هل يهدد إسلاميو مصر حرية التعبير؟
''قررت أن أعود للقاهرة عندما بدأت تباشير التغيير تلوح في أفق القاهرة، بعد ثلاثين عاما من الدكتاتورية والجمود، لست نادما على مغادرة نيويورك، بالعكس اشعر بالارتياح للانتقال من صحافة الصالونات وربطات العنق وانتظار التقارير الأممية، لزحام القاهرة ولهثها اليومي ,التي يصنعها الجميع، هذه هي الصحافة الحقيقية التي طالما تمنيت أن أخوض غمارها''
يشغل خالد داود حاليا منصب مساعد رئيس تحرير الأسبوعية الانجليزية الأهرام ويكلي وكان حتى أوائل العام الحالي يعمل مراسلا للأهرام اكبر الصحف المصرية في مقر الأمم المتحدة في نيويورك كما عمل مراسلا لشبكة الجزيرة من هنالك، ويدير في القاهرة حاليا مكتب منظمة فري برس انليمتد الهولندية التي تعني بحرية الصحافة وتدريب الصحفيين الشباب.
في استوديوهاتنا في هيلفرسوم تحدث ألينا خالد داود هذا الأسبوع ضمن سلسلة برامج بمناسبة مرور عام منذ بدء ثورة الربيع العربي، وهذه مقتطفات من الحوار.
كمصري ينظر خالد داود لبلده برضا وارتياح وقد أدارت ظهرها لتلك السنوات الطويلة لكنه قلق كصحفي "كان من المفترض أن تشهد الساحة الإعلامية تغييرا واسعا وكبيرا وان تكون الجبهة الأكثر تأثرا وتعبيرا عن التغيرات التي شدتها البلاد" .
مثل كثير من الصحفيين والمصريين على وجه العموم يرى خالد داود أن ما تسمى بالصحف القومية في مصر والتلفزيون الحكومي لم تبديا شهية وشوقا كافيين للحرية حتى ألان وأنها تتثاقل كثيرا وتعاني كثيرا للانتقال للحرية.
"لم تكن صحفا قومية بل كانت صحفا حكومية وتابعة لنظام مبارك، وخسرت ثقة القراء فيها بالإفراط البالغ في تملق الرئيس السابق وابنه وحزبه ويستسهلون الآن استبداله بالمجلس العسكري والمشير طنطاوي" يقول خالد.
ويضيف " بالطبع لا تحاج مصر الديمقراطية لكل هذا العدد الكبير من الصحف ومحطات التلفزيون الحكومية ولابد من إصلاح هذه المؤسسات جذريا، تأميم الصحافة بالكامل لعقود طويلة حول الصحفيين لما يشبه الموظفين وجعلهم تابعين للحكومة افقدهم القدرة على الإبداع".
لكنه يرى أن الحاجة في مصر لازالت قائمة وملحة لمؤسسة صحفية وإذاعية وتلفزيونية عامة تحصل على تمويل من المال العام تبقى مستقلة لخدمة المجتمع دون أن تتدخل الحكومة في محتواها وخطها التحريري، لا يجب أن نستكثر على مصر مؤسسة إعلامية مستقلة ومحترفة مثل هيئة الإذاعة البريطانية.
ومما يوجب وجود مثل هذه المؤسسة الإعلامية العامة المستقلة حاجة الجمهور لتقارير موضوعية ودقيقة ومتوازنة لأن المؤسسات الإعلامية العامة هي الأوسع انتشارا والأكثر قدرة على الوصول للجمهور بمواردها الكبيرة خاصة خارج القاهرة، في وقت تتكاثر فيه الصحف وأجهزة الإعلام الحزبية والخاصة التي تلتزم تعريفا بمصالح ورؤى أصحابها.
يراهن خالد داود على الجيل الجديد من الصحفيين الشباب لتجديد دماء الصحافة المصرية واستعادتها للحيوية "إنهم جذوة الأمل بمعارفهم الجديدة وقدراتهم وجرأتهم وانفتاحهم على العالم وقدرتهم على التعامل ليس فقط مع التكنولوجيا الجديدة بل على الأفكار والرؤى الجديدة أيضا وإيمانهم بحرية التعبير وتقديرهم لقيمته.
مع بدء المرحلة الثانية من الانتخابات المصرية تحرز الأحزاب الإسلامية تقدما واضحا سيجعلها في موقع التشريع والحكم هل يرى خالد داود مخاطر على الحريات العامة التي انتزعت بشق الأنفس بعد الثورة؟.
هنالك مخاوف لها ما يبررها ودواع كافية للقلق حول حرية التعبير خلال الفترة القادمة التي يصعد فيها نجم الإسلاميين حسب خالد لكنه يستدرك قائلا "انأ لا أضع الإسلاميين كلهم في سلة. جماعة الإخوان المسلمين تمرست على السياسة منذ وقت طويل ولها خبرة في التعامل مع الآخرين وهي معتدلة إلى حد ما.
لكن توجهات السلفيين تثير القلق بل الفزع الصريح. التأييد الواسع الذي حصلوا عليه فاجأ غالبية المصريين. التصريحات التي صدرت عن عبد المنعم الشحات احد من أهم مرشحيهم حول أدب نجيب محفوظ مثلا ومواقفهم من قضايا المرأة تثير المخاوف وغيره كثيرون.
الأمل مرة أخرى على صهوة خيول الشباب حسب خالد داود "الذين خرجوا واسقطوا دكتاتورية مبارك وقدموا أكثر من ألف شهيد في أسبوعين، قادرون ومستعدون للخروج مرة بعد أخرى للتصدي لأية محاولة لسبلهم حريتهم وإرادتهم وفرض أية دكتاتورية سواء كانت باسم فرد أو باسم تفسير محدد للدين بواسطة أية جماعة كانت.
اقرأ ايضا:
الاسلاميون يسعون لترسيخ مكاسبهم في المرحلة الثانية لانتخابات مصر
فيديو قد يعجبك: