لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عندما تتنحى نهى الزينى

01:18 م الأربعاء 12 أكتوبر 2011

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم: محمد أمين 

شهادة المستشارة نهى الزينى، فى أحداث ماسبيرو، أكبر دليل على أن مصر لا يمكن أن تكون فيها مشكلة طائفية.. فلم تخرج لتقول إن الأقباط أرادوها فتنة، ولم تقل إنهم هم الذين حملوا السلاح.. لكنها كانت قاضية تعرف متى تتصدى، ومتى تتنحى؟.. ولم يكن غريباً عليها، وهى عضو لجنة العدالة الوطنية، أن تجمد نشاطها.. وأن تقول لرئيس الوزراء: «عفواً.. نفد رصيدكم»!

مجلس الوزراء لم يكن يتصور أن تكون نهى الزينى أول من يحتج.. ولم يكن يتصور أن تكون هى أول من يعترض على استمرار تجاهل الحكومة تقارير اللجنة.. ولم يكن الدكتور شرف يتصور أنها أول من يضعه فى خانة اليك.. لكنها كانت عند ظن الرأى العام بها.. وكانت سيدة بألف رجل، كما كشفت من قبل تزوير انتخابات مجلس الشعب فى دائرة دمنهور، واتهموها بميولها الإخوانية!

لا يعرف هؤلاء ولا هؤلاء أنها قاضية.. ولا يعرف هؤلاء ولا هؤلاء أنها لا إخوانية أمس، ولا هى قبطية اليوم.. هى مصرية صميمة تعرف فى وجهها أمارات الوطنية قبل أى شىء.. لا هى من الإخوان حين تصدت لما جرى من تزوير لصالح مصطفى الفقى فى مواجهة جمال حشمت.. ولا هى من الأقباط حين تصدت للجنة «شرف» فى مواجهة الأقباط.. الحكاية حكاية وطن!

وهكذا كانت نهى الزينى نقطة النور وسط سواد حالك.. وهكذا كانت تعلمنا كل يوم أن المواقف لا تباع ولا تشترى.. فلا أحد قد يتهمها بالمزايدة، ولا أحد قد يتهمها بالنفاق.. فقد واجهت النظام الفاسد من قبل.. واتهموها بكل الاتهامات.. وظلت عنواناً للشرف المهنى والإنسانى.. واليوم تلقى قنبلة جديدة فى وجه البيروقراطية العتيدة، التى لم تذهب مع ثورتنا العظيمة للأسف الشديد!

المفاجأة أنها قالت إن أعضاء لجنة العدالة الوطنية كانوا يتوقعون أحداث ماسبيرو منذ الثلاثاء الماضى، عندما تقدموا بتوصياتهم، بعد الاستماع لتقرير لجنة تقصى الحقائق، فى أزمة كنيسة الماريناب بأسوان.. ومع ذلك لم تتحرك الدولة لوقف الكارثة.. لأننا مازلنا نفكر بعقليتنا القديمة.. ولأننا نعمل اللجان كى نرفض تقاريرها.. ولأننا ليست لدينا شجاعة القرار!

وأتفق هنا مع ما قالته نهى الزينى.. فالمظاهرة كانت معلنة وليست سرية.. ومن المنطق أن تحتاط لها أجهزة الأمن.. ولكنهم لم يضعوا فى حساباتهم شيئاً من هذا.. وقد أجريت عدة اتصالات مهمة جداً.. اكتشفت أن كل الأطراف، كانت تستبعد فكرة حدوث مجزرة، يندس فيها المندسون الغرباء.. كيف يحدث هذا؟.. كيف نتحرك متأخرين دائما؟.. وعندما وقعت المجزرة انحلت الأزمة!!!!

متى ينفذ رئيس الوزراء توصيات اللجنة الوطنية؟.. هل يملك هذا القرار؟.. وهل يستمع إلى رسالة نهى الزينى حين قالت له: «أرجو أن تتخذ قرارا سريعا ينقذ الموقف، أو فلتعلن ما وعدت به بالتخلى عن منصبك إذا فشلت فى مهمتك»؟.. وهكذا كان تجميد نشاطها مسبباً.. فهناك تهاون يصل إلى حد الاستهانة.. وهناك لا مبالاة.. وسلوكيات لا تستقيم مع ثورة شعب!

ومن هنا كانت نهى الزينى أشبه بضمير هذه الأمة.. لا تهتز أمام سلطان أو نفوذ.. ولا تنتظر شيئاً من أحد.. تأخذ موقفها مهما كلفها.. تعرف متى تتصدى ومتى تتنحى.. وهكذا القاضى، وهكذا الرجال.. لا هى كانت إخوانية حين انتصرت للحق فى دائرة جمال حشمت.. ولا هى مسيحية حين انتصرت للأقباط فى ربوع مصر.. مرة أخرى ليست قضيتهم القبطية، بل قضيتنا المصيرية!

اقرأ أيضا:

رسائل مزرعة «طرة لاند»!

فيديو قد يعجبك: