نيويورك تايمز عن جولته في أمريكا: بن سلمان يُعيد كتابة التاريخ السعودي
كتبت- هدى الشيمي:
أولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اهتمامًا بزيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد سلمان للولايات المتحدة، وقالت إنه يُعيد كاتبة التاريخ السعودي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني يوم الجمعة، أن بن سلمان أجرى زيارة استمرت حوالي 3 أسابيع في الولايات المتحدة، زار فيها عدة مدن وولايات أمريكية.
وأوجزت الصحيفة ما فعله بن سلمان، 32 عامًا، خلال جولته الأمريكية فيما يلي: "تحدث عن صناعة الأفلام مع كبار الممثلين في هوليوود، مثل مايكل دوجلاس، ومورجان فريمان ودوين جونسون، في حفل عشاء في منزل رجل الأعمال روبرت ماردوخ.
كما ناقش مسألة السفر إلى الفضاء مع ريتشارد برانسون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات فيرجن، في صحراء كاليفورنيا، وتحدث عن العمل الخيري مع بيل جيتس، وعن التكنولوجيا مع جيف بيزوس في سياتل.
وزار جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وتوسط لعقد صفقات أسلحة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى اجتماعه برجال أعمال ومستثمرين في البورصة في وول ستريت، كما أنه قابل الإعلامية الشهير أوبرا وينفري.
وقالت الصحيفة إن الأمير الذي وصل الولايات المتحدة وكان يُنظر إليه على أنه شخص يفعل أي شيء للوصول للسلطة في الداخل، وتدخل في الشؤون الخارجية في الدول الأخرى، سعى من خلال زيارته للولايات المتحدة إلى تغيير صورة المملكة أمام الأمريكيين.
وسعى الأمير محمد، حسب نيويورك تايمز، إلى جذب انتباه المستثمرين الأمريكيين، للقيام بمشاريع تجارية لا تقوم على البترول والنفط فقط، في إطار عمله لتنفيذ خطته الإصلاحية الاقتصادية الجديدة.
ويرى أدم آرون، الرئيس التنفيذي لشركة سينما AMC والذي اجتمع مع بن سلمان، أن ما قام به الأمير السعودي رائعًا، وأرجع ذلك إلى أنه على وعي كامل بأن الأمريكيين يعتبرون بلاده دولة مُتشددة، بسبب سياستها المتحفظة التي انتهجتها لعقود كثيرة. وأضاف: "أراد تغيير المجتمع الأمريكي بطريقه تجعله أكثر تقبلاً لدى الأمريكيين".
حسب آرون، فإن المسؤولين تحدثوا مع بن سلمان عن خطط لفتح أماكن لإحياء حفلات، ومهرجانات جاز وأفلام في السعودية، تهدف إلى نشر السعادة في المملكة.
وأوضح آرون أن النساء والرجال في السعودية سيكون بإمكانهم حضور الأفلام السينمائية معًا، وهذا ما اعتبره خطوة تاريخية، موضحًا أن الأفلام الهوليودية ستخضع لعمليات المراقبة ذاتها التي تمر بها في جميع دور العرض في الشرق الأوسط.
وفق محمد اليحيى، خبير سعودي في المجلس الأطلسي في واشنطن، فإن زيارة الملك فيصل كانت مختلفة عن هذه الزيارة، خاصة وأن جولة بن سلمان شملت كافة الجوانب والمجالات، ما يشير إلى السعودية تسعى إلى أن يكون التعاون بينها والولايات المتحدة يتجاوز حدود النفط.
وقال اليحي إن القادة السعوديين لم يعبروا عن أنفسهم منذ زمن طويل، ولم يوضحوا لماذا تحدث تلك الأمور في بلادهم. مُضيفًا: "الوضع يتغير بشكل دراماتيكي".
وجاءت زيارة بن سلمان للولايات المتحدة، عقب زيارة مشابهة لبريطانيا، التقى فيها بالملكة إليزابيث الثانية، وأفراد من العائلة المالكة، ورئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي.
وعلى مدار عقود، تقول الصحيفة إن العلاقات الأمريكية السعودية انطوت على شيء واحد، وهو السماح للأمريكيين بالحصول على النفط، مقابل أن تضمن واشنطن للرياض أنها ستحميها من أعدائها، خاصة منافستها إيران.
وفي ظل جهوده لتغيير صورة بلاده أمام العالم، لفتت نيويورك تايمز إلى أن بن سلمان أكد أن بلاده أكبر ضحية للفكر المتطرف، واتهم إيران وجماعة الإخوان المسلمين بنشر الإرهاب في المنطقة.
وقالت كارين إي يونج، الخبيرة في الشؤون السعودية في معهد الدول الخليجية في واشنطن، إن ما يقوم به بن سلمان يعد إعادة كتابة للتاريخ السعودي.
ورغم التحضيرات المكثفة لزيارة بن سلمان، ذكرت شبكة بلومبرج أن أجزاء من الرحلة كادت أن تتحول إلى فوضى قبل أن تبدأ الجولة، خاصة وأن الصحفيين والمحللين في واشنطن الذين يعملون على تغطية شؤون المملكة لم يحصلوا على جدول أعمال الأمير الشاب.
واعتبرت يونج أن الزيارة كانت غير مُنظمة تمامًا، مُشيرة إلى قلة التنسيق والتعاون بين الأطراف المسؤولة عن الجولة.
إلا أن الأمور استقرت بعد فترة وجيزة، بعد أن تولت السفارة السعودية في واشنطن زمام الأمور، وساعدتها جماعات الضغط الأمريكية وشركات العلاقات العامة، فأصدروا نشرات إخبارية بشكل يومي، عن جدول أعمال ولي العهد.
فيديو قد يعجبك: