الصحافة السودانية قبل اجتماع "شكري وغندور": "خارطة طريق لمناقشة القضايا الحساسة"
كتب – محمد الصباغ:
بترحاب شديد، استقبل وزير الخارجية، سامح شكري، نظيره السوداني إبراهيم غندور، مساء اليوم الأربعاء، بمطار القاهرة الدولي.
ونشر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، السفير أحمد أبوزيد، مقطع فيديو قصيرًا يظهر جانبًا من الاستقبال، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
ووصل رفقة غندور مدير عام المخابرات السودانية محمد عطا المولى عباس، ومن المقرر أن يجتمع المسؤولان السودانيان بنظيريهما المصريين غدًا في اجتماع رباعي، قالت وزارة الخارجية المصرية إنه لبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويأتي الاجتماع، بحسب الخارجية، بعد تنسيق وتوجيه من الرئيسين عبدالفتاح السيسي وعمر البشير، بعد اجتماعهما على هامش القمة الإفريقية في مدينة أديس أبابا عاصمة إثيوبيا.
وتشهد العلاقات المصرية السودانية توترًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، ولا يوجد السفير السوداني لدى مصر، عبدالمحمود عبدالحليم، بالقاهرة بعد استدعائه للتشاور منذ بداية شهر يناير الماضي. ولم يعلن السودان عن أسباب الاستدعاء، وصرح وزير الخارجية إبراهيم غندور بأن الخرطوم أبلغت القاهرة بالأسباب، ولم يفصح عنها.
وفي سياق متصل، قدمت الخارجية السودانية شكوى جديدة إلى الأمم المتحدة في تصعيد جديد حول أزمة مثلث حلايب التي تزعم الخرطوم امتلاكها له.
ووسط الأجواء المتوترة انتشرت تصريحات للسفير عبدالمحمود عبدالحليم هدد فيها بعد استدعائه بأن الخرطوم سوف تتخذ إجراءات تصعيدية ضد مصر، ومن بينها "إعلان الحرب". لكن الخارجية السودانية خرجت في الثالث عشر من يناير لتنفي هذه الأنباء، وتؤكد: "تود وزارة الخارجية أن تنفي وبصورة قاطعة إدلاء السيد سفير السودان لدى القاهرة بهذا الحديث المنسوب إليه"، مؤكدة أنه "لم يدلِ بأي تصريحات بهذا الشأن لأي مؤسسة إعلامية".
قالت وكالة الأنباء السودانية (سونا)، في خبرها عن الزيارة إن وزير الخارجية إبراهيم غندور يبدأ مع مدير عام جهاز الأمن والمخابرات الوطني محمد عطا المولى عباس، زيارة رسمية إلى مصر تستمر يومين لبدء سلسلة اجتماعات تهدف لوضع خارطة طريق للتعاطي مع ومعالجة كل الملفات والقضايا لتأمين مسار علاقات البلدين.
ونقلت عن المتحدث باسم الخارجية السودانية، قريب الله الخضر، قوله إن الزيارة إحدى ثمار "موجهات القمة الثنائية التي جمعت الرئيسين البشير والسيسي على هامش القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا".
فيما خرجت صحيفة "اليوم التالي" التي تميل للبشير، وكثيرًا ما نقلت تصريحات هجومية ضد مصر، إن اجتماع اللجنة السياسية والأمنية السودانية المصرية، سوف يركز على قضية حلايب.
ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تسمه أن هناك "هواجس سودانية بشأن حلايب، وما يحدث بها في الفترة الأخيرة من عملية تمصير كبيرة".
وأضافت أن اللقاء سوف يتطرق إلى "موضوع وقف استيراد المنتجات المصرية"، وذكرت أن القاهرة تعتبره "قرارا سياسيا وليس فنيا" كما يصرح السودان.
أما موقع "سودان تريبون" المعارض، فأكد أن هناك ملفات عالقة بين السودان ومصر "منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي على مثلث حلايب".
وركز تقرير الموقع على تصريح السفير السوداني لدى القاهرة، اليوم الأربعاء، عقب اجتماعه برئيس البرلمان الذي أشار فيه إلى أن موعد رجوعه للقاهرة سيحدد عقب الاجتماع الرباعي المقرر غدًا.
فيما ركز تقرير بصحيفة الصيحة على تقارب مصري مع دولة جنوب السودان، وأشارت إلى أن القاهرة بدأت في العمل من أجل توفير حصتها من مياه النيل بعد النقص المتوقع بسبب سد النهضة الإثيوبي، من خلال إحياء مشروع قناة "جونقلي" بدولة الجنوب.
بل زعمت الصحيفة أن مصر أرسلت من بدأوا بالفعل في إقامة معسكر وتأمين الطرق من أجل إنشاء القناة. وبدأت في الإشارة إلى أن ذلك يمثل ضغطًا على الخرطوم.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد خلال لقاء مع الرئيس السوداني عمر البشير في أديس أبابا نهاية الشهر الماضي أن مصر حريصة على "التشاور والتنسيق المتواصل مع السودان حيال مختلف الموضوعات والملفات، لاسيما في ضوء التحديات المشتركة التي يفرضها الوضع الإقليمي الراهن".
فيديو قد يعجبك: