الأسد: حل الأزمة السورية بسيط لكنه مستحيل والوصول إلى الرقة مسألة وقت
دمشق -(د ب أ):
وصف الرئيس السوري بشار الأسد الوصول إلى حل للصراع الدائر في بلاده منذ أكثر من خمس سنوات بأنه "مستحيل" معتبرا في الوقت نفسه أن الحل بسيط وبدأت تلوح ملامحه في الأفق.
وفي مقابلة مع محطة "اس بي اس" الأسترالية، بثتها وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم الجمعة، قال الأسد ردا على سؤال عما إذا كانت بوادر لنهاية الأزمة السورية تلوح في الأفق: "بالطبع.. فإن بوادر النهاية تلوح في الأفق.. والحل واضح جدا.. هو بسيط ومع ذلك مستحيل.. بسيط لأنه واضح جدا ويتمثل في كيفية إجراء حوار بين السوريين حول العملية السياسية.. لكن في الوقت نفسه محاربة الإرهاب والإرهابيين في سورية".
وشدد الأسد على "أنه من المستحيل التوصل إلى أي حل حقيقي دون محاربة الإرهاب، لكن ذلك مستحيل، لأن الدول التي تدعم الإرهابيين، سواء كانت غربية أو إقليمية، لا تريد التوقف عن إرسال جميع أنواع الدعم لوكلائهم".
وأردف قائلا: "وبالتالي فإذا بدأنا بوقف كل هذا الدعم اللوجستي.. وذهاب السوريين إلى الحوار وإجراء نقاش حول الدستور ومستقبل سورية والنظام السياسي فإن الحل قريب جدا وليس بعيد المنال".
واعتبر الأسد أن الاجتماع الذي عقد مؤخرا بين وزراء دفاع سورية وروسيا وإيران في طهران يعني وجود تنسيق جيد فيما يتعلق بمحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن التقارير التي تحدثت عن صدامات بين الجيش السوري ومقاتلي حزب الله بأنها "غير صحيحة" وأنهم لا يحاربون ضد الجيش السوري بل بدعم من القوات الجوية الروسية.
وشدد الرئيس السوري على أن "الوصول إلى الرقة ليس صعبا جدا من الناحية العسكرية.. المسألة مسألة وقت.. ونحن ماضون في ذلك الاتجاه "نافيا أن يكون هناك سباق بهذا الاتجاه وأن الرقة بأهمية حلب ودمشق وأي مدينة أخرى، وخطر تلك المجموعات "الإرهابية" لا يتمثل بالأرض التي يحتلونها لأن هذه ليست حربا تقليدية.. الأمر يتعلق بمدى تمكنهم من زرع أيديولوجيتهم في عقول سكان المنطقة التي يوجدون فيها.
وجدد الأسد هجومه على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووصفه بالعدو بقوله "عندما تتحدث عن الحرب فإن السؤال هو ما يستطيع الطرف الآخر ،أو لنقل العدو، فعله وذلك يرتبط مباشرة بما تقوم به تركيا وخصوصا أردوغان في دعم تلك المجموعات لأن هذا هو ما يحدث منذ البداية.. وإذا تحدثت عن سورية كميدان عسكري منعزل فإنه يمكن الوصول إلى تلك المنطقة خلال أسابيع أو أشهر قليلة.. لكن دون أخذ الجهد التركي في دعم الإرهابيين بعين الاعتبار.. فإن أي جواب سيكون بعيدا عن الواقع وغير حقيقي.
وقال الرئيس السوري "ليست لدينا مشكلة مع الولايات المتحدة.. إنها ليست عدوتنا ولا تحتل أرضنا.. لدينا خلافات معها تعود إلى سبعينيات القرن العشرين وربما قبل ذلك .. لكن في أوقات مختلفة وخلال أحداث وظروف مختلفة تعاونا مع الولايات المتحدة.. إذا نحن لسنا ضد هذا التعاون.. لكن هذا التعاون يعني التحدث عن المصالح المشتركة ومناقشتها والعمل لتحقيقها وليس عن مصالحهم على حساب مصالحنا.. هذا هو الأمر وبالتالي ليست لدينا مشكلة في هذا".
وتحدث الأسد عن وجود قنوات خلفية وحوار غير مباشر بين بلاده والولايات المتحدة بواسطة "رجال أعمال يسافرون ويتنقلون حول العالم ويلتقون مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا ويحاولون نقل رسائل معينة.. لكن ليس هناك شيء جاد لأننا لا نعتقد أن الإدارة الأمريكية جادة بشأن حل المشكلة في سورية".
وقلل الأسد من أهمية التقارير حول دعوة 50 دبلوماسيا أمريكا لتنفيذ ضربات عسكرية حقيقية وفعالة ضد سورية، معتبرا أنه لا يكترث بهذا البيان لأن الأمر لا يتعلق بهذا البيان بل بالسياسة والأفعال ، متابعا ان" الفرق بين هذه الإدارة والإدارات التي سبقتها، إدارة بوش مثلا هو أن بوش أرسل قواته أما هذه الإدارة فترسل المرتزقة وتتغاضى عما فعلته السعودية وتركيا وقطر منذ بداية الأزمة.. فالسياسة هي نفسها.. إنها سياسة قائمة على العسكرة لكن بطرق مختلفة.. وبالتالي فإن هذا البيان لا يختلف عن الواقع القائم على الأرض.. إنه يطالب بالحرب والواقع الموجود على الأرض هو حرب فعلية".
وقال الأسد ردا على سؤال عما إذا كان يعتبر جميع المعارضين إرهابيين: "بالتأكيد لا.. عندما تتحدث عن مجموعة معارضة تتبنى وسائل سياسية فإن هؤلاء ليسوا إرهابيين.. لكن حالما تحمل رشاشا أو أي سلاح آخر وتروع الناس وتهاجم المدنيين والممتلكات العامة والخاصة فأنت إرهابي.. لكن إذا تحدثت عن المعارضة فينبغي أن تكون هذه المعارضة سورية".
وشدد على أنه لا يمكن أن تكون معارضة تعمل بالوكالة وبالنيابة عن دول أخرى مثل السعودية أو أي بلد آخر. وأضاف متوجها إلى مراسل المحطة الأسترالية: "ينبغي أن تكون معارضة سورية ذات جذور سورية كما هو الحال في بلادكم.. اعتقد أن الأمر هو نفسه في جميع البلدان".
يذكر ان سورية تشهد قتالا بين بين القوات النظامية و المعارضة المسلحة وتنظيمات ارهابية منذ ان تحولت مظاهرات اندلعت في عام 2011 للمطالبة بالديمقراطية إلى أعمال عنف .
فيديو قد يعجبك: