اعتقالات السعودية والأزمة في لبنان (تسلسل زمني)
كتبت- رنا أسامة:
توترات حادة تشهدها العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، في الوقت الراهِن، تُخيّم عليها لهجة تصعيدية من كلا الجانبين، تُنذر بحرب مُحتملة بالوكالة، لا سيما بعد اعتراض القوات السعودية فوق مطار الملك خالد بالرياض صاروخًا باليستيًا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن.
ازدادت الأزمة بين البلدين مع إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالته، من العاصمة السعودية الرياض، بهدف الإطاحة بحزب الله -الذي ترعاه إيران- في خطوة مُفاجئة في زمانها ومكان إعلانها.
وفيما يلي نستعرض تسلسلًا زمنيًا لأحداث الأزمة، بداية من "اعتقالات الريتز" وصولًا إلى كلمة حسن نصرالله التي اتهم فيها السعودية احتجاز الحريري وإعلانها الحرب على لبنان وعلى حزب الله:
- أصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمرًا ملكيًا، السبت، بتشكيل لجنة عليا برئاسة نجله ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، لحصر مخالفات الفساد. إلى جانب أوامر أخرى انطوت على إقالات وتعيينات في المناصب العُليا للمملكة، أعفى بمقتضاها ابن أخيه الأمير متعب بن عبدالله من منصبه وزيرًا للحرس الوطني، وعيّن الأمير خالد بن عياف خلفَا له.
- بعد أقل من ساعة من تشكيلها، أصدرت لجنة مكافحة الفساد السعودية أمرًا بإيقاف 11 أميرًا وعشرات الوزراء السابقين، و4 وزراء حاليين، بتهم "فساد، غسل أموال، اختلاسات، صفقات وهمية، ورشاوي". وبات هاشتاج "الملك يحارب الفساد" الأكثر تداولًا في المملكة.
- توالت الأخبار بعد ذلك على عدد من القنوات السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي، تنشر بعض أسماء الأمراء المحتجزين وكان أبرزهم ابني أخ الملك الملياردير الأمير الوليد بن طلال، وزير الحرس الوطني المعفي الأمير متعب بن عبدالله، رئيس الديوان الملكي السابق خالد التويجري، وأمير الرياض السابق الأمير تركي بن عبدالله.
- في خضم ذلك، اعترضت قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، مساء السبت، صاروخًا باليستيًا أُطلق من داخل الأراضي اليمنية باتجاه الرياض، لتتناثر الشظايا في منطقة غير مأهولة، دون وقوع أي إصابات.
- أصدرت السلطات السعودية، الأحد، قرارًا بتجميد الحسابات المصرفية للأمراء والوزراء المعتقلين، حسبما أعلنت وزارة الإعلام السعودية، في بيان لها، مُضيفة أن "ممتلكات هؤلاء الأشخاص التي لها علاقة بحالات فساد ستُسجّل على أنها ملكية دولة".
- أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، تأييده لحملة التطهير السعودية، وغرّد على تويتر، قائلًا إن لديه ثقة كبيرة في الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد محمد بن سلمان. مشيرا إلى أنهما "يعلمان جيدًا ما يفعلانه"، وأن "بعض أولئك الذين يعاملونهم بصرامة كانوا يستنزفون بلدهم لسنوات".
- اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة أجراها الإثنين، حزب الله بوقوفه وراء إطلاق صاروخ باليستي على مطار الرياض من شمال اليمن. دون الكشف عن تفاصيل عملية الإطلاق. وتواردت تقارير إعلامية، أبرزها صحيفة كيهان المقربة من المرشد الأعلى الإيراني، عن تهديدات إيرانية بتوجيه ضربات صاروخية ضد مطارات وموانئ السعودية والإمارات.
- أعلن النائب العام في السعودية، سعود المعجب، الإثنين، أن الأفراد المُحتجَزين على خلفية تحقيقات لمكافحة الفساد خضعوا لاستجوابات مُفصّلة، وأن السلطات جمعت بالفعل الكثير من الأدلة. وأوضح أن التحقيقات جرت في سرية حرصًا على سلامة الإجراءات القانونية، مُشيرًا إلى أن الاعتقالات "لا تُمثّل البداية، بل جاءت استكمالًا للمرحلة الأولى لمكافحة الفساد".
- أعلنت السعودية، الإثنين، قائمة تضم 40 اسمًا لقيادات وعناصر مسؤولة عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة من جماعة الحوثي الإرهابية، كما أعلنت عن مكافآت مالية، تراوحت بين 5 و30 مليون دولار، لمن يدلى بأي معلومات تُفضى إلى القبض عليهم أو تحديد أماكن تواجدهم، ردًا على إطلاق الحوثيين صاروخا صوب الرياض.
- أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بحملة المملكة لمحاربة الفساد، وقال في حوار مطوّل مع جريدة الشرق الأوسط اللندنية، نُشر الثلاثاء، "أسجل بكل تقدير واحترام ما يجري في السعودية من خطوات عملاقة على أكثر من صعيد، ستكون لها نتائجها الإيجابية داخل المملكة وخارجها، وهي خطوات مدروسة وجريئة".
- اعتبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الضربة الحوثية على المطار السعودي أنها "فعل قد يرقى إلى اعتباره عملًا من أعمال الحرب ضد المملكة"، متهمًا إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ.
- أجرت السلطات السعودية عمليات توقيف جديدة، الأربعاء، لعدد من المسؤولين، بينهم أشخاص تربطهم صلات بأسرة ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف ووزير الدفاع الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي توفي عام 2011، حسبما كشفت مصادر مُطلعة لوكالة أنباء "رويترز" الإخبارية.
- كشف مصرفي في بنك إقليمي رفض الكشف عن هويته، الأربعاء، لـ"رويترز"، عن تجميد حسابات عدد آخر من الأمراء والمسؤولين من بينهم ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف، وعدد من أفراد أسرته المقربين. وقالت مصادر مصرفية إن عدد الحسابات البنكية المحلية المُجمّدة في إطار حملة مكافحة الفساد السعودية يزيد عن 1700 حساب، وآخذ في الارتفاع.
- دعت إيران السعودية إلى الحذر من "قوة ومكانة" طهران، بعد تفاقم حدة التوتر بين البلدين الخصمين حول عدد من الملفات الخلافية ولا سيما الحرب في اليمن وقال الرئيس حسن روحاني، في كلمة أمام مجلس الوزراء نقلها التلفزيون، متوجهاً إلى القادة السعوديين "تعلمون قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومكانتها جيدًا، كانت هناك قوى أكبر منكم عجزت عن قهر ارادة الشعب الإيراني"، وفق وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
- كشف النائب العام السعودي، الخميس، تفاصيل جديدة في سير تحقيقات مكافحة الفساد، أبرزها "الإفراج عن 7 من أصل 208 متهمين، القيمة المحتمَلة لممارسات الفساد تجاوزت الـ100 مليار دولار، تعليق الحسابات المصرفية الشخصية فقط مع إتاحة الفرصة للشركات لمواصلة المعاملات والتحويلات بشكل طبيعي".
- دعت السعودية، الخميس، رعاياها إلى مغادرة لبنان في أقرب فرصة مُمكنة، تزامنًا مع مزاعم العديد من المسؤولين اللبنانيين، باحتجاز رئيس الوزراء المُستقيل سعد الحريري، الذي يحمل الجنسيتين السعودية واللبنانية، في الرياض، بين مجموعة من الأمراء ورجال الأعمال والوزراء الحاليين والسابقين. قبلها كانت البحرين قد أمرت رعاياها بمغادرة لبنان. كما فعلت الإمارات نفس الأمر عقب الخطوة السعودية.
- وردًا على الاتهامات الموجهة إلى المملكة باحتجاز الحريري، قال وزير الخارجية السعودي، في حوار مع شبكة سي إن إن الأمريكية، إن "المسؤول اللبناني حر بمغادرة المملكة في أي وقت يرغب فيه بذلك". ووصف الجبير ما تردد عن ممارسة الرياض ضغوطا على الحريري ليعلن استقالته من منصبه، بالادعاءات "غير المنطقية".
- قال حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في كلمة مُتلفزة بثتها وسائل الإعلام الجمعة، إن "الحرب المعلنة على لبنان وعلى حزب الله (عشوائية)، ومن يديرها لا خبرة ولا تجربة لهم". وأضاف: "من الواضح أن السعودية أعلنت الحرب على لبنان وعلى حزب الله"، مُتهمًا المملكة باحتجاز الحريري.
فيديو قد يعجبك: