كيف ربطت صحف عربية بين تحرك إسرائيل ضد "الجزيرة" وأزمة قطر
لندن (بي بي سي)
ربطت صحف عربية بين تحرك الحكومة الإسرائيلية لإغلاق مكاتب شبكة الجزيرة القطرية ومنع بثها، والأزمة بين قطر وعدد من الدول العربية.
وبينما اعتبرت صحف قطرية أن التحرك يأتي في إطار نوع من التقارب مع الدول المقاطعة لقطر، سعت صحف بهذه الدول إلى التقليل من شأن هذا التحرك.
واتهم وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرّا "الجزيرة" بـ"دعم الإرهاب"، وقال إنه وزارته ستطلب إلغاء تصاريح عمل صحفيي الشبكة ووقف بث قنواتها في إسرائيل واستخدامها للأقمار الصناعية أو خدمات الاشتراكات الأرضية.
وفي السابق، جاء إغلاق الشبكة الإعلامية نفسها ضمن قائمة مطالب قدمتها الدول المقاطعة لقطر - وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر - كشرط للتراجع عن الإجراءات المتخذة ضدها.
"اقتداء بدول الحصار"
وقالت "الراية" القطرية إن "إسرائيل تقتدي بدول الحصار ضد الجزيرة".
وتشير الصحيفة في افتتاحيتها إلى أنه "ليس هناك تبرير للموقف الإسرائيلي إلا أنه يجيء في إطار سياسة التطابق والتقارب مع دول الحصار والتنسيق معها في المؤامرة ضد قطر وشبكة الجزيرة وحرية الإعلام".
تضيف الصحيفة أن ذلك "يؤكد أن ما يحدث الآن ضد الجزيرة ليس مرتبطا فقط بحرية التعبير وحقوق الإنسان، بل بمشروع تسوية بالمنطقة تم الاتفاق عليه في كواليس المحادثات التي دارت ما بين دول الحصار وإسرائيل من أجل قيام منطقة شرق أوسط جديدة، وإن الجزيرة بجرأتها قد كشفت هذه المؤامرات".
وتعتبر "الشرق" القطرية أن ما قامت به إسرائيل هو "جزء من الحملة البائسة التي تقف وراءها دول الحصار بالتنسيق مع حكومة الاحتلال المتطرفة".
وتقول الصحيفة "هذه الحملة المنسقة بين إسرائيل ودول الحصار لن تثني شبكة الجزيرة عن الاستمرار في تغطيتها لكل الأحداث سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو في أي مكان بمهنية وموضوعية".
تحالف "إسرائيلي-سني"
وفي الصحيفة نفسها، تقول ريم الحرمي إنه يبدو أن هناك "تقارباً سنيا-إسرائيليا" قد بدأ في ضوء التصريحات والتحركات الرسمية الأخيرة.
ويرى عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" اللندنية أن "هذا القرار يعني أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، قرّر الوقوف في خَندق الدّول المُقاطعة لدولة قطر، والانضمام رسميًّا إلى الحِلف السنّي الجديد الذي تقوده المملكة العربية السعودية".
ويضيف الكاتب "عندما يقول الوزير قرا إن اسرائيل ستحذو حذو السعودية ومصر والإمارات والبحرين، التي أغلقت مكاتب القناة وأوقفت عملها هناك، فإنه يُوجّه إلى هذه الدول الأربع ضربة قويّة وصاعقة في وقت تُبذل فيه جُهودا كبيرة، لإقناع الشارع العربي بصحّة موقفها، بهدف تحشيده إلى صفّها ضد دولة قطر وقناة الجزيرة، تحت ذريعة دعمها للإرهاب".
وتقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها إن "دول حصار قطر تلقت دعماً متوقعا من إسرائيل".
وتذهب الصحيفة إلي أن السعي لإغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل "دليل على وصول الدول العربية التي تقبل التحالف مع إسرائيل ضد بلد عربيّ آخر إلى حال من اختلال البوصلة العربية والإسلامية وانحطاط السياسة والأهداف".
مزاعم الديمقراطية
ومن زاوية أخرى، تقول "الراية" القطرية إن "الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل ضد مكاتب شبكة الجزيرة تؤكد من جديد أن إسرائيل التي تدعي بأنها دولة ديمقراطية في المنطقة شريك فاعل مع الدول القمعية في الشرق الأوسط في محاربتها للحريات وأدوات الرأي العام المشروعة".
وفي السياق نفسه، ترى "الوطن" القطرية أن الإجراءات الإسرائيلية تكشف "زيف وكذب" ما تقوله إسرائيل بشأن كونها دولة ديمقراطية.
فيديو قد يعجبك: