فعاليات محدودة في الذكرى السنوية المئوية للثورة السوفيتية
موسكو - (د ب أ):
يوافق اليوم الثلاثاء الذكرى السنوية المئة لبداية الثورة التي أسست الاتحاد السوفييتي، ولكن من الصعب أن يجد المرء احتفالا في روسيا لإحياء هذه الذكرى.
وشهد "الميدان الأحمر" في موسكو عرضا عسكريا حضره أكثر من 7 آلاف شخص، حسبما أفادت الصحيفة الروسية للبيانات الرسمية "روسيسكايا جازيتا". ولكن العرض لم يكن مخصصا للاحتفال بالثورة السوفيتية.
وأقيم العرض العسكري لإحياء ذكرى أحد أحداث الحرب العالمية الثانية كان قد وقع في عام 1941 عندما انطلق عشرات الآلاف من الجنود من الميدان الشهير لمواجهة القوات النازية الغازية في ضواحي المدينة.
ولم تشر الصحيفة في وصفها لعرض اليوم أن الحدث الرئيسي قد تم تنظيمه لإحياء الذكرى المئوية للثورة السوفيتية.
وقالت المحللة السياسية الروسية ماريا سنيجوفايا لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه: "بالنسبة لمعظم الروس، لا يزال الانتصار في الحرب العالمية الثانية هو الحدث الأكثر أهمية في القرن العشرين".
كانت أهمية الثورة السوفيتية قد تراجعت حتى خلال الحقبة السوفيتية. وحرصا على الحفاظ على الاستقرار، اتخذت الحكومة السوفيتية خطوات لكبح أي ضجة تتعلق بالاحتفالات بالذكرى السنوية للثورة.
وقالت سنيجوفايا إنه حل محل احتفال الذكرى السنوية للثورة السوفيتية احتفال "يوم النصر" باعتباره الحدث الرئيسي في تأسيس العهد الجديد.
وكان "الحزب الشيوعي الروسي" فقط تقريبا هو الذي سعى لتنظيم احتفال في وسط موسكو لإحياء ذكرى اليوم الذي سيطرت فيه القوات الشيوعية على النقاط الرئيسية في حكومة الإمبراطورية الروسية عام 1917 .
ولا يزال الحزب الشيوعي قوة سياسية رئيسية في روسيا ، بعد ثلاثة عقود تقريبا من تفكك الاتحاد السوفييتي، وعلى الرغم من أن الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" يهمش بشدة الشيوعيين، فقد نظم الشيوعيون مسيرة شارك فيها عدة آلاف في وسط موسكو.
وقال زعيم الحزب جينادي زيوجانوف إن ممثلين من 80 دولة شاركوا. ورفع العديد من المشاركين صورا للزعيمين السوفيتيين فلاديمير لينين وجوزيف ستالين.
ووفقا للاستعدادات الخاصة بالمسيرة، فقد بدت كاحتجاج أكثر منه احتفال بحدث يعتبر جزءا لا يتجزأ من وجود الحزب الشيوعي.
وكان إعلان على موقع الحزب على الانترنت قد طلب من المشاركين المتوقع حضورهم الاحتفال تبني الشعارات الرسمية خلاله، وأولها :" تحيا الثورة الاشتراكية!".
وكانت هناك شعارات أخرى تدين ارتفاع تكاليف الخدمات وتدعو إلى فرض ضرائب أعلى على الأغنياء.
وفي منتصف تسعينات القرن الماضي، أعيدت تسمية الذكرى السنوية للثورة باسم "يوم الوفاق والمصالحة". وبعد مضي عقد من الزمان، تم تهميشه بعطلة جديدة، هي يوم الوحدة الوطنية، الذي تم الاحتفال به قبل ثلاثة أيام. ولم يعد لدى معظم الروس يوم عطلة في ذكرى الثورة.
وقال ايفان كوريلا استاذ التاريخ والعلاقات الدولية في الجامعة الأوروبية في سان بطرسبرج إن "نقل العطلة الوطنية الرئيسية من يوم 7 نوفمبر إلى 4 نوفمبر كان محاولة للتخلص من الثورة".
وكشف استطلاع للرأي أجراه أكبر مركز استطلاع مستقل في روسيا "مركز ليفادا" العام الماضي أن حوالى نصف سكان روسيا فقط عرفوا اسم العيد الذي يتم الاحتفال به في الرابع من نوفمبر.
فيديو قد يعجبك: