المرأة الحديدية في البرازيل ديلما روسيف.. رئيسة مع إيقاف التنفيذ
كتب – محمد مكاوي:
لن تسطيع رئيسة البرازيل ديلما روسيف استكمال ولاياتها الثانية والتي بدأتها قبل عامين من الآن، بعد أن قرر مجلس الشيوخ وقفها عن العمل لمدة 180 يوما، واخضاعها لمحاكمة بتهمة التقصير على خلفية مزاعم بتلاعبها من أجل إخفاء حجم العجز الفعلي في ميزانية البرازيل .
وتتهم المعارضة روسيف بالتلاعب بأرقام الميزانية للتخفيف من تأثير العجز والأزمة الاقتصادية لأجل تشجيع الناس على إعادة انتخابها، كما تتهمها بتوقيع مراسيم حمّلت بموجبها مصارف عامة بصورة مؤقتة نفقات تقع على عاتق الحكومة، وتبلغ قيمتها مليارات الريالات، دون الحصول على موافقة البرلمان.
وصوت مجلس الشيوخ بغالبية 55 من اصل 81 عضوا لصالح توجيه التهم الى الزعيمة اليسارية فيما عارض ذلك 22 عضوا. وسيتولى نائبها ميشال تامر السلطة خلال النهار الى حين صدور الحكم النهائي لمجلس الشيوخ بحلول ستة اشهر.
روسيف التي يصفها البرازيليون بـ"سيدة البرازيل الحديدية" وصلت إلى الحكم لأول مرة عام 2010 خلفًا للرئيس السابق لولا دي سيلفا بعد اختارها في عام 2009 كمرشحة لحزب حزب العمال اليساري بينما لم تكن قد ترشحت لاي اقتراع من قبل وليست من الأعضاء التاريخيين للحزب - بحسب ما نشرته فرانس برس.
وقالت روسيف في الاول من يناير2011 عند تسلمها الوشاح الرئاسي من أيدي لولا دي سيلفا "أنا سعيدة، ولم أشعر بذلك إلا نادرًا في حياتي، للفرصة التي أعطاني إياها التاريخ بأن أكون أول امرأة تترأس البرازيل".
ولدت روسيف عام 1947، ونشأت في عائلة متوسطة الحال في بيلو هوريزانتي. وكان والدها بيدرو روسيف شيوعيا هاجر من بلغاريا، وكانت تحلم بأن تصبح راقصة باليه، ولكنها صرفت نظرها عن ذلك، وانضمت إلى الحركة اليسارية المناهضة للدكتاتورية العسكرية التي استولت على الحكم في عام 1964.
في عام 1970 ألقي القبض عليها في ساو باولو وحُكم عليها بالسجن ست سنوات غير أنه أفرج عنها في نهاية 1972 دون أن تخضع للسلطات تحت وطأة التعذيب.
مجلة فوربس الشهيرة صنفت ديلما روسيف عام 2015 ضمن مجموعة من أقوى سبع نساء في العالم، كما أنها تُشبه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
قبل أن تخوض روسيف الانتخابات الرئاسية خضعت لعدة عمليات جراحة تجميلية وتبييض الأسنان، بدت على إثرها أكثر نضارة وأنحف وزنا وتخلت عن نظاراتها السميكة التي كانت تعطيها صورة المجتهدة أكثر منها ذكية.
كما أنها أعلنت في عام 2013 أنها خضعت للعلاج من سرطان ما أسهم في تخفيف حدة صورتها لدى الجمهور. ويقول الاطباء انها شفيت من المرض.
وفي عام 2014 فازت بفترة رئاسية ثانية إذ تفوقت على منافسها آييسو نيفيس من تيار يمين الوسط.إلا أنها واجهت في وفي يونيو 2013، تظاهرات لما يقارب المليون شخص احتجاجا على ارتفاع تسعيرة حافلات النقل العام.
ويمتدح أنصار روسيف التزامها بالاندماج الاجتماعي، ووضعها لنظام الرعاية الاجتماعية الذي استفاد منه 36 مليون من البرازيليين، بحسب تقرير نشرته بي بي سي، ولكن الكثيرين ينتقدون الحكومة بسبب دعمها لأحداث رياضية مكلفة مثل كأس العالم 2014، بينما لا تزال مستويات الفقر والفوارق الاجتماعية مرتفعة في البلاد.
وتطور الاحتجاج إلى اضطرابات في أنحاء البلاد، ضد الفساد، وتدهور الأمن ونظام النقل والصحة. وقالت روسيف إنها ستعالج هذه المشكلات، وأكدت على أن نهائيات كأس العالم لا تمولها الحكومة من المال العام.
فيديو قد يعجبك: