مجلة أمريكية تحذر من احتكار روسيا والصين لإنشاء المفاعلات النووية العربية
كتب - عبدالعظيم قنديل:
أشارت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إلى أن الولايات المتحدة تواجه العديد من التهديدات عبر ظهور مقدمات لسباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، لاسيما مع تصاعد نفوذ روسيا على حساب الولايات المتحدة الأمريكية في العديد من قضايا المنطقة العربية، إضافة إلى هيمنة كل من موسكو وبكين لإقامة محطات نووية مخصصة للأغراض السلمية في العديد من البلدان العربية.
وأوضحت المجلة الأمريكية أن موسكو تسعى بشتى السبل إلى تقويض دور الولايات المتحدة في الدول الإقليمية الكبرى مثل مصر وإيران، لافتة إلى أن روسيا تسعى، منذ قرون طويلة، للسيطرة على العديد من النقاط الحيوية التي تتحكم في تدفق التجارة البحرية العالمية مثل المضايق التركية في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد التقرير أن واشنطن تعاملت بسلبية مفرطة مع التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية، حيث بذلت روسيا جهود مضنية لتأمين قواعدها في طرطوس واللاذقية، مشيرًا إلى أن هاتين القاعدتين ستكونان بمثابة ركائز لبسط استراتيجيتها في ربط سوريا والعراق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة مع الدعم السخي الذي يقدمه الكرملين من أسلحة متطورة إلى نظام خامنئي، وبالتالي فإن ذلك يعطيها تأثير قوي على السياسة الإيرانية.
ووفقًا للتقرير، تفتقر الولايات المتحدة إلى استراتيجية واضحة لتعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الشرق الأوسط منذ التوقيع على الاتفاق النووي مع طهران عام 2015، حيث تعتقد العديد من القوى الإقليمية أن ذلك تمهيد للاعتراف بإيران كدولة نووية، في الوقت نفسه، تحتاج معظم دول الشرق الأوسط إلى الاستفادة من توليد الطاقة النووية في توليد الطاقة الكهربائية، بيد أن كل من روسيا والصين تتسارعان لتسويق المفاعلات النووية الخاصة بهما، ولكن ذلك من شأنه أن يقوض قدرة واشنطن على مراقبة معايير ضمان عدم الانتشار النووي والسلامة والأمن التي ستجريها الدول المعنية مع كل من موسكو وبكين.
كما أضافت المجلة الأمريكية أن سجل الأمن النووي للولايات المتحدة الأمريكية يجعلها القوى الوحيدة في الرقابة على حظر الانتشار النووي بجميع أنحاء العالم، محذرة من احتكار كل من روسيا والصين لبناء المفاعلات النووية في العديد من البلاد التي تربطها علاقات متميزة مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن موسكو لديها فرصة لزيادة تعزيز نفوذها والسيطرة على البلدان التي تملك أكثر من 50 % من احتياطي النفط العالمي والممرات الملاحية الاستراتيجية التي يمر بها النفط.
وبحسب التقرير، هناك حاجة إلى اتفاقيات تعاون نووي ثنائية بين أمريكا وحلفائها بالشرق الأوسط من أجل قيام الشركات الأمريكية ببناء وتشغيل محطات نووية فى الخارج وتمكين وكالات وشركات الحكومة الأمريكية من تطوير علاقات أعمق للارتقاء بالمعايير العالية والحلول التقنية المثلى والقواعد لمنع انتشار الأسلحة النووية.
وألمح التقرير إلى أن الولايات المتحدة تركت مستقبل الطاقة النووية في الشرق الأوسط إلى روسيا والصين، ذلك يأتي بالتزامن مع صعود قيادة عربية شابة ملتزمة التزامًا جدياً بتحديث بلدانها، لافتًا إلى أن واشنطن فقدت قدرتها في متابعة البرنامج السرية للأسلحة النووية، كما قال التقرير: "إن مشاركة الولايات المتحدة لحلفائها في الشرق الأوسط التي تسعى إلى الحصول على الطاقة النووية هو الخيار الأفضل لمنع وقوع هذه البلاد في فخ تحويل قوتها النووية السلمية إلى أسلحة نووية".
وفي هذا الصدد، يجب على الشركات الأمريكية والأوروبية والكورية واليابانية أن تتفاعل مع احتياجات دول المنطقة في توفير طاقة نووية متطورة مع الحفاظ على الالتزام الصارم بالمعايير الفعالة لعدم انتشار الأسلحة النووية، خاصة وأن العديد من الحكومات العربية تقف على عتبة إطلاق استراتيجية جديدة، والتي تهدف إلى تحويل بلدانها إلى دول حديثة وصناعية، ولذا فإن تطلعات القيادة العربية الشابة تستحق الدعم الكامل من الغرب والولايات المتحدة، وذلك حسبما أوردت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: