لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: جيش زيمبابوي أجهض تثبيت موجابي أقدام زوجته في السلطة

08:31 م الخميس 16 نوفمبر 2017

جريس موجابي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

"لقد كان روبرت موجابي، -بصفته متمردًا، ثوريًا، وماكيفيليًا، وقائدا أعلى-، وجه زيمبابوي لفترة طويلة جدًا إلى حدّ يستحيل معه تخيّل البلاد بدونه. وتقريبًا، بدأ المُستحيل يتحقق أخيرًا في 14 نوفمبر، عندما دخلت الدبابات في العاصمة هراري، واحتجزت القوات المسلحة موجابي وزوجته جريس"، هكذا استهلّت وكالة "بلومبرج" الإخبارية تقريرًا نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، بعنوان "ماذا يعني سقوط موجابي؟".

وقالت الوكالة: "حكم موجابي لمدة 37 عامًا، في فترة شهدت الوجود الكامل لزيمبابوي بعد سقوط حكومة الأقلية البيضاء لما كان يسمى آنذاك روديسيا". وعلى مدى أربعة عقود، تدهور الاقتصاد ووصل إلى حالة ميؤوس منها، وأصبح زعيم زيمبابوي منبوذًا في معظم أنحاء العالم جراء القمع العنيف المُمارس ضد شعبه. وأصبح موجابى وجهًا لا يحبه سوى الاشتراكيين اليساريين والحكومة الصينية المتعطشة للسلع، في الوقت الذي يحتفظ به الجيش الزيمبابوى بعلاقات وثيقة مع جنرالات بكين".

والأهم من ذلك، بحسب الوكالة، أنه على الرغم من التراجع الاقتصادي والعزلة الدولية التي تسبّبت فيها سياسته، كان موجابي "سيد" زيمبابوي بلا مُنازع، متجاوزًا العديد من خلفائه المُحتملين، بما في ذلك الزعيم المشارك في الانتفاضة ضد الحكم الأبيض، جوشوا نكومو.

وكان يبدو أن نظامه يستعد لاستقبال ثالث نائب للرئيس، في ثلاث سنوات، عندما أحكم الجيش قبضته على الشوارع وسيطر على محطة التلفزيون الحكومية. وكان متوقّعًا أن يقوم موجابي، 93 عامًا، بتعيين زوجته جريس، 52 عامًا، نائبًا جديدًا له.

سقوط موجابي لم يدفع بالمواطنين إلى الرقص في الشوارع. فهو حدث لا يُضاهي التطورات التي وقعت في أواخر القرن العشرين، والتي تسبّبت في انهيار الكتلة السوفيتية أو الإطاحة بفرديناند ماركوس في الفلبين، حيث حرّكت القوة الشعبية وعود الإصلاح والانتعاش الاقتصادي.

تقول الوكالة إن التدخّل العسكري في زيمبابوي، الذي رفض الجنرالات تسميته "انقلابا"، يُمثّل آخر فصول المعركة الشرسة داخل نظام موجابي، وهو ما سهّل استيلاء الجيش على السلطة. وأشارت إلى أن زعيم هذه الانتفاضة، قائد القوات المُسلحة، الجنرال كونستانتين شيوينجا، هو حليف وثيق لأشرس منافسي جريس، الوريث المخلوع، إيميرسون منانجاجوا.

ويُعرف عن منانجاجوا، (75 عامًا)، أنه شخص "سيئ السمعة"، يخافونه كثيرا فى زيمبابوي، لا سيما بعد قيادته حملة شرسة ضد معارضين في الثمانينيات، بمساعدة لواء الجيش الخامس المُدرب في كوريا الشمالية. وهو من قدامى المحاربين في حروب زيمبابوي التي اندلعت في سبعينيات القرن الماضي. ولقبه "التمساح".

وبينما استولى الجيش على مقار محطة الإذاعة والتليفزيون في زيمبابوي، أصرّ المتحدث باسمه على أن موجابي ليس هدفًا. وقال الميجور جنرال سيبوسيسو مويو: "إننا نستهدف فقط المجرمين الذين يرتكبون جرائم تُسبب معاناة اجتماعية واقتصادية في البلاد، من أجل تقديمهم للعدالة". فيما يبقى أن نرى إذا كان أحد هؤلاء المجرمين جريس، السيدة الأولى التي لم تخجل أبدًا من إظهار طموحاتها أو عدائها مع منانجاجوا.

حكم موجابي لم يجعل من السهل على الديمقراطية أن تزدهر، حتى بالرغم من وجود مؤسسات ديمقراطية وحزب معارض قابل للحياة. فالأوتوقراطيون لا يغرسون الديمقراطية في عوالمهم. وفي الماضي نجح موجابي في تزوير نتائج الانتخابات والبقاء في السلطة، ليُثبت أن الديمقراطية لا تُمثّل طريقًا مزهرًا لكل من يملك طموحًا سياسيًا حقيقيًا في زيمبابوي. والتدخل العسكري لا يفعل شيئا لتغيير ذلك.

زيمبابوي، كما ترى بلومبرج، "تستحق الأفضل. ولم يفت الأوان حتى يتمكن الجيش من التحضير للانتقال الحقيقي إلى الديمقراطية والدعوة إلى إجراء انتخابات. لكن من المؤكد تقريبًا أن الجنرالات لن يفعلوا. ففي هذه المرحلة، يبدو أنهم مهّدوا الطريق ليحلّ أحد أتباع الديكتاتور محلّه.

ولفهم ديناميكية الأحداث في هراري، يقول الناشط المناهض للفصل العنصري في جنوب أفريقيا، توني كارون، إن الوسيلة المُثلى في ذلك هي المقارنة مع ثورة 25 يناير في مصر عام 2001، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وضمنت عدم خلافة ابنه، جمال، للحكم من بعده. لكن لماذا لم يُطرد الرئيس نهائيًا؟ تقول "بلومبرج" إن هذا الأمر رُبما لن يحدث؛ إذ أن روبرت موجابي ما يزال الوجه التاريخي للثورة، مُشيرة إلى أنه من غير المُحتمل أن يتفوّق على الجيش، في الوقت الذي يُعاني فيه من مشاكل صحية مع تقدّمه في السن. وقد تكون هذه هي نهاية حكمه الطاغي الطويل.

والسؤال الأكثر إلحاحًا هو: هل سيغير سادة زيمبابوي الجدد البلد؟ وفي هذا الصدد، رأت الوكالة أن صعود شخص عسكري، مثل منانجاجوا، لحكم زيمبابوي يُمثّل خطرًا وفرصة على حدٍ سواء. فهو خطر؛ لأن القبول الدولي الواسع لقيادة زيمبابوي سيعزز سيطرة القوات العسكرية والأمنية على البلاد. وفرصة؛ لأن المجتمع العالمي قد يحاول استغلال نفوذه المالي لفرض إصلاحات سياسية هيكلية. بالنسبة لزيمبابوي، قد لا يهم، طالما أن الصينيين يحبون الوجه الجديد للأمة، أيًا كان ذلك.

فيديو قد يعجبك: