لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحرير الموصل تقترب من المدينة والقادم أصعب (تقرير)

09:16 م الأربعاء 26 أكتوبر 2016

قوات البشمركة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

من: يان كولمان

بعشيقة/اربيل - (د ب أ):

اللواء نور الدين حسين الهركي ليس راضيا.

حاكى رجال من وحدته العسكرية، مقطع الجبهة الحربية التي يقودها اللواء البشمركي، من خلال استخدام رمال و نشارة خشب و أجزاء تبدو وكأنها شعار.

هذا المقطع عبارة عن مجسم يقع على مربع طول ضلعه خطوتين.

تتمركز قوات البشمركة الكردية على أحد جانبي جبل بعشيقة في حين تقع الموصل، معقل تنظيم الدولة، داعش، في العراق، على الجانب الآخر.

كان اللواء الهركي ذو الشارب الكثيف سيستطيع شرح النجاحات التي حققتها قوات البشمركة التي يقودها لو أن رجاله أدخلوا آخر التطورات على نموذجهم المصنوع لمحاكاة ساحة المعركة.

وبدلا من أن يشرح الهركي هذه النجاحات، أشار إلى رجل ذي وجه طفولي بزي عسكري لكي يزيل اللافتات الصغيرة التي تشير في المجسم إلى رموز تنظيم الدولة في العديد من القرى.

وعندما تأخر الرجل في تنفيذ الأمر سارع الهركي لتنفيذه بنفسه، حيث انحنى ووضع بنفسه حصوات خضراء تحيط بجبهة القتال. أصبحت هذه الحصوات تقترب الآن أكثر من مدينة الموصل.

بدأت عملية تحرير الموصل التي طال انتظارها ويشارك فيها الجيش العراقي وقوات البشمركة منذ عشرة أيام، وحقق المهاجمون حتى الآن تقدما لمسافة معتبرة.

اقتربت القوات من مدينة الموصل من ناحية الشمال والشرق ولكن جبهة الجنوب متأخرة.

ومع ذلك، فإن كل الأمور تسير حسب الخطة، حسبما أكد بريت ماكورك، المبعوث الأمريكي الخاص لمحاربة تنظيم الدولة في العراق، خلال زيارته لبغداد والذي يشاركه في هذا الرأي أيضا اللواء الهركي الذي بسط خريطة أمامه عليها أسهم تشير لمجريات الحرب.

قال الهركي إن بعشيقة، بلدة عند سفح جبل بنفس الاسم، محاصرة. واعترف الهركي بأن هناك مقاومة من جانب مسلحي داعش، ولكنه قال إن هذه المقاومة ليست كما كان متوقعا.

وقال الهركي إن داعش مشغولة أكثر بتأمين الموصل، مشيرا خلال ذلك بإصبعه إلى مدينة الموصل بدءا من شمالها وحتى جنوبها حيث أقامت داعش خندقا.

ويعتقد الهركي أن: "معنويات داعش منخفضة" وقال إن أفرادها يتصلون ببعضهم البعض من خلال أجهزة اللاسلكي"ويتحدثون فيما بينهم عن كيفية الهروب".

ومع ذلك، فإن قليلا من مقاتلي داعش يكفي لتكبيد خصومها ضحايا، وهو الأمر الذي اضطر رجال الهركي لملاحظته عندما أرادوا اقتحام بعشيقة، حيث أرسل تنظيم الدولة انتحاريين يفجرون أنفسهم بسيارات مفخخة.

قال أحد المسعفين القريبين من جبهة القتال إن واحدا فقط من داعش فجر معه 12 من قوات البشمركة خلال إحدى هذه الهجمات.

غير أن أكثر الضحايا تقع جراء إطلاق النار من قبل القناصة، حسبما أوضح المسعف، الذي أشار بإصبعه إلى أجزاء الجسم التي يستهدفها هؤلاء القناصة، وهي الرقبة والصدر والكتف والظهر.

مثل هذه الأخبار تتردد أيضا في مناطق أخرى من الجبهة.

ويجب هنا ألا ننسى أيضا أنظمة الأنفاق التي حفرتها داعش في كثير من المناطق، والتي يستطيع مقاتلوها الظهور منها بغتة حتى بعد وقت طويل من فقدانها إحدى المناطق.

وتعتبر الاشتباكات التي وقعت حتى الآن مع داعش بمثابة تجربة على المعارك المقبلة، التي ستكون بمثابة الهجوم الحقيقي على الموصل، وهي معارك لا تبشر بكثير من الخير، وذلك لأنه بينما كان المهاجمون يضطرون حتى الآن للاستيلاء على قرى ومناطق كبيرة، فإن مدينة الموصل التي يريدون استردادها مدينة مليونية.

ستكون القوات التي تتقدم إلى مدينة الموصل من الوحدات الخاصة التابعة للجيش العراقي، أما قوات البشمركة فلم تعد تريد الزحف كثيرا باتجاه المدينة.

وهناك سؤال يطرح نفسه بالنسبة لقوات البشمركة وهو: هل ستكون هناك معركة داخل الموصل أصلا؟

ليس لدى البشمركة خبرة كبيرة بحروب الشوارع حيث إنهم من سكان الجبال أصلا، بالإضافة إلى أنهم يشتكون مرارا من عدم حصولهم على الأسلحة المناسبة للقتال بشكل فعال ضد داعش رغم المساعدة التي يحصلون عليها من الخارج.

ردد البشمركة أناشيد وطنية من على ظهر الدبابة ميلان التي زودتهم ألمانيا بها.

قال هَلجورد حكمت، المتحدث باسم البشمركة، إن هذه الدبابات فعالة جدا لوقف تقدم انتحاريي داعش، ولكنها طرازات قديمة "بالإضافة إلى أن الذخيرة تقترب من النفاد".

طلب البشمركة مساعدة القوات التركية في جبهة بعشيقة، وقال اللواء الهركي إن المدفعية والدبابات التركية أطلقت نيرانها على داعش، وإن هذه الهجمات كانت "فعالة جدا جدا".

يبدو اللواء الهركي متعبا بعد أسبوعين من بدء المعارك، حيث أصبحت عيناه متثاقلتين وأصبح كثير التثاؤب.

ورغم ذلك انطلق الهركي ليلقي نظرة على جنوده في أحد المراكز الموجودة على جبل بعشيقة، ويوجد الجنود المكلفون بحماية هذا الثغر في منطقة ترابية و وعرة.

وقبيل شروق الشمس كان الهركي إلى جانب غيره من مقاتلي البشمركة، وألقى بنظرته من خلف أكياس الرمال، وكأنه يفعل ذلك من جناح خاص، على قرية تعتزم قوات البشمركة طرد قوات داعش منها.

شاهد الهركي من موقعه باستخدام المنظار المزدوج عبر الغبار مدرعات أمريكية من طراز هامفي يتقدم بها مقاتلو داعش.

قال أحد مقاتلي البشمركة إنه تم الاستيلاء على هذا المكان اليوم بعد معارك استمرت ساعات، ورغم ذلك فإنه لا تزال أصوات انفجارات وأصوات بنادق آلية تسمع منه مرارا.

تلقي الهركي زيارة من أحد قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو الشيخ عبد المهيمن برزاني، الذي قال: "نتقدم بخطوات صغيرة باتجاه السيطرة على جميع الأماكن.. نحن فخورون جدا بما حققناه باستخدام أسلحة بسيطة".

بدت علامات الرضا على الشيخ برزاني عندما قال هذه الكلمات.

فيديو قد يعجبك: