لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تفاؤل وتشكيك بوعود قطر بشأن حقوق العمال الوافدين

10:19 ص السبت 28 أكتوبر 2017

عمال في ملعب خليفةالدولي الذي يفترض ان يستضيف كأس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدوحة – (أ ف ب):

رغم إعلانها غير المتوقع عن إصلاحات لأوضاع العمال الأجانب لديها، إلا أن منتقدي قطر، مستضيفة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، يشككون في أنها ستفي بتعهداتها.

وبعد لقاء استمر لعدة ساعات بين وزير العمل القطري عيسى بن سعد الجفالي النعيمي والأمينة العامة لاتحاد النقابات الدولي شاران بارو، التي تعد بين أكثر منتقدي الدولة الخليجية، اتفق الطرفان على حزمة من الإصلاحات تخص أوضاع العمال قد تشكل في حال تم تطبيقها تغييرا جذريا لظروف مليوني عامل أجنبي يساهمون في استعدادات الإمارة لاستضافة كأس العالم.

ومنذ اختيارها المثير للجدل لاستضافة الحدث الذي تنفق 500 مليون دولار في الأسبوع من أجله، اتهمت قطر مرارا بإجبار العمال على العمل في ظروف شبهها البعض بعبودية معاصرة.

وبينما يشير منتقدو الدوحة إلى فشلها في الإيفاء بالوعود التي قطعتها في الماضي، ترى بارو أن التعهدات الأخيرة غيرت قواعد اللعبة.

وقالت لوكالة فرانس برس "بالنسبة للعمال، فإن حرية اختيار العمل في الخليج في ظل حقوق وظروف مناسبة يعتبر بمثابة ثورة".

نهاية نظام الكفالة؟

وتتضمن الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها فرض حد أدنى للأجور، وتسجيل عقود العمل لدى الحكومة لتفادي تغييرها مع وصول العمال إلى قطر، والأهم من كل ذلك -- عدم السماح لأرباب العمل بمنع الموظفين من مغادرة البلاد.

وكانت النقطة الأخيرة بين أبرز مآخذ المجموعات الحقوقية والنقابات، بينها اتحاد النقابات الدولي، على قطر.

وأعلنت الدوحة كذلك أن الحكومة وافقت على إنشاء صندوق دعم وتأمين العمال.

وأوضح اتحاد النقابات الدولي أن الاقتراحات تشكل بداية نهاية نظام "الكفالة" الذي يحتاج جميع العمال الوافدين بموجبه إلى كفيل محلي من أجل العمل والحصول على إقامة وحتى مغادرة البلاد.

وأشارت بارو إلى أن الوزير قدم "التزامات" بأن الإصلاحات ستطبق وأن التغيير سيبدأ خلال "الأشهر الأولى من العام المقبل".

وأشادت كذلك بـ"الشجاعة" التي أظهرها كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والنعيمي عبر موافقتهما على الإصلاحات.

ويشكل ذلك تحولا ملحوظا بعدما كان أحد المصادر وصف بارو لوكالة فرانس برس بـ"المكروهة" من قبل المسؤولين في قطر فيما كان اتحاد النقابات الدولي أول مصدر نشر المعلومات التي تصدرت عناوين وسائل الإعلام عن وفاة 1200 عامل اثناء بناء المنشآت المرتبطة بكأس العالم. وجاءت الإصلاحات التي وافقت عليها كل من قطر ومنظمة العمل الدولية قبيل اجتماع كان سيؤدي إلى إطلاق الوكالة الأممية تحقيقا رسميا محرجا في طريقة تعامل مستضيفة كأس العالم مع العمال الأجانب.

"سمعنا ذلك في الماضي"

وتبدو الإصلاحات ظاهريا وكأنها تفي بكل ما دعا إليه منتقدو قطر لمدة طويلة.

لكن لا تزال هناك شكوك حول ما اذا كانت قطر ستدخل تغييرات حقيقية.

في هذا السياق، وصف المدير التنفيذي لمنظمة "اكويديم" للأبحاث المرتبطة بحقوق الإنسان مصطفى قدري حزمة الإصلاحات بـ"الإشارة الإيجابية" إلا أنه أكد ضرورة انتظار النتائج.

وقال لوكالة فرانس برس "سمعنا ذلك في الماضي عام 2014 عندما أعلنت الحكومة أنها ستلغي نظام الكفالة والحاجة إلى إذن للخروج" من البلاد، ولكن "ما رأيناه هو أن الإصلاح كان بطيئا ورغم بعض التغييرات إلا أنه لم يتم إلغاء الكفالة".

وهناك مخاوف في صفوف المدافعين عن حقوق العمال من أن قطر قد تفشل مجددا في تنفيذ وعدها بالسماح للعمال المغادرة دون إذن أرباب العمل.

وأفاد بيان لجيمس لينش من منظمة العفو الدولية أن أفعال الحكومة القطرية هي التي ستحدد "إن كانت (الإصلاحات) ستغير قواعد اللعبة فعليا".

وردا على التشكيك، كتب مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر سيف آل ثاني عبر موقع تويتر أن بلاده ستطور قوانين العمل فيها لتصبح بمعايير دولية.

لا داع لشكر "فيفا"

وقد تكون الأزمة الخليجية حيث تعرضت الدوحة للمقاطعة من قبل جيرانها، عاملا آخر ساهم في التنازلات التي قدمتها في ملف العمالة.

وأصرت قطر مرارا على أن مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لها أثرت على حقوق مواطنيها فيما كان صوت لجنتها الوطنية لحقوق الإنسان خلال النزاع المستمر منذ خمسة أشهر هو الأبرز.

ولن يكون من السهل على قطر الادعاء بتعرضها لانتهاكات حقوقية من قبل آخرين فيما تتهم هي بالأمر ذاته ازاء العمال الوافدين اليها.

والأهم من ذلك هو أنه عبر إحداث تغيير جذري في طريقة تعاملها مع العمال الأجانب، يمكن لقطر أن تميز نفسها عن باقي دول المنطقة لتظهر بأنها أكثر انفتاحا من جيرانها.

لكن، ورغم التفاؤل إلا أن هناك منظمة واحدة لا يمكن أن تحظى بإشادة بارو وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وقالت الأمينة العامة لاتحاد النقابات الدولي "وقفت (فيفا) على الهامش لأكثر من خمس سنوات (...) كانت لديها القدرة على العمل بشكل فاعل لكنها لم تقم بشيء. يمكننا الآن التطلع إلى كأس عالم فيه حقوق للعمال. واستفاد (فيفا) من الأمر لكن دون فضل منها".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: