ماكرون يدعو لتقديم "دعم ضخم" لمواجهة شبكات المهربين في ليبيا
باريس - (د ب أ)
دعا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء إلى تقديم "دعم ضخم من أجل إجلاء الاشخاص المعرضين للخطر" من ليبيا.
وفي حديثه أمام طلاب جامعيين في واجادوجو، عاصمة بوركينا فاسو، قال ماكرون إن سوء معاملة المهاجرين في ليبيا هو "جريمة ضد الانسانية".
وأظهرت لقطات بثتها شبكة "سي إن إن" في وقت سابق من الشهر الجاري، مزادا للرقيق في ليبيا، حيث يتم بيع المهاجرين مقابل 400 دولار لكل منهم.
وقد تسببت المشاهد- التي جاءت بعد أشهر من الإدانات الموجهة لسوء معاملة المهاجرين المحتجزين في الدولة الواقعة بشمال إفريقيا - في حالة من الغضب في الدول الإفريقية.
وقال ماكرون إن ما يحدث في ليبيا هو "المرحلة الاخيرة في المأساة التي سمحنا لها بأن تتطور على طول ما أسميه طريق الحاجة".
وقال الرئيس الفرنسي إنه سيقترح أثناء القمة الاوروبية الافريقية التي تبدأ غدا الأربعاء في مدينة ابيدجان بكوت ديفوار "مبادرة يجب أن تبدأ بضرب المنظمات الاجرامية وشبكات المهربين الذين يتصرفون دون عقاب".
وأضاف "أقترح أن تقدم افريقيا واوروبا مساعدات للسكان المحاصرين في ليبيا من خلال تقديم دعم كبير لإجلاء السكان المعرضين للخطر".
يشار إلى أن ليبيا، التي غرقت في حالة من الفوضى منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011، أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين واللاجئين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
من ناحية أخرى، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، زيد رعد الحسين، إن المساعدة التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لجهود قوات حرس السواحل الليبية لاعتراض المهاجرين، جعلته متواطئا في المعاملة اللاإنسانية أثناء الاحتجاز.
وأكد ماكرون أنه يتعين على الدول الأوروبية أن تحاول تحديد اللاجئين الذين لديهم حق اللجوء في كافة انحاء المنطقة ونقلهم مباشرة إلى أوروبا.
واضاف أنه يتعين عليهم أيضا العمل مع المنظمة الدولية للهجرة لضمان إعادة الاشخاص الذين لا يحملون طلبات لجوء صالحة الى أوطانهم.
وقال "لا يمكننا السماح لمئات الآلاف من الأفارقة الذين ليس لديهم فرصة على الإطلاق في الحصول على اللجوء، وبعضهم سيقضي سنوات في ليبيا، بالمخاطرة بكل شيء في البحر المتوسط والتسابق نحو هذه المأساة".
وقال ماكرون، الذى انتخب في مايو الماضي في سن الـ 39 عاما إن ظهور أجيال جديدة في القارتين يجب ان يؤدى الى علاقات جديدة.
وقال "أنا من جيل يرى أن جرائم الاستعمار الأوروبي لا جدال فيها".
وقدم عرضين رمزيين رئيسيين من أجل هذه العلاقة الجديدة.
فقد قال إن الملفات السرية الفرنسية الخاصة بقضية قتل رئيس بوركينا فاسو الأسبق توماس سانكارا عام 1987 ستقدم لنظام القضاء البوركيني.
وردا على سؤال من أحد الطلاب بجامعة واجادوجو، قال ماكرون إنه سيرفع قواعد السرية للسماح لمحققي بوركينا فاسو بالاطلاع إلى الملفات العسكرية للقوة الاستعمارية السابقة للبلاد.
قاد سانكارا، المعروف باسم "تشي جيفارا الإفريقي"، نظاما يساريا خلال الفترة من عام 1983 إلى عام 1987 قبل الإطاحة به في انقلاب قام به صديقه السابق وحليفه بليز كومباوري، بدعم من فرنسا.
وطلبت بوركينا فاسو من فرنسا رفع السرية عن الملفات العسكرية الخاصة بمقتل سانكارا منذ عام 2016، بعد عامين من الإطاحة بكومباوري نفسه في ثورة شعبية.
كما أعلن ماكرون اعتزامه رد قطع فنية إلى دول افريقية، وقال إن الميراث الثقافي الافريقي يجب أن يكون له تأثير في باريس، وأيضا في العواصم الافريقية داكار ولاجوس وكوتونو.
وقال ماكرون إنه يتعين خلال خمسة أعوام توفير الظروف الملائمة لتعيد فرنسا بشكل مؤقت أو بشكل دائم التراث الفني إلى افريقيا، لافتا إلى أن " هذا سيكون من بين أولوياتي".
واشار ماكرون إلى أن هناك الكثير من العمل في هذا الموضوع، وطالب بأن تكون هناك شراكات ثقافية من أجل ضمان الحفاظ على الأعمال الفنية.
فيديو قد يعجبك: