سياسي إماراتي: قطر ستصبح دولة منبوذة والأيام الصعبة تنتظرها
كتبت- رنا أسامة:
أكد المُحلّل السياسي الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، أن اجتماع وزراء الخارجية العرب لبحث الرد القطري على مطالب الدول الأربع جاء بأكبر قدر من المسؤولية، وأن الرسالة واضحة للجميع؛ أنه "إذا كان الرد سلبيًا فإننا لا نود التصعيد، وهذه حقيقة تُحتسب للرباعية الجديدة".
وأضاف عبدالخالق، في حديث إلى صحيفة "الحياة" اللندنية، أن المُحصّلة من الاجتماع هي "أن مقاطعة قطر مستمرة، وأن المقاطعة ربما لن تغير قطر والحكومة والسياسة، لكنها ستجعل من قطر دولة منبوذة من أقرب الناس إليها، وعليها من الآن فصاعدًا أن تعيش واقعًا هذه الحال، والتفكير فيما إذا كانت تستطيع أن تكون دولة منبوذة مثل إيران".
وأوضح أن اجتماع القاهرة، الذي ضم وزراء خارجية دول المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين، كان واقعيًا ومنسجمًا مع فكرة أن هذه الدول لا تسعى إلى معاقبة قطر أكثر من أن تحدث تغييرًا في سياسة قطر، وأن العقوبات مستمرة تدريجيًا".
واجتمع وزراء خارجية الدول الأربع في القاهرة، الأربعاء، لدراسة الرد القطري على مطالبها الـ13 عقب انتهاء المهلة الممنوحة للدوحة. وتتضمن المطالب"إغلاق قناة الجزيرة، والقاعدة التركية في الدوحة، وتقليص علاقات الدوحة مع إيران، إضافة إلى إنهاء دعم الدوحة لجماعة الإخوان المسلمين".
وانتقدت الدول الأربع قطر بشدة واتهمتها بـ"التهاون وعدم الجدية" في التعاطي مع أزمة قطع العلاقات معها المستمرة منذ شهر. وقالت إن الرد القطري على مطالبها جاء "سلبيا"، و"يعكس عدم استيعاب لحجم وخطورة الموقف". وفقًا لبيان ألقاه وزير الخارجية سامح شكري في أعقاب الاجتماع.
وجاء ذلك بعد أن تفاقمت الازمة الخليجية مع قطر إلى الحدّ الذي دفع عدة دول عربية وإسلامية إلى قطع علاقاتها مع قطر، في الخامس من يونيو الماضي، على خلفية اتهامات للأخيرة بدعم وتمويل الإرهاب. وهو ما تواصل الدوحة نفيه.
وعن حديثه مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل، الخميس، في شأن عدم وجود تدخل عسكري في الأزمة السياسية مع قطر، قال السياسي الإماراتي: "كل إنسان خليجي لا يتمنى أن يكون هذا الطرح موجودًا أصلًا في خيارات التعامل مع قطر، والحل العسكري نحن في دول المجلس لا نميل إليه، وليس في التعامل مع بعضنا البعض باستثناء الحال في اليمن".
وأشار عبدالخالق إلى أن توجيه قطر آلاتها الإعلامية في كل مكان للهجوم على السعودية والإمارات "لن يُفيدها"، وأضاف: "نحن لا نستغرب الهجمة الإعلامية ضد الدول الخليجية، ولم تؤثر فينا منذ ٢٠ عاما، ولن تؤثر مهما زادت الجرعة، فهي لم تنفع قطر في السابق ولن تفعها في المستقبل".
ولفت إلى أن صفة الإرهاب أصبحت تلاحق قطر في كل مكان نتيجة، دعمها وتمويلها له ونشرها التطرف، وتابع: "كم ستتحمل الدولة هذه الصفة، ولذلك فأيام الدوحة المقبلة صعبة للغاية".
وتطرّق عبدالخالق إلى الرهانات القطرية الخاسرة في التعامل مع ملفات المنطقة، قائلًا: "قطر خسرت كثيرا، فهي راهنت على الربيع العربي، ثم على الإخوان المسلمين، ثم على إدارة باراك أوباما وتفهمه صعود الإسلام السياسي في الحكم، وكذلك التعامل مع إيران، وجميع الرهانات هذه كانت خاطئة، والآن هي تراهن على أنها ستصمد في ظل وجود الإدارة الأميركية الجديدة وترى أنها لا يعول عليها، وأنها تستمر أربع سنوات وتغادر، فهذه رؤية خاطئة".
وحول تصريح وزير الخارجية القطري بأن بلاده تتعامل مع "جبهة النصرة" كوسيط ولا تؤيدها، قال: "من دون شك قطر ترعى وتمول جبهة النصرة، ولا يوجد دليل أكبر فضحاً من استضافة قناة الجزيرة للجولاني زعيم الجبهة، الذي لمعته الجزيرة وعرفت به، ونشرت له، وتقديم الدعم المالي والعسكري له من طريق تركيا، وكلنا تعرف أن جبهة النصرة أعلنت ولاءها للقاعدة، والآن قطر تريد أن تتبرأ من كل هذا".
وراهن عبدالخالق على قوة مجلس التعاون الخليجي في حل خلافاته وتجاوزاتها مهما طالت مدة الخلاف، وقال: "قطر جزء من الخليج ومن مجلس التعاون، وأية محاولة لبتر قطر خطأ استراتيجي، لأن قطر ليست الحكومة ولا النظام ولا السياسة، وإنما هم الشعب والإخوة لنا.. وفي النهاية مرت علينا خلافات كثيرة طوال الـ٣٧ عاما، وتمكن البيت الخليجي أن يتجاوزها ويزداد قوة دوماً، وأنا على يقين بأن هذا الخلاف، مهما طال، سيبقى لحظة حزينة وينتهي".
فيديو قد يعجبك: