أزمة "الحريري/ لبنان" تنتهي.. الرجوع عن الاستقالة بعد العودة للوطن
كتب- أشرف جهاد:
بعد 17 يوما من الضغوط، تنفس لبنان اليوم الصعداء وألقى هواجس التصعيد السياسي والعسكري خلف ظهره، بعد إعلان رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري عودته عن استقالته غداة عودته للوطن، وصبيحة الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني.
ساعات قليلة قضاها الحريري في بيروت، تخللها لقاء خاطف مع الرئيس اللبناني ميشال عون، قال بعده إنهما ناقشا مسألة إعلان استقالته، فطالبه الأخير بالتريث بالأمر.
أشكر "عون" على عاطفته
وأشار الحريري، في كلمة ألقاها من القصر الجمهوري في بعبدا، إلى تجاوبه مع مطلب عون بالتريث في تقديم الاستقالة، قائلا: "آملا أن يشكّل مدخلا جديّا لحوار مسؤول". وأثنى الحريري على على ما فعله عون خلال الأزمة، قائلا: "أشكر الرئيس عون على عاطفته النبيلة وحرصه الشريف على لبنان".
كان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، قال في تصريحات أدلى بها منتصف الشهر الجاري، خلال وجود الحريري في بيروت إنّ رئيس الوزراء "محتجز" في السعودية، معتبراً ذلك "عملاً عدائياً" ضدّ لبنان.
وتابع عون في كلمة لوفد من المجلس الوطني للإعلام بعد 12 يوما من إعلان الحريري استقالته وعدم عودته من السعودية: ما حصل مع رئيس الوزراء يعدّ "انتهاكاً لحقوق الإنسان" و"لا يمكننا إطالة الانتظار وخسارة الوقت، إذ لا يمكن إيقاف شؤون الدولة".
ورأى الرئيس اللبناني أن "لا شيء يبرر عدم عودة الحريري بعد مضي 12 يوماً"، وقال إن وضع عائلة الحريري مماثل لوضعه قائلاً "لم نطالب بعودتها في السابق، لكننا تأكدنا أنها محتجزة أيضاً ويتم تفتيشها عند دخول أفرادها وخروجهم من المنزل".
وأشكر "بري" لحرصه على الدستور
شكر الحريري لم يتوقف عند عون، فقد شكر أيضًا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قائلا: "وأخصّ بالشكر دولة الرئيس (نبيه) بري الذي أظهر حرصاً على الدستور".
"بري" كان قد اتخذ موقفا سريعا حيال استقالة الحريري، واعتبرها لاغية، قائلا في لقاء الأربعاء النيابي يوم 8 ديسمبر: "استقالة رئيس الوزراء غير نافذة دستوريا، والحكومة اللبنانية لا تزال تمارس صلاحياتها".
وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني وقتها: "ما يواجهنا اليوم يفترض منا جميعا أن نحصّن هذه الوحدة.... والحكومة ما زالت قائمة، وإن إعلان الرئيس الحريري استقالته بهذا الشكل لن يغير من كامل أوصافها".
وشاركه القلق على لبنان
قلق "عون" أكده "الحريري" في كلمته المتلفزة بعد الاستقالة، وأيضا في كلمته بعد التراجع عنها، وقال اليوم: "وطننا يحتاج في هذه المرحلة الدقيقة إلى جهود استثنائية من الجميع ووجوب الالتزام بسياسة النأي بالنفس عن النزاعات الإقليمية، وكل ما يسيء إلى العلاقات الأخوية مع الأشقاء العرب".
وأضاف: "أتطلع إلى شراكة حقيقية من كل القوى السياسية في لبنان لتقديم مصلحة البلاد العليا على أي مصالح أخرى".
مشاورات طريق العودة.. تنتهي بالتراجع
وأدى بقاء الحريري في السعودية بعد إعلانه استقالته في 4 نوفمبر الجاري، إلى انتشار شائعات بأنه محتجز ضد إرادته في الرياض، وهو ما نفاه سعد ومسؤولون سعوديون.
وفي تغريدة نشرها على حسابه بموقع تويتر قبل مغادرته الرياض إلى فرنسا يوم السبت 18 نوفمبر، قال الحريري: "القول بأني محتجز في السعودية وغير مسموح لي بمغادرة البلد كذب. أنا في الطريق إلى المطار".
ومن باريس، قال رئيس الوزراء اللبناني إنه سيعود إلى بيروت بعد أيام قليلة، وسيوضح حينها قراره المفاجئ بشأن الاستقالة.
ومن باريس غادر للقاهرة في زيارة خاطفة التقى خلالها الرئيس السيسي، قال بعدها الحريري: "كان لنا حديث طويل مبني على استقرار لبنان وضرورة النأي بلبنان عن السياسات الإقليمية". وأضاف: "إن شاء الله يكون عيد الاستقلال غدا في لبنان عيدا لكل اللبنانيين. وكما قلت في باريس فإني سأعلن موقفي السياسي في لبنان، ولن أتحدث الآن في السياسة".
وتابع رئيس الوزراء اللبناني: "أشكر مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي علي دعمه للبنان واستقراره، وإن شاء الله غداً نحتفل بالعيد الوطني في لبنان وسيكون عيداً لكل اللبنانيين".
وفي "عيد كل اللبنانيين"، أعلن الحريري تراجعه عن الاستقالة، بعدما حرص على التوجه فور عودته لبيروت إلى ضريح والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 فبراير 2005.
فيديو قد يعجبك: