كتاب: "التغير المناخي والسياسة الدولية للمناخ في أرقام"

ميونخ (د ب أ)
لا يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الإنسان هو السبب في التغير المناخي، وليس هو الشخص الوحيد الذي لا يؤمن بذلك.

ربما كان السبب في أن التغير المناخي يعني مسألة عقيدة بالنسبة للكثير من الناس هو أن هناك حاجة لكميات كبيرة من البيانات لإثبات ذلك، بالإضافة إلى ضرورة تحليل الكثير من الأرقام.

لهذا فإن الألماني شتيفان بوهوفر يقدم في كتابه "التغير المناخي والسياسة الدولية للمناخ في أرقام" أهم العلاقات ويربط البيانات الحاسمة بعضها ببعض.

بوهوفر حقوقي، عمل في الأقسام القانونية في العديد من المنظمات الدولية من بينها اتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي. تعرف بوهوفر على عمل حماة المناخ من خلال عمله اليومي ويعرف المصادر العلمية.

يعرض بوهوفر في كتابه وبشكل بالغ الدقة الحقائق عن التغير المناخي ويصف أيضا آليات السياسة الدولية للمناخ، تلك السياسة التي يرجح أنها تلعب أيضا دورا في المؤتمر الدولي الحالي للمناخ، وهو أكبر مؤتمر دولي يعقد على الأرض الألمانية حيث يشارك فيه نحو 25 ألف شخص يسعون أيضا لوضع قواعد موحدة لقياس انبعاثات الدول من ثاني أكسيد الكربون ونقلها.

يبدأ المؤلف بوهوفر في كتابه بالأسس الفيزيائية للمناخ ويشرح كيفية تأثير أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض وما هي الارتجاعات التي تحدث أثناء ذلك.

وعلى أساس هذه القاعدة يمكن لبوهوفر عرض تأثير الغازات الاحتباسية على مناخ الأرض. كما يشرح بوهوفر أيضا دورة ثاني أكسيد الكربون و التاريخ المناخي للأرض.

وفي فصل آخر يتحدث المؤلف عن الأهمية التي يحظى بها الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين وما هي سبل تحقيق هذا الهدف وكيف يمكن لكل شخص على حدة التأثير على التغير المناخي من خلال تحول في حياته الشخصية وأنشطته.

ويقدم بوهوفر نظرة شاملة جيدة عن البيانات والحقائق بشأن النقاش الخاص بالتغير المناخي وحرَص على طباعة الأرقام المجردة في الكتاب بشكل سميك لكي يسهل العثور عليها. كما أن لغة الكتاب سهلة ومفهومة للعوام أيضا.

ولكن حرص المؤلف على عرض بياناته بشكل صحيح يتطلب من القارئ قدرة عالية على التركيز. ولكن ذلك يصبح مجديا لكل من يريد معرفة المزيد من الخلفيات عن التغير المناخي ومحاولة كبح هذا التغير.