لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بسبب الحصار .. غوطة دمشق على شفا كارثة إنسانية

04:27 م الجمعة 10 نوفمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

أربع سنوات من الحصار عاشتها منطقة الغوطة الشرقية الواقعة بالعاصمة السورية دمشق، فبين اشتباكات المعارضة المسلحة المُسيطرة على المنطقة، والحكومة السورية التي تشن غارات من حين إلى آخر بذريعة محاربة جبهة النُصرة، ينتظر مئات الآلاف من المدنيين حتفهم بسبب الجوع ونقص الأدوية.

وقال يان إيجلاند مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، إن نحو 400 رجل وامرأة وطفل، يجب أن يتم إجلاؤهم الآن، موضحاً أن 29 منهم بينهم 18 طفلاً "سيموتون في حال عدم إجلائهم"، بحسب وكالة "رويترز".

وتعاني منطقة الغوطة الشرقية - أبرز معقل للفصائل المعارضة - من حصار خانق منذ العام 2013، ورغم كونها إحدى أربع مناطق يشملها اتفاق خفض التوتر في سوريا، والذي ينص على وقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، لكن تلك المناطق لم يختلف حالها بعد إبرام الاتفاق.

تسبب الحصار في نشر سوء التغذية لدى الأطفال بسرعة كبيرة وخاصة عند حديثي الولادة، فلا طعام ولا غذاء ولا حليب للأطفال، فضلا عن الموت بشظايا القذائف والصواريخ المتساقطة بشكل يومي على الأحياء السكنية المكتظة بالمدنيين، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فإن آخر قافلة انسانية تتضمن مساعدات غذائية وطبية ومستلزمات أخرى دخلت إلى ثلاث مدن محاصرة فقط في الغوطة الشرقية في 23 سبتمبر، بعد دخول قافلة مماثلة في يونيو.

واعتبرت المنظمة الدولية أن التجويع المتعمد للمدنيين كوسيلة من وسائل الحرب يشكل جريمة ضد الإنسانية.

ويعيش نحو ثلاثة ملايين شخص في سوريا في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول اليها، 400 ألف منهم محاصرون ومعظمهم في الغوطة الشرقية، بحسب الأمم المتحدة.

وأكد إيجلاند أن المدنيون المحاصرون في منطقة الغوطة الشرقية، ويواجهون "كارثة كاملة" نظرًا لمنع وصول المساعدات الإنسانية، مضيفًا أن مئات الأشخاص في حاجة لإجلاء طبي عاجل.

ودعا إيجلاند الجيش السوري وفصائل المعارضة إلى تطبيق "وقف إطلاق نار الآن" في هذه المنطقة بهدف تسهيل عمليات الإجلاء الطبية.

وجرى توقيع اتفاقا في نهاية يوليو الماضي بالقاهرة، لوقف إطلاق النار بين الحكومة السورية وفصائل معارضة في هذه المنطقة دون أن يشمل الاتفاق تنظيم داعش أو جبهة النُصرة، بالإضافة إلى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية لأهالي المنطقة، وذلك برعاية مصرية وضمانة روسية.

وتراجعت وتيرة القصف على دمشق والغوطة الشرقية مع بدء سريان اتفاق خفض التصعيد، ونتيجة اتفاقات عدة مع النظام السوري تم بموجبها إجلاء آلاف من مقاتلي المعارضة من مدن عدة في محيط العاصمة، ومن أحياء عند أطرافها.

لكن المساعدات الإنسانية لا تصل إليها إلا بكميات قليلة جدًا، وتتطلب تصريحًا من النظام، فيما سجلت فيها مئات حالات سوء التغذية الشديد في الأسابيع الماضية، بحسب "الشرق الأوسط".

وأكد إيجلاند: "قدمنا تقريرًا شديد القتامة من جانب الأمم المتحدة. أشعر وكأننا نعود الآن لبعض من أسوأ أيام الصراع مرة أخرى... الخوف أننا نعود الآن لمدنيين محاصرين وسط تبادل لإطلاق النار في كثير من المحافظات في وقت واحد"، بحسب ما نقلته "رويتر".

وتساءل: "ماذا عن وقف لإطلاق النار الآن في هذه المنطقة وضوء أخضر لكل عمليات الإجلاء الطبية؟".

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تحاول منذ مايو الماضي القيام بعملية إجلاء طبية واسعة النطاق، لكن حتى الآن لم يتسنّ إجلاء سوى نحو عشرة مرضى.

واستطرد "لماذا يمنع رجال في الخمسينات والستينات من العمر مثلي النساء والأطفال من الحصول على الخدمات الطبية التي ستنقذ حياتهم؟ هذا أمر يفوق خيالي. قد يتغير الأمر غداً".

فيديو قد يعجبك: