لماذا أصبحت روسيا العدو الأول للجماعات الإرهابية؟
كتب - ممدوح عطا:
قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن الوقت ما يزال مبكرا للكشف عن هوية المسؤول عن تفجير سانت بطرسبرج في روسيا، إلا أنه لن يكون غريبا إذا كان الإرهابيون الدوليون هم منفذيه.
وأشارت المجلة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن روسيا حلت محل الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت العدو الأول لتنظيم القاعدة وداعش، وغيرها من الجماعات الجهادية المتطرفة.
وأرجعت مجلة "بوليتيكو" هذا التحول للتحركات الروسية الأخيرة فى الشرق الأوسط، ويشمل تدخلها المتصاعد فى سوريا واتجاهها نحو التدخل فى ليبيا، ما أثار غضب المسلحين السنة فى جميع أنحاء العالم، وهو ما سوف يضع روسيا باعتبارها الهدف الأول للجهاديين.
ولفتت المجلة إلى أنه في حال ما انهارت خلافة داعش في سوريا، وحاول المقاتلون الروس الرجوع إلى بلادهم والذي يقدر عددهم بنحو 2400 مقاتل منهم عدد من المقاتلين الروس ووضعوا أعينهم على الكرملين ، فإن الوضع قد يزداد سوءا في موسكو.
وأشارت المجلة إلى أن الجماعات الإرهابية تحدثت علانية عن تحويل دفتها تجاه روسيا، وفي فيديو نشرته داعش على شبكة الانترنت، بعنوان "قريبا جدا ستُراق الدماء أنهارًا"، هدد مقاتلو داعش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتدخلهم في سوريا، وتحالفهم مع الرئيس الروسي بشار الأسد، وإيران وحزب الله.
ولفتت مجلة "بوليتيكو" إلى إتفاق أربعون جماعة متمردة على رفض التدخل الروسي في سوريا، مصرحين بأن "أى قوة احتلال لبلادنا الحبيبة هي هدف مشروع لنا".
وتعد روسيا القوة الرئيسية الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، والذي تورطت بلاده في حرب دامية بدأت عامها السابع منذ ايام.
ووفقا للمجلة، فإن التعاون بين روسيا والقوى الشيعية كان له ثمن، فقد أعرب داعش عن رغبته في وقدرته على استهداف مواقع روسية، وأعلنت مسؤوليتها عن سقوط الطائرة "متروجيت 9268" في شرم الشيخ في أكتوبر 2015.
ولفتت "بوليتيكو" إلى أن روسيا تقاتل الجماعات الانفصالية في الاتحاد الفيدرالي الروسي من سنوات، إلا أن حالة العنف السياسي تغيرت بطرق هامة على مدى العقدين الماضيين، وتغيرت الايديولوجية الأولية الموجهة للمسلحين من القومية العلمانية إلى الإسلامية . ويعنى هذا التحول أن المسلحين أقل رغبة في النظر إلى تسوية سياسية تفاوضية أكثر من أى وقت مضى فى تاريخ الصراع.
كما لفتت المجلة أن روسيا ليست غريبة على العنف الإرهابي، فقد نفذ الإرهابيون عدة هجمات فيها خلال الفترة الماضية، منها واقعة رهائن مسرح موسكو فى 2002، وحصار مدرسة بلسان في 2004، وتفجيرات مترو موسكو في 2010، والهجوم الانتحاري في مطار دوموديدوفو فى 2011، على سبيل المثال وليس الحصر.
واختتمت المجلة الأمريكية قولها بالإشارة إلى أن روسيا لاعب فعّال في السياسة الخارجية العالمية، إلا أنه زيادة تدخلها في الشرق الأوسط يعني وقوعها في المزيد من الصراعات والمشاكل، وهذا ما قد يتسبب في حدوث كارثة حقيقية في الداخل.
فيديو قد يعجبك: