قيادي كردي: لن تُقام دولتنا قبل سقوط دولة من الأربع التي تقاسمت أرضنا
كتبت – إيمان محمود:
هاجم قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، الرئيس السابق لإقليم كردستان مسعود برزاني، وقال إنه أخطأ في توقيت إجراء الاستفتاء على الانفصال عن العراق، مضيفا في الوقت نفسه: العرب استولوا على دولتنا.. لكنها لن تُقام قبل سقوط دولة من الأربع دول التي تقاسمت أرضنا وهي العراق وتركيا وسوريا وإيران.
القيادي الرافض للانفصال: بارزاني أخطأ في التوقيت وأفضل قرار اتخذه كان تنحيه
كانت إدارة إقليم كردستان العراق أجرت استفتاء على الانفصال في 25 سبتمبر، إلا أن الحصار والعزلة السياسية أوصلت حلم الاستقلال الذي راود مسعود بارزاني، إلى طريق مسدود، وأجبرته على الاستقالة وترك الإقليم في خسائر سياسية واقتصادية، بالإضافة إلى تفاقم الخلافات بين الاتحاد الوطني الكردستاني الرافض للاستفتاء، والحزب الديمقراطي بزعامة بارزاني.
وقال المصدر، -الذي طلب عدم نشر اسمه والاكتفاء بوصفه كقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، بسبب الاضطراب السياسية الحالية- إن قرار مسعود بارزاني بالتنحي من رئاسة الإقليم وإعلانه عدم الترشح مرة أخرى، "كان أفضل قرار اتخذه طوال حياته".
ورأى القيادي الكردي، أن الخلاف بين حزبه والحزب الديمقراطي، أمر طبيعي بين حزب ليبرالي وحزب يميني محافظ، مضيفًا "نحن جزء من الشرق الأوسط الذي لا يتقبل الآخر، فلا السنة تقبل بالشيعة، ولا السعودية تقبل بقطر".
وأكد القيادي لـ"مصراوي" أن حزبه واقعي براجماتي، لا يعيش في الأحلام مثل حزب مسعود برزاني الذي تغلب عليه العاطفية القومية، التي دفعتهم إلى التعنت في مسألة الانفصال، رغم الرفض الدولي الواسع.
"الاتحاد الوطني أكد مرارًا رفضه للاستفتاء"، الأمر الذي أرجعه القيادي الكردي إلى عدم اختيار "الوقت المناسب"، مضيفًا: "لن تُقام دولتنا قبل سقوط إحدى الدول الأربع -إيران، وتركيا، والعراق، وسوريا- التي تقاسمت أراضينا".
يرى القيادي الكردي أن العرب كانوا أكثر القوميات المستفيدة من اتفاقية "سايكس بيكو" وقال "حصلوا بموجبها على 22 دولة من لا شيء، عدا مصر"، مضيفا: "كردستان لم تكن يومًا أرضا عربية.. نحن لسنا عرب، وعندما يرى العرب هذه الحقيقة، وقتها سيقبلون بوجود دولة كردستان".
وفيما يخص المناطق المتنازع عليها وعلى رأسها كركوك الغنية بالنفط، والتي يتمسك الطرفان بأحقيتهما في السيطرة عليها، قال القيادي الكردي إن الحكومة العراقية تريد السيطرة عليها من أجل النفط فقط، لكن كردستان تريد النفط لكنها تتمسك بالأرض أيضًا.
نحن لسنا عرب.. وإذا لم نبع النفط بعد قطع الحكومة المركزية مخصصاتنا كيف كان سيعيش الأكراد؟
وردًا على اتهامات الحكومة العراقية للإقليم بالاستيلاء على عائد النفط في الأراضي الواقعة تحت إدارته، قال: "الإقليم كان له 17% من ميزانية الدولة، لكن العراق قطعها بسبب الحرب مع داعش، وإذا لم نبع النفط كيف كان سيعيش الأكراد؟"
المناطق المتنازع عليها هي شريط يبلغ طوله أكثر من ألف كيلومتر يمتد من الحدود مع سوريا حتى الحدود الإيرانية، وتبلغ مساحتها نحو 37 ألف كلم مربع، ويزعم الأكراد أنها جزء من أراضيهم، وهو ما دفع به السياسي الكردي متهمًا الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بإحداث "تغيير ديموجرافي" في ستينيات القرن الماضي.
وقال: "صدام" كان يطرد العائلات الكردية التي تعيش في تلك المناطق إلى كردستان ليُسكِّن عائلات عربية، لكن بعد سقوط دولته وصياغة دستور جديد في عام 2005، تم صياغة مادة تقضي بتطبيع المنطقة وإعادة العائلات الكردية المهجرة وأيضًا إعادة العائلات العربية إلى موطنها الأصلي مع تعويض الجانبين، ثم إجراء استفتاء يخيّر الأهالي بين التبعية لإدارة كردستان أو الحكومة المركزية ببغداد، لكن المادة لم تُفعل.
واتهم القيادي الكردي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، باتباع سياسة الأرض المحروقة مع الأكراد وقتل 182 ألفا منهم بالكيماوي، وهو ما دفعهم للسيطرة على كردستان والحصول على إدارة ذاتية "رغمًا عنه" بعد هزيمته في حرب الكويت، "صدام لم يمنحنا الإدارة الذاتية كما يقول البعض". واستطرد: "كنا نعتبر أنفسنا جزءًا من العراق لكن ليس عراق صدام حسين".
كيف يذهب الإقليم لدويلة صغيرة مثل إسرائيل ويخسر كل العرب؟
ونفى القيادي الكردي وجود أي علاقات بين الأكراد وإسرائيل، وتساءل مستنكراً: "كيف يذهب الإقليم لدويلة صغيرة مثل إسرائيل ويخسر كل العرب؟".
ووصف الأكراد الذين رفعوا للعلم الإسرائيلي في وقفات مؤيدة للاستفتاء بأنهم "مجموعة من المتهورين انساقوا وراء تصريحات إسرائيل بأنها ستساند كردستان في أزمتها".
فيديو قد يعجبك: