بلومبرج: ميركل بحاجة إلى دعم السيسي
كتبت- رنا أسامة:
استعانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالرئيس عبد الفتاح السيسي لمساعدتها في مواجهة عمليات الهجرة إلى أوروبا، واعدة إيّاه بتقديم مساعدات إضافية لأكثر دول العالم العربي من حيث السكان "مصر"، بحسب وكالة بلومبرج الأمريكية.
عقب اجتماع دار مع الرئيس السيسي في القاهرة، قالت ميركل إن مصر "في مرحلة اقتصادية حاسمة للغاية"، وتعهّدت بتقديم مساعدات مالية بقيمة 500 مليون يورو (بما يعادل 526 مليون دولار) خلال عام 2018، بالتنسيق مع صندوق النقد الدولي.
وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن ميركل، التي تسعى لإعادة انتخابها خريف العام الجاري، في حاجة إلى الدعم المصري على المستويين السياسي والاقتصادي، للدفع بالمهاجرين اللاجئين بعيدًا عن أوروبا.
وأشارت بلومبرج إلى أن أكثر من مليون لاجئ نزحوا إلى أوروبا على مدى العاميين الماضيين، قدم معظمهم إلى ألمانيا، حيث واجهوا ردود فِعل عنيفة أثّرت على مكانة المستشارة الألمانية على الصعيد الإقليمي.
"الازدهار شرط أساسي لتحقيق الاستقرار في مصر"، هكذا تحدّثت ميركل إلى وسائل الإعلام الخميس الماضي بعد انتهاء المحادثات في العاصمة، وأضافت: "نحتاج للقيام بكل شيء لمنع الخاطفين ومروّجي المخدرات من فتح طريق آخر إلى أوروبا."
وأشارت بلومبرج إلى أن المساعدات الدولية تُمثّل شريان الحياة الذي يحافظ على الاستقرار في مصر، لافتة إلى تأمين الرئيس السيسي قرضًا بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، برفع أسعار الوقود والتخلّي عن ضوابط صرف العملة.
"خوف كبير"
قال المحلل في شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، ستيفن رول، إن: "خوفًا كبيرًا يُراود الاتحاد الأوروبي، وسط احتمالية مغادرة العديد من المصريين لبلادهم، فرارًا من الوضع الاقتصادي البائس"، مُشيرًا إلى أن التفكير في هذا السيناريو يدفع العديد من المراقبين للشعور بالقلق.
وكانت مصر قد فرضت إجراءات صارمة على مُهرّبي البشر، وساعدت في خفض مُعدل تدفّق المهاجرين إلى إيطاليا العام الماضي، والذين بلغ عددهم 16 ألف مُهاجر، وفقًا للحكومة الألمانية.
وتهدف ميركل إلى جعل مصر أكثر صرامة في التعامل مع المهاجرين، وفرض قيود للحدّ من عمليات الهجرة التي تتم عبر مصر إلى دول أخرى، بما في ذلك ليبيا المجاورة.
وقالت ميركل إن قرار تعويم الجنيه الذي تم اتخاذه في نوفمبر الماضي، يُمثّل "مرحلة صعبة" للشعب المصري.
كما قدّمت المستشارة دعمًا لألمانيًا لمصر فيما يخص التعامل مع أزمة اللاجئين، في الوقت الذي يتوافد فيه إلى المنطقة ملايين من اللاجئين الفارين من الحروب والنزاعات في سوري والعراق وأفغانستان.
"النموذج التركي"
أوصت ميركل الاتحاد الأوروبي بالوصول إلى اتفاقية مع مصر لحل أزمة اللاجئين، على غرار اتفاقية تركيا، التي ساهمت في خفض مُعدّل تدفق دخول المهاجرين لأوروبا، والتي مُنِحت بموجبها أنقرة 6 مليارات يورو كمساعدات لتلبية احتياجات اللاجئين.
وقبل موعد الانتخابات الألمانية بستة أشهر، توسّع ميركل استراتيجيّتها المُطبّقة في تركيا، لتشمل شمال أفريقيا. وزارت المستشارة الألمانية تونس يوم الجمعة الماضي وأجرت محادثات لضبط وتقنين آليات الهجرة.
فيديو قد يعجبك: