واشنطن تعلن شروطها للمصالحة الفلسطينية.. وحماس: "تدخل سافر"
القدس المحتلة (أ ف ب)
طالبت الولايات المتحدة الأمريكية الخميس أي حكومة وحدة فلسطينية يمكن ان تشكلها حركتا فتح وحماس انا تعترف بإسرائيل وتنزع سلاح الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وذلك في أول رد فعل أمريكي واضح على اتفاق المصالحة بين الحركتين الأسبوع الماضي.
إلا ان حركة حماس رفضت هذه الشروط واصفة اياها ب "التدخل السافر" في الشؤون الفلسطينية، دون ان تقول ان كانت ستلتزم بأحد هذه المطالب.
وصرح مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في بيان أن "الولايات المتحدة تؤكد من جديد أهمية التقيد بمبادئ اللجنة الرباعية (للشرق الأوسط) ألا وهي ان أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه بنبذ العنف والاعتراف بدولة إسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة الموقعة بين الطرفين، بما في ذلك نزع سلاح الإرهابيين والالتزام بالمفاوضات السلمية".
واضاف غرينبلات في بيان نشرته القنصلية الأمريكية في القدس انه "إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل هذه المتطلبات الأساسية".
وأشار غرينبلات "يتفق جميع الأطراف أنه من الضروري أن تتمكن السلطة الفلسطينية من تسلم زمام مسؤولياتها المدنية والأمنية الكاملة وبشكل حقيقي ودون معوقات في غزة، وأن نعمل سويا لتحسين الحالة الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون هناك".
وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصارا جويا وبريا وبحريا على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه نحو مليوني شخص.
ولا يتم امداد سكان القطاع سوى ببضع ساعات من الكهرباء يوميا في حين ان مستويات التلوث والبطالة مرتفعة.
ومن شان تولي حكومة السلطة الفلسطينية ادارة قطاع غزة ان يساعد في تخفيف الحصار وفتح باب التمويل الدولي لتطوير البنية التحتية المشلولة.
وتعتبر اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس "منظمة ارهابية". وتطالب دائما بتخليها عن الكفاح المسلح ضد الدولة العبرية والاعتراف بإسرائيل.
تدخل سافر
من جهتها، اعتبرت حركة حماس ان مطالب غرينبلات تشكل "تدخلا سافرا" بالشأن الفلسطيني.
وقال القيادي في الحركة باسم نعيم لوكالة فرانس برس "هذا تدخل سافر بالشأن الفلسطيني لانه من حق شعبنا ان يختار حكومته حسب مصالحه الاستراتيجية العليا".
واضاف نعيم ان "بيان غرينبلات يشكل انتكاسة لتصريحاته السابقة التي يدعم فيها المصالحة الفلسطينية" مؤكدا ان البيان جاء " بضغط من حكومة (رئيس وزراء اسرائيل بنيامين) نتانياهو المتطرفة اليمينة ويتناغم مع بيان نتانياهو قبل يومين".
وتوصلت حركتا فتح وحماس الى اتفاق مصالحة تاريخي الاسبوع الماضي من المفترض ان ينهي عقدا من القطيعة بينهما. فقد وقعت حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومقرها الضفة الغربية، وحماس التي تدير قطاع غزة، اتفاق المصالحة برعاية مصرية في القاهرة الخميس الماضي.
وبموجب هذا الاتفاق يفترض ان تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر.
وسيسعى الطرفان ايضا الى تشكيل حكومة وحدة بينما يمكن لحماس ان تنضم في نهاية المطاف الى منظمة التحرير الفلسطينية- الشريك التفاوضي الرئيسي لإسرائيل في محادثات السلام.
وليس هناك ما يشير الى ان حماس التي خاضت ثلاث حروب مع اسرائيل منذ العام 2008 ستحل جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام.
وكانت الحكومة الاسرائيلية اعلنت الثلاثاء رفضها التفاوض مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضم حركة حماس، في حال لم تتخل الاخيرة عن سلاحها وعن العنف، وتعلن الاعتراف بإسرائيل.
كما وضعت اسرائيل شرط قيام السلطة الفلسطينية بفرض سيطرتها الامنية على كامل قطاع غزة وخاصة نقاط العبور مع اسرائيل ومصر، حسب ما جاء في بيان الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة.
وسيطرت حماس على قطاع غزة منتصف العام 2007 بعد ان طردت عناصر فتح الموالين للرئيس الفلسطيني محمود عباس من القطاع إثر اشتباكات دامية.
ولم تعد السلطة الفلسطينية بعدها تمارس سلطتها سوى في الضفة الغربية المحتلة. وعانت حماس من ضغوط شديدة ساهمت في حملها على قبول عودة السلطة الفلسطينية في سبتمبر الماضي الى قطاع غزة.
ويعد الانقسام الفلسطيني واحدا من العقبات أمام تسوية النزاع الفلسطيني الاسرائيلي. ويفترض ان تقام الدولة الفلسطينية العتيدة على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: