الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية السفير سعيد أبو علي في تصريحات له، على أهمية تلك الاجتماعات والتي في ضوء الأحداث بالغة الخطورة وتداعيتها المختلفة بما تمثله من اعتداء جسيم على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حقوق العرب والمسلمين والمسيحيين باعتبار أن هذا الموقف الأمريكي هو انحياز أعمى إلى "احتكارية صهيونية إسرائيلية يهودية" لإرث إسلامي مسيحي للمقدسات.

ومن المقرر أن يخرج وزراء الخارجية العرب بقرار يبلور التحرك العربي إزاء خطوة الرئيس الأمريكي.

وبدأت الجلسة بكلمة من قبل وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي بدولة جيبوتي محمود علي يوسف رئيس الاجتماع، أكد خلالها أن القرار الأمريكي يهدد بتصعيد خطير، مشيرا إلى أن إقدام الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة محتلة يشكل خطوة في غاية الخطورة ويقوض مساعي السلام في المنطقة.

وقال إن هذا القرار يمثل انحيازا واضحا للاحتلال الإسرائيلي وانتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، موضحا أن مثل هذه القرارات الأحادية الجانب تعد باطلة وغير مقبولة.

وأكد أن هناك رفضا قاطعا لمثل هذه القرارات، محذرا من التداعيات الخطيرة الناجمة عنه لانه يأجج المشاعر في العالم الإسلامي والعربي نظرا لوضعية مدينة القدس الدينية في قلوب المسلمين والعالم العربي.

ولفت إلى أن القضية الفلسطينية ستبقى قضية العرب الأولى والمركزية، مجددا الموقف الدائم والراسخ للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ودعا السفير محمد ظهر حرسي مجلس الوزراء العرب في جلسته إلى اتخاذ موقف حازم وصارم إزاء الحدث الجلل والتجاوز الخطير الذي لايمكن القبول به أو السكوت عليه بحق القدس، مشددا على ضرورة التنسيق العربي لإتخاذ موقف موحد وتوحيد الجهود الدولية والبناء على الرفض الدولي لهذا القرار.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، إن رفض بلاده القاطع للإعلان الذي أدلى به رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والذي اعترف فيه بالقدس الشريف كعاصمة لإسرائيل، تلك السلطة القائمة بالاحتلال، مؤكدا أن هذا الاعتراف يُشكل اعتداء على كل الشعب الفلسطيني وعلى حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف.

وأضاف "أن هذا التغيير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاهنا هو خرق صريح لرسالة الضمانات التي أكدت الولايات المتحدة من خلالها لمنظمة التحرير الفلسطينية التزامها بعدم الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل عام 1993، بالإضافة إلى العديد من قرارات مجلس الأمن التي لا تعترف بأي من قرارات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية، والتي تسعى لضم القدس الشرقية".

وصرّح وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن إن قرار الرئيس الأمريكي، يجعل المنطقة على حافة الانفجار، موضحاً أن ما حدث منافٍ للقانون الدولي.

وأضاف شكري أن الشعب الفلسطيني انتفض أمس، للدفاع عن حقه المشروع، في ظل عجز المجتمع الدولي لحل القضية التي تجاوز عمرها 70 عاماً، حيث وقف شاهداً على الحقوق الفلسطينية الموثقة بقرارات دولية، تذهب أدراج الرياح مع غياب آفاق حقيقية للعملية السلمية لاستعادة حق شعب فلسطين.

بينما قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن المملكة العربية السعودية سبق وأن حذرت من إعلان القدس عاصمة لإسرائيل قبل الوصول إلى سلام بأنه سيضر بمفاوضات السلام ويجعله أكثر تعقيدا.

وأضاف أن القرار الأمريكي شكل استفزازا للملسمين حول العالم، مشيرا إلى أن موقف المملكة يؤكد أن هذا القرار يشكل أيضا انحيازا أمريكيا لإسرائيل.

وبدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن القدس في مقر الجامعة العربية، إن الأردن يرفض الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدا أن تغيير هوية القدس جريمة يجب أن يدينها العالم أجمع.

وأضاف قائلا "أن القدس فوق السياسة فهي رمز للسلام ويجب أن تبقى هكذا".. مؤكدا أنه لا توجد قضية أقدس عند العرب مسلمين ومسيحيين من القدس فهى للمسلمين قبلة وهوية ولا خطر أكبر من خطر تهويد القدس.

وأشار الصفدى إلى أن المنطقة لن تنعم بالاستقرار إلا إذا نعم به الفلسطينيون، مؤكدا أن القرار الأمريكي خرق للقانون الدولي.

وشدد على ضرورة مواجهة هذا القرار الأمريكي بفعل عربي خلال جلسة اليوم، مشيرا إلى أنه لابد من التوافق على خطة عمل من أجل الرد على هذا القرار بعيدا عن الاستنكارات والإدانات.

وطالب الصفدي باعتماد منهجية لتوضيح مخاطر تهويد القدس وكذلك التعامل مع الرفض الدولي للقرار، مشددا على ضرورة تشكيل وفد وزاري يزور العواصم المؤثرة كلها ويعمل مع المجتمع الدولي للتحرك لحل الصراع على أساس حل الدولتين.

من جانبه، قال وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، إن القرار الأمريكي بشأن القدس خرق لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أنه قرار خطير يهدد عملية السلام ويقوضها.

وأشار الجهيناوي - خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن القدس في مقر الجامعة العربية - إلى أن القرار الأمريكي يفتح الباب أمام إسرائيل للاستمرار في تعدياتها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، موضحا أن هذا القرار يعطي إسرائيل الشرعية في استمرار تهويد القدس وتغيير تركبياتها ومواصلة مشاريعها الاستيطانية.

وأوضح أن هذا القرار يدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر والاحتقان، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات جادة وحازمة بحق هذا القرار لمناصرة القدس والشعب الفلسطيني.

وطالب الجهيناوي الجميع بتوحيد الصف العربي من أجل القدس والمقدسات ودعم الشعب الفلسطيني وإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي.

وبدوره، طالب وزير الخارجية اللبناني ​جبران باسيل​ بتقديم شكوى عاجلة إلى ​مجلس الأمن​ ضد القرار الأمريكي بشأن القدس.. وقال " على كل دولة منا القيام بالإجراءات المناسبة.. وأنا سأتقدم إلى مجلس الوزراء اللبناني بطلب لاتخاذ الإجراءات الثنائية والدولية اللازمة".

وأضاف باسيل - خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بشأن القدس في مقر الجامعة العربية - "أن ​القدس​ لا يمكن أن تكون لدولة أحادية.. أن الجميع يريد أن يصلي في القدس ولن نسمح لإسرائيل​ أن تمنعنا من الصلاة هناك".

وأوضح وزير الخارجية اللبناني قائلا "لم نأتي إلى الجامعة العربية وهذه الجلسة لاستنكار عملية سلب وإستصدار بيان شجب، بل لأن عروبتنا لا تتنازل عن القدس ونحن من هوية القدس لا نعيش إلا أحرارا وننفض بوجه كل مغتصب ومحتل".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان