صحيفة بريطانية: الغارة الأمريكية على سوريا عودة للمهام "الغامضة" في الشرق الأوسط
كتبت – منه الشاذلي:
ترى صحيفة الجارديان البريطانية أن دونالد ترامب اتبع نهج "رونالد ريجان" –الرئيس الأربعين للولايات المتحدة- عام 1982، و"جورج بوش" -رئيس الولايات المتحدة الثالث والاربعون- عام 2001، في تدخلهم الانفرادي المنحرف في الشرق الأوسط، بعدما فعله مساء أمس.
وقالت الصحيفة -على موقعها الإلكتروني- إن الغارة الأمريكية التي شنها ترامب على قواعد سوريا الجوية قلبت نظام الأسد ونصيرته روسيا رأسًا على عقب، واعتبرت أن رد فعله ذاك بمثابة عودة لزحف الأمم المتحدة في الشرق الأوسط من جديد.
وأفادت أن ترامب تأثر بشدة لما ألحقه الأسد بتلك الأرواح البريئة، وأما بشأن دور روسيا فإن وزارة الخارجية الأمريكية ترى أنها إما متواطئة مع الأسد أو أنها غير كفؤ.
وأشارت إلى أن أي متابع للحرب الشنيعة في سوريا، يعترف أن الجيش السوري يستحق أكثر من مجرد التوبيخ اللفظي، لاستمراريته في استخدام الاسلحة الكيميائية، لأن ذلك بمثابة تحدٍ لقوانين الحرب في سبيل التخلص من المواطنين السوريين.
وذكرت الصحيفة أن روسيا لن تكبح الأسد، لأنها صرحت بحق اعتراضها على أي رد فعل صادر ضده من الأمم المتحدة، وترى أن العالم يجب عليه الاعتراف أحيانا بعدم قدرته على تكوين رد بناء وفعال.
واعتبرت الجارديان أن اتباع العواطف في نهج السياسة الخارجية –حتى لو كان مبررا- يعتبر أسوا شيء على الإطلاق، ولا يوجد أفضل من الشرق الأوسط كمثال على ذلك.
وقالت إن ما يفعله ترامب الآن في سوريا مطابق تمامًا لرد فعل "ريجان" عام 1982، في مذبحة مخيمات صبرا وشتيلا في لبنان المجاورة.
ولفتت إلى أن ترامب أخفى نيته الحقيقية وراء قراره بطريقته ، فهو لم يدعي حق أمريكا في إدارة العقاب العالمي، ولكنه زعم أن أمريكا تهتم لمصلحة الأمن القومي وتعارض استخدام الاسلحة الكيميائية وإبادة الإرهاب، ووصفت السبب الأول بأنه "بلا جدوى" أما الثاني "عقيم ومنافق".
وسلطت الصحيفة الضوء على آثار الدمار والقتل والضحايا المشوهين التي مازالت موجودة بسبب التفجيرات أطلقها الغرب من قبل، فالعديد من صواريخهم دمرت ارواحا بريئة كما فعل بشار، ورغم ذلك مازالت تعبر العديد من الدول عن حزنهم وتأثرهم الشديد بشأن الهجوم الكيميائي.
وذكرت أن الطريقة الوحيدة التي يمكن للحرب السورية ان تنتهي إليها هي أن تعترف المعارضة السورية بالهزيمة، والدفع بتنظيم داعش خارج البلاد.
وقالت الجارديان إن المحاولات الأمريكية الإنجليزية السابقة لدعم المعارضة السورية كانت هزلية بشكل كبير، وأن الغرب لا يأبه بالحرب السورية على الإطلاق، فهم لا يفعلون شيئا إلا المماطلة.
وأشارت إلى أن العالم مكلف انسانيًا بمساعدة ضحايا الحرب، وأن الخسائر تقدر بحوالي 3 مليون ضحية منذ بدأت الحرب السورية، ينتشرون في المنطقة وداخل أوروبا، وترى أنه من الأولى أن يوقفوا معاناتهم ولا يزيدوا منها، وترى أن المزيد من التفجيرات الأمريكية في سوريا لن تجدي نفعًا.
فيديو قد يعجبك: