إعلان

معتقلون يروون سنوات العذاب في غياب المعتقلات (1)

01:58 ص الأربعاء 02 مارس 2011

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – سامي مجدي:
عقدت 6 مراكز حقوقية بالإسكندرية، ما أسمته بجلسة استماع، مساء يوم الأثنين الماضي، حيث حكى معتقلون ما جرى معهم داخل مقار أمن الدولة، خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وروا المعتقلون السابقون على مدى أربع ساعات ونصف كيفية القبض عليهم والممارسات الانتهاكات التي مورست بحقهم وأشكال التعذيب، خلال سنوات عديدة في غياهب المعتقلات دون محاكمة قضائية.

في البداية، أقسم كل متحدث من المعتقلين على أن كلامه صحيحاً ولا يشوبه كذب أو تضليل، وأوضحت حكاويهم أن أقسى ما تعرضوا له كان عندما قام رئيس مباحث سجن أبو زعبل بحرق المصاحف وأمر المعتقلين بالسجود لصورة مبارك والطواف حولها.. و شرب المعتقلون من مياه ترعة الإسماعيلية، وتم اغتصاب 5 مساجين جنسياً وأضربوا عن الطعام فماتوا، بعدها، فضلاً عن موت قرابة الـ80 جراء وقائع التعذيب على أيدي سجانيهم.

قال الدكتور محمد نجل الدكتور عمر عبد الرحمن – المعتقل حالياً في سجون أمريكا – ''منعوا – نظام الرئيس السابق - والدي من الدراسة في جامعة أصول الدين، فتفرغ لفضحهم، مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير هي من صميم السنة النبوية الشريفة، فكان يناشد بهذه الشعارات التي خرج بها شباب مصر فى ثورتهم الناجحة ''التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية''.

وألمح إلى أنه تم تلفيق له عشرات القضايا داخل المحاكمة المصرية، ولكن قضاء مصر الشامخ برأه من جميع التهم التي حاول نظام مبارك الفاسد إلصاقها به، فقضاء مصر لم يلوثه النظام الفاسد.

وفجر نجله مفاجأة بأن والده قد تعرض لعملية اغتيال من الأجهزة المصرية في عام 88 عندما خرج من مسجد ''على النور'' فوجئا بإطلاق النار عليه والقنابل المسيلة للدموع، ولكن أنقذته العناية الإلهية، إلا انهم وضعوه تحت الإقامة الجبرية عام كاملاً (1989 حتى 1990) فكان لا يخرج من منزله إلى للصلاة فى المسجد، وحاول أن يسافر إلى أداء العمرة ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة.

وقال: أن والدي علم أن النظام المصري يحيل بينه وبين طريقه الدعوى، فسافر إلى السودان ثم طاف بلدان عديدة لنشر الإسلام فيها والسنة النبوية، على أن أنتهي به المطاف فى أمريكا، وعمل بالدعوة الإسلامية فيها حتى صار أسمه يعرفه أغلب الإسلاميين في أمريكا، حتى أن قناة الـCNN أجرت معه حواراً كاملاً، وقال فيه أن حسنى مبارك هو قاتل الأبرياء ويعتقل ويعذب الشباب''.

وأضاف ''على الفور قام نظام مبارك بفبركة قضية لأبى عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابي، وتم القبض علي أبي في أمريكا، ووجهوا له اتهامات منها التحريض على جرائم العنف والاغتيال، والتحريض على نسف المباني العامة في نيويورك، و التآمر والتحريض على اغتيال حسنى مبارك أثناء زيارته لنيويورك، وتدريب أشخاص على عمل المفرقعات، على الرغم من أنه كفيف وتم الحكم على أبى فى مجموعة هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عاماً، أي السجن لمدى الحياة مع العلم أن القاضي الذي حكم على أبي كان يهودياً و القانون الذي حوكم به أبي كان استثنائياً وليس أمريكي ولم يطبق منذ 200 عاماً أيام الحرب الأهلية.

وأكد ''أبي مسجون منذ 18 عاما في زنزانة انفرادي، وممنوعة عنه الزيارة من وقتها، مشيراًُ إلى أنه أصيب بالأوبة والأمراض بسبب الإهمال الطبي فأصبح قعيداً بعدما تفحمت أحدى قدميه لإهمال علاجها من مرض السكر؛ فضلاً عن أنه كفيف فكيف يغسل ملابسه لنفسه ويكف يقوم بتنشيرها !!.

18 عاماً لم نسمع صوت أبانا إلى ربع ساعة شهرياً عبر مكالمة هاتفية ولم نراه مطلقاً، وخلال الـ18 عاماً ذهبت إلى جميع مشايخ الأزهر حتى يتحركون لإنقاذ أبي، وعندما رحل نظام مبارك، تقدمت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلب محاولة مخاطبة أمريكا لترحيل أبى إلى سجون مصر، لأن المسئولين في أمريكا مرحبين بهذا الأمر، لكن جهاز مباحث أمن الدولة هو الذي يرفض أن يأتي أبي إلى مصر. وناشد الرئيس الأمريكي أوباما قائلاً: أن كنت كما تدعى أنك تبحث عن الحريات فلماذا ما زلتم محتجزين أبى !!

أما مجدي عثمان الذي قضى من عمره في السجن 17 عاماً خلال حكم مبارك، فيقول عن نفسه أنه دخل إلى السجن في رعيان شبابه عندما كان عمره 28 عاماً وخرج من السجن عندما تجاوز عمره الـ45 عاماً، فمرضت والدتي بمرض السرطان ''وخلال الـ17 عاماً لم أرى زوجتي ولا أولادي ولا أمي المريضة''.

وتحدث عن سجن أبو زعبل وقالل ''كان إدارة السجن تأتى لنا بالمياه من ترعة الإسماعيلية وكانت رائحتها كريهة وكنا نضع المياه في زجاجات ثم نأتي بالقماش ونحاول أن ''نصفيها'' من الشوائب والطين الذي يملئها، وكنا نشربها حتى نعيش ولكن سقط منا شهداء داخل السجن لأن معدتهم كانت لا تتحملها.

ووصف عثمان الزنزانة بأنها لا توجد بها كهرباء وتملئها الصراصير والحشرات الغريبة، وبدون حمام، وقال ''كنا نقضى حاجاتنا في أكياس وكنا نتيمم لنصلى، وكان في كل صباح يحدث تفتيش من إدارة السجن ويسمى ''تفتيش مصلحة''، كان المخبرون والضباط يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويجعلوا وجوهنا في الحيط، ثم يسرقون كل ما في الزنزانة، ويأتوا بمياه المجاري ويملئوا بها الزنزانة، فلا نصلى من النجاسة ولا ننام من الرائحة والمياه العفنة''.

وكشف عثمان عن وسائل جديدة للتعذيب وقال: خلال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح، حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا، وحرمنا من الشمس، وأصاب الكثير منا بتشنجات وصرع، فكان أي حدث يحدث خارج السجن مظاهرات أو خلافة كنا نعذب بسببه، فالدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً''.

اقرأ أيضا:

أمن الدولة.. مملكة الرعب على أرض مصر

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان