خريف أوباما والربيع العربي
كتبت - سارة عرفة:
قبل ثمانية عشر شهرًا من الربيع العربي أشار ''أوباما'' إلى الأنظمة العربية المستبدة وقال "لدي قناعة راسخة أن جميع البشر يتطلعون لأمور معينة مثل حرية التعبير عن الرأي واختيارهم الطريقة التي يُحكمون بها, و الثقة في سيادة القانون والمساواة في إقامة العدل؛ وكذلك شفافية الحكومة والحفاظ على أموال الشعب، وحرية العيش على النحو الذي يختاره الشعب". ثم جاءت الثورات العربية بدءًا من السلمية في تونس إلى المذابح في سوريا وجاء رد فعل أوباما معبرًا عن إعجابه في رد فعل مختلط بين البرجماتيه والقيم.
أما موقف "أوباما" من الثورة المصرية قد تم انتقاده بسبب دعمه للاستقرار أثناء أحداث التحرير إلا أنه في أول فبراير طالب الرئيس المصري مبارك بالتنحي، قد كتبت جريدة "نيويورك تايمز" حينها أن "أوباما" قد تخلى عن سياسة الثلاث عقود الماضية مع مصر وهي الحليف الأكثر قوة في العالم العربي، تقف (بثقلها) إلى جانب الشارع العربي، وعندما ذهب "محمد مرسي" إلى واشنطن لإلقاء خطاب في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي جاء في أعقاب الاحتجاجات في القاهرة بسبب الفيلم المسيء للإسلام كان التوتر واضحًا بين الطرفين.
وجاءت الثورة الليبية والتي أوضحت موقف "أوباما" الغامض والمتأرجح بين استخدامه للقوة وبين عدم رغبته في الانخراط في حرب أخرى في بلد مسلم.
وأكملت صحيفة الجارديان بأن واشنطن كانت "قيادة خفية" هناك حيث قدمت القوات الجوية والاستخباراتية وتركت قوات حلف شمال الأطلنطي وحلفائهم العرب مهمة الإطاحة بنظام "القذافي"، إلا أن الاعتداءات على السفارة الأمريكية ومقتل السفير الأمريكي هناك قد أبرزت المخاطر المحدقة بهم.
الثورة السورية والتي تعد الأكثر دموية من بين الثورات العربية فقد كانت بمثابة التحدي الأكبر لأوباما، والذي طالب "الأسد" بالتنحي إلَّا أنه قاوم الضغوط التي تسعى لتسليح المعارضة أو فرض حظر جوي على سوريا, ومع ذلك فإن القلق الأمريكي يتزايد حول صعود الجماعات الجهادية و "رد الفعل السلبي" على الخليج والمنطقة بشكل أوسع.
وعلى الرغم من المواقف الغامضة والأزمات إلَّا أن "أوباما" قد دافع عن دعمه للديمقراطية وقال "كان الشيء الصحيح لنا هو أن نعلن تأييدنا للديمقراطية والحقوق العالمية وتأييد قدرة الناس على الاشتراك في الحكم". وذكر النقاد أن محاولات أوباما لتحقيق التوازن بين الأمن القومي الأمريكي وتعزيز القيم الديمقراطية وحقوق الانسان قد جنبته خيارات صعبة.
يرى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن أوباما توصل إلى ثلاث حقائق بشأن ثورات الربيع العربي ألا وهي:
1- إن تلك الانتفاضات العربية تمثل انتفاضات حقيقية وديمقراطية تهدف إلى تبديل بعض الأنظمة.
2- أن معارضة أمريكا لمثل تلك الثورات ربما يؤدي إلى ظهور أنظمة معادية للولايات المتحدة في تلك الدول.
3- أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى الفكرة العامة للربيع العربي ولكنها ستكون انتقائية في بعض القضايا، وبالتالي يجب أن تدعم الثورة في مصر.
فيديو قد يعجبك: