إعلان

مسئول أمريكي سابق: ترامب يسوّق لحرب ضد إيران كما فعلنا ضد العراق

11:51 م الإثنين 05 فبراير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

خمسة عشر عامًا على إعلان وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولين باول أن العراق يمتلك أسلحة نووية. وبدأت تجهيز المسرح لغزو اعترفت واشنطن بعدها أنها كانت على خطأ. ويبدو أن الأمر يتكرر الآن وسط الأجواء المتوترة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي والصاروخي للدولة الإسلامية.

وفي مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الإثنين، قال لورانس ويلكرسون، مساعد كولين باول في بداية الألفية الحالية، إن وزير الخارجية الأمريكي وقف منذ 15 عامًا بالأمم المتحدة ليسوّق للحرب ضد العراق. وأضاف أنه بحكم وظيفته ساعد في رسم صورة توضح أن الحرب هي الخيار الوحيد.

وأشار إلى أن الحديث آنذاك كان حول أن العالم أمام نظام "يمتلك طموحات للهيمنة الإقليمية، ويخفي أسلحة دمار شمال ويقد الدعم للإرهابيين، لا نواجه الماضي، بل نواجه الحاضر. وإذا لم نتصرف، سوف نواجه مستقبل أكثر رعبًا".

وأوضح ويلكرسون في مقاله أنه في تلك اللحظات كان عملنا من أجل لا شيء حقيقي، مضيفًا أنه بالرغم من ذلك أقنعوا أعدادًا كبيرة من الشعب الأمريكي.

وتابع: "الرئيس بوش كان ليأمر بالحرب حتى بدون الرجوع للأمم المتحدة، أو إذا فشل الوزير باول في التسويق لذلك. لكن سحر الخارجية آنذاك كان بارزًا وجزء أساسي من الجهود التي استمرت لعامين بواسطة إدارة بوش لجعل الأمريكيين بجانب الحرب".

وبحسب الدبلوماسي الأمريكي السابق، انتهت الجهود إلى الحرب على العراق. حرب نتائجها كانت كارثية وخسائرها كبيرة سواء للولايات المتحدة أو المنطقة، وتسببت في عدم استقرار بالشرق الأوسط بشكل عام.

ويرى ويلكرسون في مقاله ان إدارة الرئيس ترامب تستخدم نفس المنهاج لخلق خيار مزيف يوحي بأن الحرب هي السبيل الوحيد لمواجهة تحديات إيران.

منذ شهر مضى، قالت سفيرة أمريكا بالأمم المتحدة نيكي هايلي، إن إدارة الولايات المتحدة لديها أدلة لا يمكن إنكارها بأن إيران لا تمتثل لقرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص برنامجها الصاروخي وأزمة اليمن. ومثلما فعل كولين بأول، أظهرت نيكي هايلي صورًا بالأقمار الاصطناعية ودلائل أخرى "لم يصل إليها سوى المخابرات الأمريكية".

ويضيف المسئول السابق: "من المدهش حجم التشابه بين ما يحدث الآن وما فعله كولين بأول في عام 2003 بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق. وأيضًا الطرق التي تستخدمها إدارة ترامب بما كانت تفعله إدارة بوش. وحينما شاهدت السيدة هايلي تتحدث تمنيت أن أُشغل مقطع فيديو لكولين باول من خلفها، حتى يدرك الأمريكيون أنهم يُساقون إلى نفس المسار في عام 2003. إلى الحرب."

وتابع أيضًا في مقاله: "حرب مع إيران التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 80 مليون نسمة، والتي يجعل عمقها الاستراتيجي وصعوبة تضاريسها تحديًا أكبر من العراق. وسيكون هناك أضرار أكبر بحوالي 10 أو 15 مرة مقارنة بضحايا ومآسي حرب العراق".

وتقول استراتيجية الولايات المتحدة الأمنية الجديدة إن إيران أحد أكبر الأخطار التي تواجه الولايات المتحدة، ويشبه ذلك كثيرًا ما قاله الرئيس جورج بوش الإبن عن صدام حسين. وفي حين أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية يمثلون تحديات أخرى لأمريكا وحلفاء أيضًا لإيران، فعلى الجميع أن يتعجب من كيفية تفكير فريق ترامب، بحسب مقال نيويورك تايمز.

ويربط البعض حاليًا بين إيران وتنظيم القاعدة، وهم من يرغبون في تغيير النظام في إيران. وأشار الكاتب إلى أن الإدارة الأمريكية ربما مثلما فعلت سابقتها لا تهتم بأن 15 شخصًا من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر وعددهم 19، كانوا من المملكة العربية السعودية ولسوا من إيران.

واختتم الكاتب والمسئول الأمريكي رفيع المستوى في إدارة بوش، مقاله بأن الهدف الوحيد من التصرفات الأمريكية الحالية نحو إيران هو بيع الحرب للشعب الأمريكي كما حدث إبان حرب العراق. وتظهر الإحصائيات أن ترامب وفريقه يحاولون فعل ما حدث بالسابق، وربما ينجح.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان