روسيا تحيي مئوية الثورة السوفيتية بدون ضجة
موسكو (د ب أ)
يخطط الحزب الشيوعي الروسي لتنظيم احتفال في وسط موسكو بعد غد الثلاثاء للاحتفال باليوم الذي سيطرت فيه القوات الشيوعية على النقاط الرئيسية في حكومة الإمبراطورية الروسية عام 1917، وهي خطوة أدت إلى إقامة الاتحاد السوفيتي.
ولا يزال الحزب الشيوعي قوة سياسية رئيسية في روسيا، بعد ثلاثة عقود تقريبا من تفكك الاتحاد السوفيتي، ومع ذلك فإن الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" يهمش بشدة الشيوعيين .
ووفقا للاستعدادات الخاصة باحتفال يوم الثلاثاء، فإنه يبدو احتجاجا أكثر منه احتفالا بحدث يعتبر جزءا لا يتجزأ من وجود الحزب الشيوعي.
وهناك إعلان على موقع الحزب على الانترنت يطلب من المشاركين المتوقع حضورهم الاحتفال بتبني الشعارات الرسمية خلال ، وأولها :" تحيا الثورة الاشتراكية!". وهناك شعارات أخرى تدين ارتفاع تكاليف الخدمات وتدعو إلى فرض ضرائب أعلى على الأغنياء.
وهناك عدد قليل من المعارض والبرامج التلفزيونية المخصصة للذكرى السنوية المئوية للثورة، ولكن الصخب يبدو ضئيلا مقارنة بالاحتفالات السنوية التي تقام على مستوى الدولة في روسيا بمناسبة ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال إيفان كوريلا، وهو أستاذ تاريخ وعلاقات دولية في الجامعة الأوروبية بمدينة سان بطرسبرج ، إن :"الثورة لا تعني الكثير بالنسبة للجيل الحالي من الروس".
وصرح كوريلا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأنه لم يعد الروس يتلقون تعليما يربط البلاد بثورة 1917 ،التي طغت عليها أحداث اكثر تأثيرا مثل الحرب العالمية الثانية وعمليات القمع الستالينية.
ولكن أهمية الثورة السوفيتية قد تراجعت حتى خلال الحقبة السوفيتية. وحرصا على الحفاظ على الاستقرار، اتخذت الحكومة السوفيتية خطوات لكبح أي ضجة تتعلق بالاحتفالات بالذكرى السنوية للثورة.
وقالت المحللة السياسية الروسية ماريا سنيجوفايا لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) إنه قد حل محل احتفال الذكرى السنوية للثورة السوفيتية احتفال يوم النصر باعتباره الحدث الرئيسي في تأسيس العهد الجديد. وأضافت أنه "بالنسبة لمعظم الروس، لا يزال انتصار الحرب العالمية الثانية هو الحدث الأهم في القرن العشرين".
واتخذت سلطات ما بعد الاتحاد السوفيتي خطوة أكبر. ففي منتصف تسعينيات القرن الماضي، اطلقت على الذكرى السنوية للثورة اسما جديدا هو "يوم الوفاق والمصالحة".
وبعد ذلك بعقد من الزمن، تم تهميش ذلك بعطلة جديدة، وهي "يوم الوحدة الوطنية"، والذي يتم إحياؤه قبل يوم الذكرى السنوية للثورة السوفيتية بثلاثة أيام. ولم يعد لدى معظم الروس يوم عطلة في ذكرى الثورة.
وقال كوريلا إن "تعديل العطلة الوطنية الرئيسية من 7 نوفمبر إلى 4 نوفمبر كان محاولة للتخلص من الثورة".
وكشف استطلاع للرأي أجراه أكبر مركز استطلاع مستقل في روسيا، وهو مركز "ليفادا"، أن نحو نصف سكان روسيا فقط يعرفون اسم المناسبة التي يحتفل بها في الرابع من تشرين ثان/نوفمبر.
ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ،الذي كان في السلطة في معظم فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، يشعر بالارتياح لستالين الذي انتصر في الحرب العالمية الثانية ووسع نطاق السلطة السوفيتية، أكثر من ارتياحه للثورة السوفيتية ، وفقا للمؤرخ إيليا كالينين، الذي يحاضر في جامعة سانت بطرسبرج.
وقال كالينين إنه في روسيا المعاصرة"حتى فكرة أي ثورة توصف بأنها خيانة للوطن".
فيديو قد يعجبك: