هل ينجح حزب حركة النهضة التونسي في الفصل بين "الدعوي والسياسي"؟
تونس (د ب أ)
يستعد حزب حركة النهضة الاسلامية لإعادة التعريف بنفسه خلال مؤتمره العاشر الذي يعقد غدا الجمعة في تونس العاصمة.
ويشارك في المؤتمر نحو 1200 من الاعضاء المنتخبين في المكاتب الجهوية للحزب فضلا عن قرابة ألف من الضيوف من تونس ومن دول عربية وأجنبية من بينهم رؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية وممثلون عن أحزاب ومنظمات.
ومن المتوقع أن تتصدر مواضيع الهوية والتجربة السياسية للحزب وإدارة الشأن الديني، النقاشات داخل المؤتمر.
وكان الحزب ذو المرجعية الاسلامية والذي تأسس بشكل سري منذ عام 1972 تحت اسم الجماعة الاسلامية وبشكل رسمي عام 1981، قد عقد سابقا خمس اجتماعات سرية في تونس وثلاثة في المهجر.
ومؤتمر الغد هو الثاني الذي تنظمه الحركة بشكل علني بعد مؤتمرها الأول في .2012 ويأتي بعد أكثر من عامين من خروجها من السلطة وخسارتها انتخابات 2014 وترنح التنظيمات الإخوانية في مناطق اخرى من العالم العربي والإسلامي.
ويقول قادة الحزب إن الحركة عقدت مراجعات سياسية وفكرية مستمرة منذ تأسيسها ومنذ صعودها الى السلطة لأول مرة بعد الثورة التي أطاحت بحكم غريمهم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في .2011
وقال رفيق عبد السلام القيادي في الحركة ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية " العيب أن تمتنع الحركة عن التفاعل مع المتغيرات الحاصلة في المشهد الداخلي والخارجي ".
وقادت حركة النهضة الاسلامية التي كانت محظورة قبل الثورة ، أول حكومة بعد انتخابات 2011 لكنها تنحت عن الحكم في 2014 في ذروة الأزمة السياسية التي عرفتها تونس خلال فترة الانتقال الديمقراطي في صيف 2013 لتتولى بعد ذلك حكومة مستقلة قيادة البلاد حتى الانتخابات التي جرت نهاية .2014
ولاحقت الحزب اتهامات بسوء ادارة البلاد ونقص الخبرة السياسية والتراخي في التصدي للعنف وصعود الجماعات المتشددة اثناء فترة حكمها.
وقال لطفي زيتون القيادي البارز في الحزب ومستشار رئيس الحركة راشد الغنوشي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "سيكون مطلوب من المؤتمر القادم أن يضع الأسس الفكرية والسياسية للمسار الذي توخته النهضة، هو حزب سياسي يريد تأهيل نفسه حتى يشارك في تسيير الدولة".
وأوضح زيتون "الحزب قام بمراجعات سياسية. سيحسم المؤتمر في مسألة الفصل بين الدعوي والسياسي، هناك توافق حتى الآن داخل النخبة القيادية حول هذه المسألة".
وسيكون من مهام المؤتمر التصويت على انتخاب رئيس جديد للحركة أو تثبيت الغنوشي في منصبه، وهو الذي يشغله منذ عام .1991
لكن من غير المتوقع عمليا وجود منافس جدي للغنوشي إذ ينظر اليه كشخصية توافقية في هذه المرحلة بعد نجاحه في عقد تقارب تاريخي مع حزب حركة نداء تونس والتحالف معه في حكومة ائتلافية.
فيديو قد يعجبك: