لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيروزاليم بوست: السيسي محاصر بصراعات متعارضة.. موسكو أم واشنطن؟

08:14 م السبت 15 أبريل 2017

عبد الفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد الصباغ:

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، السبت، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاستقبال الدافئ الذي تلقاه من إدارة ترامب، يفتح المجال أمام عصر جديد من العلاقات بين القاهرة وواشنطن بعد سنوات من العداء خلال إدارة أوباما. 

وأضافت الصحيفة العبرية أن أمريكا وعدت بمساعدة مصر في حاجة ضرورية إليها، في القتال ضد الإرهاب والعمل على استقرار الوضع الاقتصادي. لكن الأمر لن يكون سهلا، وفقًا للصحيفة، فالهجومن الإرهابيان اللذان استهدفا كنيستين في قلب مصر يوم أحد السعف، أظهرا مدى النقص الذي تعاني منه الجهات الأمنية فيما يتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية وحماية الأماكن المستهدفة.

المشكلة هي أنه وبعد رفض أوباما المساعدة، توجه السيسي إلى روسيا –الحليف السابق لمصر- وطلب المساعدة العسكرية والمدنية، وكانت موسكو سعيدة بتقديمها. شملت المساعدات الروسية أسلحة متطورة وتدريبات عسكرية مشتركة بجانب تمويل المشروع النووي. توقعت مصر أنها ستستخدم هذا الدعم الروسي في إعادة بناء دورها في المنطقة. وبالتالي دعم السيسي موقف بوتين بخصوص سوريا- بترك الأسد في السلطة- وصوت لصالح مشروع روسي بشأن سوريا بمجلس الأمن، ليتعارض مع السعودية ودول عربية وغربية أخرى.

وتابعت الصحيفة أن مصر ليست عضوًا نشطًا في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد تنظيم داعش، وأيضًا ليست ضمن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن ضد المتمردين. وتسبب ذلك في شقاق كبير مع الرياض، الداعم الأكبر للقاهرة في المنطقة، والتي ساعدت اقتصاد القاهرة بأكثر من 20 مليار دولار عبر منح وقروض طويلة الأمد. وساعد السيسي روسيا أيضًا في تعميق النفوذ الروسي في ليبيا وتطوير علاقاتها مع قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، الذي يتعاون مع مصر في الدفاع عن حدودها المشتركة ضد مسلحي التنظيمات الإرهابية ولمنع تهريب الأسلحة.

وتسائلت "جيروزاليم بوست" عما إذا كان الرئيس المصري قادرًا على إصلاح وتعميق العلاقات الأمريكية مع عدم التخلي عن المساعدات الروسية الضرورية؟ فمصر تتلقى إلى الآن 1.3 مليار دولار كمساعدات أمريكية عسكرية، كما تحتاج بشدة إلى الاستثمارات الضخمة لتطوير اقتصادها. فهل سيتفهم الرئيس ترامب ويعطي مصر هذه المطالب دون اشتراط إنهاء الارتباط مع روسيا؟ وكانت هناك محاولات لتسوية الخلافات بين القاهرة والرياض خلال القمة العربية في مارس الماضي. ووجه الرئيس السيسي دعوة لملك السعودية، وهناك علامات مشجعة: فاستأنفت السعودية إرسال المواد النفطية إلى مصر والتي تم تعليقها بسبب الأزمة بين البلدين.

لكن تتبقى بعض القضايا الخطيرة، مثل العلاقة الجديدة والمقربة بين الرياض وأنقرة، في الوقت الذي تشوب العلاقة بين مصر وتركيا توترات كبيرة بسبب دعم الأخيرة للإخوان المسلمين، الجماعة التي تعد العدو الأول للرئيس السيسي. تقوم السعودية وتركيا حاليا بتدريبات عسكرية مشتركة، تراها مصر بالتأكيد عمل غير مرحب به.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى بناء الرياض لعلاقات قوية مع إثيوبيا، الدولة المتورطة في صراع مع القاهرة بسبب سد النهضة الذي سيؤثر على مصر بشكل كارثي، التي تعتمد في 90% من مواردها المائية على نهر النيل.

ووسط مصارعته لهذه القضايا الثقيلة، يسعى الرئيس السيسي إلى الوصول لاستراتيجية لهزيمة التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، الذين يرتكبون هجمات قاتلة في قلب مصر، كما حدث في أحد السعف. فيعتمد الجيش المصري على أساليب بالية من العصر السوفيتي، وفقًا لجيروزاليم بوست، حيث يبدأ بنشر قوات كبيرة وأسلحة ثقيلة لا تناسب طريقة حرب الشوارع التي تخوضها المجموعات الإرهابية الصغيرة المحتمية بالمناطق الجبلية والصحراوية. وتسببت هجمات هذه المجموعات التي تمثل بعضها في خطف وقتل الأقباط، في رحيل كبير للسكان من شمال سيناء.

ولفتت الصحيفة إلى أنه مطلوب أسلوب جديد في التعامل، لكن هل سيسمح الرئيس السيسي بكبار جنرالات الجيش الأمريكي بتدريب وإعادة تنظيم الجيش المصري المحافظ والتقليدي؟ وكيف ستتصرف روسيا؟ وربما الأكثر أهمية حاليًا هو، هل سيعطي الشعب المصري العنيد الفرصة للرئيس في تنفي خياراته، مع معاناتهم من الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة؟ وكان الوعد الأول للرئيس السيسي بعد انتخابه هو إعادة النمو الاقتصادي، والذي شهد تراجعا كبيرا خلال سنوات الاضطراب بعد الإطاحة بحسني مبارك.

وتابعت الصحيفة العبرية أن السيسي تعهد بأن تظهر نتائج عمله خلال عامين أو ثلاثة وبدأ العمل على الفور، فبدأ بمشروعات لافتة مثل مضاعفة سعة قناة السويس، لرفع أعداد السفن التي تعبر الممر الحيوي، بجانب بناء عاصمة ثانية شرق القاهرة، وضمن لشركات نفط كبرى امتيازات للتنقيب عن البترول، بجانب أيضًا بناء طرق جديدة تمتد لآلاف الأميال.

مع توقف المساعدات السعودية، وفقًا للصحيفة، اتجه السيسي إلى صندوق النقد الدولي، وبالفعل حصل على قرار بقرض قيمته 12 مليار دولار. وذلك بفائدة قليلة، ومرتبط أيضًا بإجراءات مثل إلغاء دعم الوقود والغذاء، وفرض ضريبة القيمة المضافة وتعويم العملة. ونتيجة لذلك، ارتفعت الأسعار بصورة حادة وملأ الضجر الشوارع.

لكن لسوء الحظ، تواجه جهود السيسي مشاكل في الموقف الأمني. فتنظيم داعش مازال متواجدا في شبه جزيرة سيناء بفضل الأسلحة المهربة عبر الحدود مع ليبيا. ونفذ أعضائه هجمات كبيرة واستطاعوا تدمير الطائرة الروسية فوق سماء شرم الشيخ. وتراجعت عائدات السياحة من 12 مليار دولار في عام 2010 إلى أقل من 5 مليار.

واختتمت الصحيفة بأن الرئيس السيسي دخل أيضًا في مواجهة قاسية من مؤسسة الأزهر. فهل يستطيع السيسي المحاصر أن يجد التوازن في صراعاته المتعارضة، وفي أي توقيت سيحدث الصدام الروسي الأمريكي؟ وأضافت "تعليقاته الحذره بعد الضربة الجوية الأمريكية على مطار الشعيرات السوري تظهر مدى صعوبة موقفه. هل يمكنه نزع التعاون مع أمريكا الذي يحتاجه للمضي قدما وإعادة الأم، في الوقت الذي يوفر فيه لشعبه حياة أفضل يتوقعونها؟ يبدو أن بقاء نظامه وربما الدولة بأكملها على المحك".

فيديو قد يعجبك: