في يوم المرأة.. حكايات أسيرات فلسطينيات مع التحرش والتعذيب
كتبت – إيمان رحيم:
فيما يحتفل العالم باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، لا تزال 55 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تتعرضن لانتهاكات يومية من الاعتداء الجسدي والسب والتحرش والتعرية للتجويع والإهمال الطبي، وفق ما أكدت مؤسسة "ضمير" لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.
ويمر اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، والذي حددته الأمم المتحدة بيوم 25 نوفمبر، على 55 امرأة فلسطينية، بينهن 12 طفلة، وأسيرتان في الاعتقال الإداري من دون تهمة أو محاكمة، ويخضعن لمختلف أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وفقا لوزارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينية.
وتشير الإحصائيات إلى أن 16 من الأسيرات هنّ أمهات لـ 58 طفلاً، وتقبع 42 أسيرة في الوقت الحالي في سجن "هشارون"، و13 أسيرة في سجن "الدامون"، وتقع هذه السجون في الأراضي المحتلة التابعة لسلطات الاحتلال، بما يخالف اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظّر نقل السكان من الأراضي المحتلة.
التعرية والاغتصاب
تصف إحدى الفلسطينيات المحررات، للموقع النسائي العربي "لها"، أسوأ ما تتعرض له الأسيرات داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وهو التفتيش العاري، أثناء توجههن إلى المحاكم العسكرية والعودة من تلك المحاكم أو أثناء عملية التنقل من سجن إلى آخر.
لأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يمكن أن يصل إلى الاغتصاب الجسدي، تضيف: "تطلب السجانة الإسرائيلية من الأسيرة خلع الملابس قطعة قطعة، حتى يصل الأمر إلى نهايته وتكون الأسيرة في حالة من العري الكامل، وبعدها تقوم السجانة بتمرير ماكينة الفحص على كافة أنحاء الجسد باستفزاز وإهانة متعمدين، وربما ينتهي بها الأمر للاغتصاب أو التحرش الجنسي".
الرقص العاري والتصوير
"التفتيش العاري والإجبار على الرقص والتصوير".. كان ذلك ما مرت به إحدى الأسيرات بسجون الاحتلال، فأجبرها جنود الاحتلال أثناء التفتيش العاري على الرقص، ثم صوروها رغمًا عنها بكاميرا هاتف محمول، وتم عرض مقطع الفيديو على منصات الإنترنت المختلفة، وفقا لما ذكره موقع وزارة الأسرى والمحررين.
مقرر فرع القاهرة للمجلس القومي لحقوق المرأة، السفيرة سناء عطا الله، قالت ‘ن أعمال العنف والاغتصاب ضد المرأة ممنوعة في كل دول العالم، فالدول الـ191 الأعضاء بالأمم المتحدة يمنع عليها أي ثغرات أو قوانين تبيح اضطهاد المرأة أو ممارسة أي عنف ضدها.
ولفتت "عطا الله"، في تصريحات لـ"مصراوي"، إلى أن اسرائيل اعتادت على مثل هذه الممارسات الوحشية مع الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال، رغم تحذيرات عديدة من الأمم المتحدة.
وأشارت مقرر فرع القاهرة للمجلس القومي لحقوق المرأة، إلى أن القوانين تمنح المرأة الحامل أو التي لديها طفل لم يتجاوز العامين أن تعامل معاملة خاصة، كما أن حقها الإنساني أن يتم العفو الصحي عنها في حالة المرض.
مريضات خلف القضبان
ووفقا للتقرير السنوي للمركز الفلسطيني الإعلامي، فالأحكام القضائية للأسيرات قد تصل لأبعد من حكم "مدى الحياة" فإحدى الأسيرات حكم عليها بالسجن 16 مؤبد، وأخرى ثلاث مؤبدات وثلاثين عاماً.
بينما أوضح المركز في تقريره، أن 13 أسيرة بداخل المعتقلات تعانين من أمراض مختلفة، إحداهن مصابة بالسرطان، والباقيات تختلف أمراضهن بين "القلب وضغط الدم" مع عدم توفير الفرصة للعلاج، حتى أن الأسيرات لجأن لعلاج بعضهن بالأعشاب.
وعمدت إدارة السجون الإسرائيلية إلى انتهاج أشكال من التعسف، ومنها حرمان الأسيرات من لقاء الأبناء الأطفال، والإهانة قبل الزيارة والتفتيش العاري قبل الزيارة، فضلًا عما يتعرض له ذوي الأسيرات من سب وإهانة، وحرمان من الزيارة كعقاب فردي وجماعي، وفقا للمعهد الدولي لتضامن النساء.
تاريخيا، عانت أكثر من 15 ألف امرأة فلسطينية بداخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، منذ عام 1967 في ظروف سيئة للغاية، ووفقا لوزارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينية.
فيديو قد يعجبك: