لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

روبرت فيسك: هل يمكن للمصالحة أن تداوي جرح سوريا العميق؟

08:09 م الخميس 30 مارس 2017

آثار الدمار على أهالي مدينة حمص السورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إن قاعدة الجيش السوري في محافظة حلب أصبحت مقرًا للقيادة المشتركة للقوات "الروسية السورية"، مشيرًا إلى أن كلا العلمين الروسي والسوري يرفرفان فوقها بينما يتقاسم كلاهما معلوماته الاستخباراتية مع الآخر، مشيرًا إلى أن مظاهر الحياة بدأت تعود في حلب وحمص لكن المصالحة ربما تكون صعبة بسبب ما صنعه الصراع بين السوريين والنظام.

وتابع الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، الخميس: "خلال هذا الأسبوع تحرك قطار ديزل من محطة قطارات حلب وخلفه 5 عربات طويلة تتراوح ألوانها بين الرمادي والأزرق، وفي وقت الغروب كسر صوت نفيره سكون الحياة المدنية التي أوقفتها طلقات الرصاص منذ اندلاع الحرب".

وأضاف: "في هذا الجزء من العالم تقاس كفاءة سائق القطار بقدرته على السير ببطء وتحذير رعاة الأغنام والأطفال والمارة حتى يتجنبوا طريقه، لكن الحقيقة التي يعرفها كل شخص هي أن هذا القطار بمثابة عرض في المدينة التي توحدت بعدما سحقتها الحرب على مدى سنوات".

وأوضح فيسك أن أي علامة للحياة المدنية في تلك المدينة تعد رمزًا للسلام، لكنه، للأسف "سلام يفرضه النظام".

وتساءل فيسك: "هل يمكن للمصالحة أن تداوي دولة ترك فيها الصراع جروحًا بقدر تلك التي أصابت سوريا؟”

وقال فيسك: "هذا القطار يٌذكر سكان المدينة أن مدينتهم العريقة قد استعادت عظمتها كمركز اتصال وواحدة من كبرى المدن التجارية في الشرق الأوسط، وإن كان هذا الوصف لا يروق لي.

"لكن هناك مشكلة مع هذا القطار الذي هو أبعد ما يكون عن السير جنوبًا إلى دمشق أو شمالًا إلى تركيا."

وأشار الكاتب البريطاني إلى أن أقصى مسافة يصل إليها ضجيج هذا القطار لا تتعدى 32 كيلومتر خارج حلب حتى قرية جبرين التي تقع شرق البلاد التي يتواجد بها لاجئون تركوا الجانب الشرقي من المدينة بسبب الحرب، وأن ثمن التذكرة لا يساوي ثمن ولاعة سجائر.

وقال فيسك إن مطار مدينة حلب مازال لا يستطيع استقبال رحلات الطيران بسبب قربه من خطوط المتمردين.

وتابع: "حتى إذا قبلنا بأن هذا النظام يمكن أن يستمر أو أن يستمر بوتين في دعمه عسكريًا فإن السؤال الذي سيطرح نفسه: إلى متى يمكن لهذه العلاقة أن تستمر حتى تنهي تلك الحرب المرعبة؟"

ولفت فيسك إلى أن الحكومة السورية أبدت اهتمامًا خاصًا بإحصائيات الرحيل عندما بدأت سكان حي الوعر بمدينة حمص إخلاء المقاتلين وعائلاتهم من المدينة بداية الشهر الجاري بسب الحصار، رغم مطالبتهم بالبقاء وإعادة الاندماج في المجتمع، لكن تلك الوعود الحكومية لا يصدقها من يقرأ تقرير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات في سوريا.

ولفت فيسك إلى أن سكان حي الوعر مثل سكان شرق حمص الذين وجدوا أنفسهم على خطوط المواجهة عندما اندلعت الثورة السورية.

في 27 مارس وفي الأسبوع الثاني للرحيل خرجت 40 حافلة من المدينة باتجاه الشمال إلى مدينة جرابلس على الحدود التركية حاملة على متنها 1485 شخصًا بينهم 462 طفلاً و587 امرأة، إضافة إلى 84 مقاتل بأسلحتهم و352 آخرين بدون أسلحتهم.

وقالت فيسك إن تلك الأسلحة كانت 51 بندقية آلية كلاشينكوف و5 بنادق قنص، و24 مسدس ومدفعين آليين، وكان أصغر المقاتلين طفل عمره 10 سنوات ويحمل السلاح منذ عامين.

وبعبارة أخرى، يقول فيسك، فإن ثلث المسلحين فقط من الذي تركوا حمص يحملون السلاح، مشيرًا إلى أن صورة الطفل الصغير المقاتل وهو ينظر إلى المدينة من داخل الحافلة ورأسه تموج يمينًا ويسارًا فإنك تقرأ من عينيه أنه يتوعد بالعودة لاستمرار القتال.

وتابع فيسك: "لو غير هذا الصغير فكره واندمج مع النظام القائم فإنه سيكون ضابطًا مميزًا في المستقبل بخبراته القتالية... لكني أشك أن يفعل".

وتابع: "كيف يمكن تحول هؤلاء الذين قاتلوا نظام الأسد وقواته ورأوا عائلاتهم وأصدقائهم يموتون في الحرب أن يدخلوا في تلك التسويات ويقبلون الرضوخ للنظام تحت مسمى المصالحة".

ولفت فيسك إلى أن تلك الكلمة أصبحت منتشرة في كل المدن السورية وتعرض على المقاتلين العفو وضمانات من السجن إذا تركوا السلاح، وفي المناطق التي يوجد بها قوات روسية يكون مكتوب على أكمة الملابس العسكرية "قوات المصالحة".

فيديو قد يعجبك: