صحيفة كويتية تكشف تفاصيل خطة أمريكية لحل الأزمة مع قطر
كتبت- رنا أسامة:
كشفت صحيفة "الراي" الكويتية، في تقريرها المنشور اليوم الإثنين، عناوين خريطة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون للمُصالحة الخليجية، التي تحدّث عنها نظيره الفرنسي جان لودريان، خلال زيارة إلى الكويت أمس، في إطار جولته الخليجية لدعم جهود الوساطة الكويتية لحل الأزمة.
وقالت الصحيفة، عبر موقعها الإلكتروني، إنه كان من اللافت في تصريحات الوزير الفرنسي إشارته إلى "تقديم نظيره الأمريكي تيلرسون اقتراحات لخريطة طريق وأسسًا للاتفاق تبدو مناسبة".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي خليجي رفيع المستوى، إن عناوين خريطة الطريق التي وضعها تيلرسون وتحدّث عنها لودريان، "ما زالت عبارة عن عناوين تحتاج إلى آليات تفصيلية".
وأوضح الدبلوماسي، الذي لم تُسمّه الصحيفة، أن اقتراحات تيلرسون ترتكز بشكل أساسي على الآتي:
- وقف الحملات الإعلامية بين الدول المقاطعة وقطر.
- التحضير لمفاوضات مباشرة أساسها العودة إلى اتفاق 2014 في الرياض.
- الاتفاق على بنود جديدة بين الدول المتخاصمة تؤكد ضرورة حفظ مواثيق التعاون والنأي بها عن التسريب وإبعادها عن التجاذبات السياسية.
- تعزيز العمل الجماعي لمكافحة الإرهاب وفق أسس وتعهدات واضحة في ظل توافق خليجي- دولي على آلية للمراقبة وضمان وقف دعم الإرهاب ماليًا وتسليحيًا وفكريًا وإعلاميًا.
- تأكيد التزام كل دول مجلس التعاون الخليجي بميثاقه وقرارات قممه الداعية إلى توحيد المواقف من القضايا الإقليمية وعدم السماح بالتدخلات الخارجية ما يقتضي العودة إلى التعاون في ملفات صارت مصدر تجاذب (مثل ليبيا ومصر وايران وغيرها).
ورأى الدبلوماسي الخليجي، بحسب "الراي"، أن العودة إلى التفاوض المباشر توازيًا مع اجراءات بناء الثقة "هي الاختراق الأول الذي يسعى إليه تيلرسون، بناء على القواعد المذكورة سابقًا كي لا ينهار كل شيء".
وأقرّ الدبلوماسي الخليجي بصعوبات تواجه خريطة الطريق، من بينها تشدّد الدول الأربع خلال لقائها تيلرسون، وتحدّثها عن تاريخ من التجارب واهتزاز الثقة، فضلًا عن أن المسؤولين القطريين أبدوا استياءهم من تسريب اتفاق 2014 واعتبروا أن ذلك يفقده المعنى القانوني المُلزِم للعودة إليه".
وأضاف أن قادة الخليج يعلمون قبل غيرهم أن التسويات -ولو كانت صعبة- - أفضل لمستقبل العلاقات بين الشعوب، وان الخلاف -ولو كان سهلاً- أسوأ لمستقبل هذه العلاقات ويفتح الباب لتدخلات خارجية قد يصعب غلقه لاحقًا، الأمر الذي يُشكّل هاجسًا أساسيًا لدولة الكويت التي بادرت الى التحرك لتحصين البيت الخليجي، بحسب قوله.
وغادر تيلرسون قطر، الخميس، إلى الولايات المتحدة، مختتما جولة مكوكية في دول الخليج، دون الإعلان عن أي تقدم في أزمة قطر مع المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
وعلى مدار 4 أيام، سافر تيلرسون ذهابا وإيابًا بين الكويت وقطر والسعودية في محاولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة الجارية. ولم يُدلِ الوزير الأمريكي بأي تصريحات بعد اجتماعه في جدة، الأربعاء، مع وزراء خارجية الدول الأربعة، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن".
ولم يرد تيلرسون، قبل مغادرة الدوحة، على أسئلة الصحفيين حول إمكانية حل الأزمة أو أي اجتماعات مستقبلية.
ومع انتهاء جولة تيلرسون، بدأ لودريان جولته الخليجية، السبت، بزيارة إلى الدوحة تلتها زيارة إلى جدة، حيث أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير.
وبعد محادثاته في الدوحة مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال لودريان إن "فرنسا تسعى لأن تلعب دوراً مسهلاً للوساطة" التي تقودها الكويت.
وفي ختام جولته الخليجية، زار لورديان، مساء الأحد، أبوظبي، حيث أجرى محادثات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تركزت على الأزمة وسبل حلها بالطرق الدبلوماسية.
وكانت عدة دول عربية وإسلامية، على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت علاقاتها الدبلوماسية وروابطها التجارية مع قطر، في الخامس من يونيو الفائت، على خلفية اتهامات للدوحة بدعم وتمويل المنظمات الإرهابية. فيما تواصل الأخيرة على نفي تلك الاتهامات بشدة.
فيديو قد يعجبك: