وكالة: حظر السفر لأمريكا يقضي على أحلام عشرات السودانيين في مصر
كتبت- هدى الشيمي:
قالت وكالة الأسوشيتيد برس إن العشرات من الناشطين السودانيين الذين يعيشون في مصر كلاجئين، الذين فروا من المليشيات الإسلامية الأصولية، كادوا أن يحصلوا على الموافقة على طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنهم الآن لا يستطيعون الذهاب إلى هناك بعد إعادة المحكمة العليا قرار حظر السفر بشكل جزئي على ست دول ذات أغلبية مسلمة، من بينها السودان.
وأعلن البيت الأبيض الأمريكي عن شروط جديدة يجب ان يستوفيها مواطنو ست دول ذات غالبية مسلمة واللاجئون، منها وجوب ان تكون لديهم علاقات أسرية او تجارية "قوية" في الولايات المتحدة، وذلك من أجل ان يحصلوا على تأشيرات دخول الى البلاد.
وستدخل التعليمات الجديدة التي ستسري على مواطني ايران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن حيز التنفيذ يوم الخميس الـ 29 من يونيو.
وأصبح بإمكان الإدارة الأمريكية إصدار هذه الشروط الجديدة عقب إصدار المحكمة العليا قرارها بوجوب العمل جزئيا بالحظر الذي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعلنه عقب تسلمه منصبه بوقت قصير.
وكانت عدة محاكم أمريكية دنيا قد ابطلت العمل بقرار ترامب.
وقالت أسوشيتد برس في تقرير نشرته الأربعاء إن أغلب الناشطين السودانيين لا يشعرون بالأمان في مصر، كما أنهم يتعرضون للعنف والتهديد.
ومن بين هؤلاء الناشطين، طيب إبراهيم، الذي كان يعمل على كشف انتهاكات الحكومة السودانية، والذي أصيب بالعمى الجزئي نتيجة لتعرضه لهجوم نفذه عملاء الحكومة السودانية، وتمكن بأعجوبة من الهروب من مختطفين في مصر حاولوا إعادته إلى السودان.
يشعر إبراهيم بالإحباط الشديد، إذا حصل على موافقة للسفر إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، وكان يأمل أن ينتقل برفقة أسرته للعيش في ولاية أيوا بالولايات المتحدة، ولكنه عوضا عن ذلك سيبقى عالقا في مصر، وسط الكثير من المخاوف والقلق، على ما تقول أسوشيتد برس.
ولفتت الوكالة الأمريكية إلى أن السودانيين الذين يعيشون في مصر، دائما ما يشكون من الاضطهاد والعنف، كما أشار الناشطون الحقوقيون السودانيون إلى أنهم يتعرضون إلى سوء المعاملة وتقوم قوات الأمن السودانية والمصرية بالكثير من الانتهاكات في حقوقهم.
وتملك الجمعيات الحقوقية وثائق تؤكد أن عناصر الشرطة السرية تستهدف الناشطين السودانيين، وتتعامل معهم بعنف، وأحيانا يصل الأمر إلى الإيذاء الجسدي والاغتصاب. إلا أن الحكومة المصرية نفت تورطها في تلك الأفعال أو ارتكابها لانتهاكات.
بحسب الوكالة، فهناك 36 ألف لاجئ سوداني في مصر، أغلبهم من مواطني دارفور الذين فروا مليشيات الجنجويد الإسلامية التي ترعاها الحكومة.
وقالت ناشطة سودانية في حقوق المرأة، 33 عاما، إن الأمر في السودان يبدو وكأنهم لديهم تنظيم داعش خاص بهم، ولكن ترعاه الحكومة.
تعيش الناشطة الحقوقية في مصر منذ عام 2012، وأشارت إلى أنها تعرضت للاعتداءات والانتهاكات خلال وجودها في السودان.
يُذكر، أن الصراع بدأ في دارفور منذ عام 2003، عندما تمرد الأفارقة على الحكومة السودانية العربية، واتهموها بالتمييز والإهمال.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن الصراع في السودان تسبب في مقتل 300 ألف شخص، ونزوح 2.7 مليون آخرين.
ويرى الناشطون السودانيون أن منعهم من السفر إلى الولايات المتحدة ظلم واضح، لأنهم ضحايا حكومة عمر البشير، التي تسببت في وصول الأوضاع إلى ما عليه الآن في السودان.
فيديو قد يعجبك: