لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"نظروا إليهم كالحمير".. كيف تعامل الساسة الإسرائيليون مع الفلسطينيين؟

02:08 م الأحد 14 يناير 2018

مهاجرون فلسطينيون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد الصباغ وهدى الشيمي: 

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن طريقة تفكير دولة الاحتلال وتعاملها مع الفلسطينيين منذ بداية إعلان دولتهم في فلسطين. وأشارت إلى أن أول الأحزاب الحاكمة في إسرائيل نظر إلى الفلسطينيين وكأنهم "حمير".

وأضافت الصحيفة الاسرائيلية، في تقرير نشر أمس السبت على موقعها الإلكتروني، إن حزب "ماباي" كان الحزب الحاكم قبل حوالي 70 عامًا، وكان في خلافات بسبب وضع العرب الذين بقوا بعد الحرب التي أُعلنت بعدها قيام دولة إسرائيل.

وقال التقرير إن مشكلة الفلسطينيين المتواجدين في إسرائيل بعد الحرب كانت بمثابة الازمة آنذاك، إذ أشارت التقديرات أن حوالي 156 ألف شخصًا ظلوا داخل حدود الدولة العبرية، بعد وصول عدد الفلسطينيين في نفس المكان حوالي 700 ألف شخص قبل الحرب، ومثلوا نسبة 14% من سكان إسرائيل.

وجعل ذلك موشي شاريت، وزير الخارجية الإسرائيلي وقتذاك، يتحدث أمام الكنيست في 18 يونيو 1950 قائلًا إن "هذه واحدة من المشاكل الكبيرة لسياستنا ومستقبل دولتنا". موضحا أن القضية كانت سوف تحدد مسار "مبادئ الدولة الأخلاقية".

1

"تهديد الأمن"

وأضاف التقرير الإسرائيلي أنه بعد حوالي 70 عامًا، مازالت مشكلة الفلسطينيين داخل حدود دولة الاحتلال يشكل لغزًا محيرًا للسياسيين عندما يواجهون موقف المواطنين الفلسطينيين داخل إسرائيل أو ما يطلق عليهم "عرب إسرائيل".

تم تسجيل أحداث الاجتماع لحزب ماباي، في أرشيف حزب العمال الإسرائيلي حيث تبدل اسمه بعد ذلك. وكشفت هآرتس أن نزاعا نشب داخل الحزب بسبب طريقة التعامل مع الفلسطينيين داخل دولة الاحتلال.

اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، ديفيد بن جوريون، أنهم يمثلون تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي، واتفق معه في الرأي مرافقيه موشي ديان الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع وشيمون بيريس أحد كبار قادة وزارة الدفاع.

بينما شاريت وقادة آخرين بالحزب (بينهاس لافون وزالمان آران، وديفيد هاكوهين، وآخرين) حاولوا السعي نحو فكرة دمجهم في المجتمع.

واعتبر بن جوريون، بحسب هآرتس أن "العرب لا يفهمون سوى لغة القوة".

وفي اجتماع آخر في يوليو 1950، تلخصت الخيارات البديلة: "السؤال يدور حول اتجاه الدولة نحو الأقليات. هل نريدهم أن يبقوا في البلاد، والاندماج، أو نريد طردهم من الدولة التي أعلنت أن الحقوق المدنية فيها متساوية دون النظر إلى أي عرق أو اختلاف. هل يعني ذلك أنه سيكون هناك وقت حيث لا يوجد عربي في إسرائيل؟ لو حدث ذلك، فهذا أمر مبني على الغش".

2

خيار الترحيل

وقالت الصحيفة إن السياسيين الإسرائيليين شعروا في ذلك الوقت أن خروج المناقشات من داخل الحزب إلى الصحافة، سيجعل إسرائيل تواجه ضغطًا دوليًا من أجل تحسين طريقة التعامل مع مواطنيها العرب.

وسيُظهر بعض التساؤلات حول أمور معينة مثل الحق في التصويت، وقانون التملك، ونظام التعليم للعرب.

وذكرت هآرتس أن خيارًا أخر ظهر خلال هذه المناقشات وهو "النقل"، والمقصود به هنا "ترحيل العرب من داخل إسرائيل". وفي اجتماع يونيو 1950، اعترض شيروت على وصف بن جوريون للفلسطينيين داخل إسرائيل بأنهم "طابور خامس".

لكن أيضًا شاروت وشخصيات بارزة في الحزب الحاكم آنذاك، بحثوا عن حلول يعتبرونها أكثر إيجابية وفيها يتم ترحيل العرب من البلاد، لكن "بطرق سلمية".

هذا التفكير، بحسب هآرتس،لاقى هجوما شرسا من جانب موشي ديان، الذي لم يرغب فقط في تقليل أعداد العرب في إسرائيل بل ايضًا عبر عمليات ترحيل نشطة.

وكان ديان في ذلك الوقت قائدًا بالجيش الإسرائيلي ويشارك في بناء السياسة العامة لدولة الاحتلال. وامتلك موقفًا متشددا ضد الفلسطينيين في إسرائيل ورفض تجنيدهم داخل الجيش الإسرائيلي. كما عارض منحهم جنسية دائمة، واعترض على تعويض من سُلبت أراضيهم، أو بشكل أوضح عارض أي حل قد يساهم في بناء جسور بينهم وبين الإسرائيليين.

وقال ديان خلال اجتماع يونيو من عام 1950: "اتمنى في السنوات القادمة أن تكون هناك احتمالية لترحيل هؤلاء العرب من أرض إسرائيل، وطالما ظلت احتمالية ذلك سهلة، يجب ألا نفعل شيئًا يعترض ذلك."

كما قال زيلمان آران، الذي شغل في الأعوام التي تلت تلك المناقشات منصب وزير التعليم، إن إسرائيل لا يمكن أن تحل مشكلة "العرب" داخل حدودها "بطرق نازية". وأضاف: "النازية هي النازية. حتى لو نفذها اليهود".

3

"أمور مروعة"

وفي ديسمبر 1948، خلال المناقشات المتعلقة بمنح حق التصويت بحصوص الجمعية التأسيسية- أول مؤسسة إسرائيلية برلمانية، أصبحت الآن تُعرف باسم الكنيست الإسرائيلي- وافق بن جوريون على منح حق التصويت للعرب الذين كانوا يعيشون في البلاد خلال العمل على اعداد الجمعية.

وقال شاريت إن تلك الفترة شهدت أمورا حدثت في أراضي الاحتلال ضد الفلسطينيين، وتابع: "حتى يتم محاسبة يهودي لقتل عربي بلا سبب، لن يفهم اليهود أن العرب بشر وليسوا كلابًا".

وكانت السلطات أصدرت قرارا ينص على أن أملاك العربي الفلسطيني تصبح تحت وصاية الواصي العام، ولا تعود لزوجته أو عائلته إذا توفى.

وتقول الصحيفة إن قرارات كتلك جعلت الجميع يعتقد أن ما تردده إسرائيل عن تحقيق المساواة بين جميع المواطنين غير حقيقي، وزاد الأمر سوءً تصريحات هاكوهن والتي قال فيها إن تلك القوانين تختلف تماما عن القوانين العنصرية التي سُنت ضد الإسرائيليين في العصور الوسطى لحرمانهم من حقوقوهم.

فيما وجد السياسي والناشط الصهيوني آران أن مناقشات حزب ماباي وقراراته بشأن العرب "عملية يُسيطر عليها اليأس"، وأكد أنها تتناقض تماما مع شعارات إسرائيل والمبادئ التي من المفترض أنها تقوم عليها. 

وقال: "أننا إذا كنا حركة لا تكذب، ولا نريد أن نكذب، لكننا نعيش كذبة كبيرة".

ووجد الناشط الصهيوني تشابهًا بين طريقة تعامل حكومة الاحتلال مع العرب وتعامل حكومات الدول الأخرى التي تعاملت مع الأقليات اليهودية بعنصرية.

4

ديمقراطية المعيبة:

دافع بن جوريون عن الحكومة العسكرية، والتي اعتبرها قوة رادعة ضد العرب في إسرائيل. وشن هجوما في إحدى جلسات الحزب في يناير 1962 ضد من ينتقد أفعال الحكومة مثل شاريت وآران، وأكد أنهم لا يفهمون عقلية العرب، وحذر من العواقب المحتملة لارائهم وأسلوبهم.

وقال بن جوريون: "هناك أشخاص يعيشون في وهم أن إسرائيل مثل باقي الأمم، ويعتقدون أن العرب موالون لإسرائيل، وأن ما حصل في الجزائر لا يمكن أن يحدث هنا أبدا".

وأضاف: "نحن نراهم كـ"الحمير"، وهم لا يهتمون بالأمر، بالعكس يتقبلونه بحب".

وأكد بن جوريون، بحسب الصحيفة، أن من يريد انهاء الحكم العسكري في إسرائيل في تلك الفترة، سيكون السبب عن هلاكها، مُشيرا إلى أن العرب قد يكونوا مواطنين "صالحين" في هذه الفترة، إلا أنهم قد يصبحون خطرًا كبيرا على أمن وسلامة البلاد.

فيديو قد يعجبك: