لماذا فشلت الدفاعات الصاروخية السورية في التصدي للهجوم الثلاثي؟
كتب - هشام عبد الخالق:
كيف فشلت الدفاعات الجوية الصاروخية التي كان يتم اعتبارها واحدة من أكثر الأنظمة المتطورة في التصدي للهجوم الذي قادته الولايات المتحدة على مصانع الأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي؟ بهذه الجملة بدأ المحلل العسكري في صحيفة "USA Today" جيم مايكلز، تقريرًا له حول الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ضد مصانع الأسلحة الكيماوية في سوريا المسؤولة عن الهجوم الكيماوي المزعوم في مدينة دوما.
وأثبت الهجوم - بحسب المحللين السياسيين والعسكريين - أن القدرة الدفاعية للنظام السوري تناقصت، حيث أطلق السوريون 40 صاروخًا دفاعياً لاعتراض الصواريخ الهجومية، ولكن لم ينطلق أغلبهم من قواعدهم إلا بعد ما أصابت الصواريخ الأمريكية البريطانية الفرنسية أهدافها، ويبدو أن الصواريخ الدفاعية كانت تفتقر لأجهزة توجيه.
وقالت دانا وايت، المتحدثة باسم البنتاجون: "تقريبًا كل الصواريخ التي انطلقت لاعتراض الهجوم، تم إطلاقها بعد أن أصابت صواريخنا أهدافها".
ويوضح هذا الفشل في اعتراض الصواريخ، كيف أصبح الجيش السوري غير قادر على المواجهة، ومدى اعتماده بشكل كبير على روسيا وإيران من أجل ضمان الأمن، حسبما قال كريستوفر كوزاك، محلل في معهد دراسة الحرب.
وادّعت روسيا أن الدفاعات السورية أسقطت عددًا كبيرًا من الصواريخ، ولكن يقول البنتاجون إن كل صاروخ مُوجه أصاب هدفه، واصفًا ما قالته روسيا بأنها حملة تضليل.
وأكدّت الصحيفة، أن النظام الدفاعي السوري متطور للغاية، ولكن قلة التدريب، التحكم، وعدد من العوامل البشرية كانوا السبب في الفشل الذي واجه النظام السوري عند التصدي للصواريخ، وقال ديفيد ديبتولا، جنرال متقاعد في القوات الجوية الأمريكية: "لا يتعلق الأمر بقدرة أنظمة الدفاع الجوي، بل يكون في الغالب بمن يتحكمون في هذه الأنظمة".
وكان البنتاجون حريصًا على توضيح أن الدفاعات الجوية الروسية - والتي هي أكثر تطورًا بكثير من مثيلتها السورية - لم تتحرك عند هجوم الولايات المتحدة، حيث تابع الروسيون الصواريخ على راداراتهم ولم يتدخلوا لاعتراضها، وبحسب الجنرال كينيث ماكنزي فإن الدفاعات الروسية تم تشغيلها ولكن مشغلوها اختاروا ألا يشتبكوا في القتال.
وتستخدم روسيا منظومة الدفاع S-400 في الدفاع عن قاعدتيها في سوريا، أما الدفاعات السورية نفسها فتستخدم منظومة S-200، والتي تم تصميمها لأول مرة في الستينيات من القرن الماضي، ولدى سوريا أيضًا النظام الدفاعي بانتسير، الذي تم تصميمه للدفاع عن قواعد أو منشآت فردية ولكنها لا تستطيع تغطية البلد بأكملها.
وأضاف الكاتب المتخصص في الشأن العسكري، في ختام تقريره، أن الجيش السوري بعد سبع سنوات من الحرب أصبح ضعيفًا، وكانت نجاحاته الأخيرة في استعادة السيطرة على العديد من المناطق بسبب مساعدات روسيا، التي تنشر قواتها الجوية، وإيران التي تمتلك قوات كبيرة على الأرض.
فيديو قد يعجبك: