لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

5 ملفات شائكة على طاولة ميركل- ترامب في البيت الأبيض

01:33 م الجمعة 17 مارس 2017

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

سلّطت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الضوء على زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المُرتقبة إلى واشنطن، المُقرّرة اليوم الجمعة، قائلة إن هذه الزيارة جديرة بالاحتفاء.

من الناحية الأيديولوجية، تُعد ميركل أكثر القادة المحافظين في الاتحاد الأوروبي. غير أنه وبحسب الشبكة الأمريكية، يمكن النظر إلى هذه المرأة باعتبارها مستشارة حازمة، تضرب بيدٍ من حديد، شأنها في ذلك شأن الساسة الألمان البارزين الذين ظهروا على المشهد السياسي منذ "اوتو فون بسمارك"، المُلقّب بـ "موحّد المانيا"، قبل قرنين من الزمان.

وتصفها الشبكة الأمريكية زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بأنها "قوية"، ولديها أجندتها السياسية الخاصة التي تبدو مُستعدة للكشف عنها قبل استضافة ترامب لها.

وتُرجّح "سي إن إن" عدم حدوث تناغم واتساق بين أجندتيّ ميركل وترامب، وهو ما يُمكن أن يولّد خلافًا بينهما.

تُشير إلى أن ميركل وترامب أشبه بـ "الثنائي الغريب"، في الوقت الذي يبدو من الصعب التكهّن بما يحتل قائمة أولويات أجندة ميركل، قبل لقائها بترامب، لاسيما مع وجود نقاط خلاف بين الجانبين حيال العديد من الملفات، بما في ذلك: روسيا، وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، تغير المناخ، اللاجئين، مكافحة الإرهاب.

روسيا

ما من زعيم غربي يعرف الرئيس الروسي فلادمير بوتين أفضل من ميركل. فبينما تدفع المستشارة الألمانية باتجاه الضغط على أوروبا لفرض مزيد من العقوبات على روسيا؛ ردًا على استيلائها على على شبه جزيرة القرم وتوغّلها في شرق أوكرانيا، يحترم بوتين سياساتها الحازمة ويتفهّم صلابتها ويُقدّر طول مدة بقائها في المنصب.

لمحت الشبكة الأمريكية إلى أن ميركل تتحدّث هاتفيًا إلى بوتين، كل أسبوع، تقريبًا؛ إذ ترى في هذا الإجراء واجبًا وطنيًا"، بحسب ما أوردته للمُقرّبين.

وترى ميركل أن بوتين في حاجة دائمة لسماع آراء من خارج دائرة الكرملين. وبدون توجيهاتها واتصالاتها المنتظمة له، لن يبدو وكأنّه كارثة مُحتملة بالنسبة للغرب.

إذا كان هناك ثمة شخص قادر على توجيه ترامب للطريقة المُثلى للتعامل مع بوتين، فستكون ميركل بدون شك. إلا أن هذا الأمر يتطلّب أن يتحلّى ترامب بالصبر والحِسّ الجيد للاستماع ما إن تبدأ عملية التوجيه.

الناتو

بالنسبة لقرارات حلف الأطلسي (الناتو)، تقول سي إن إن أنه من الضروري أن تكون ميركل مسرورة لأن بعض مبعوثي ترامب أعربوا عن التزامهم بقرارات الناتو.

ومن جهةٍ أخرى، فما يزال ترامب يطالب بزيادة الدول الأعضاء في الناتو نفقاتهم العسكرية بنسبة 2% من الناتج الإجمالي، فيما لم تُطبّق ايًا من هذه الدول تلك الزيادة، باستثناء أربع هُي: اليونان، إستونيا، بريطانيا وبولندا، العام الماضي.

وجاءت ألمانيا في المرتبة الـ 14 في قائمة الدول الأعضاء التي استجابت لهذا الطلب، بزيادة 1.2% من نفاقاتها العسكرية، بما يُعادل37 يورو(39 مليار دولار)، ومن المتوقّع وصوله إلى 39.2 مليارلا يورو بحلول 2020.

وقال وزير الدفاع الألماني، أورسولا فون دير لين، في لقاء أجراه مع وكالةرويترز:"نتحرّك في الاتجاه الصحيح، لكننا لا نستطيع تحقيق كل هذا في عام واحد". ومع 54 مليار دولار زيادة في النفقات الدفاعية المُدرجة في ميزانية إدارة ترامب الجديدة، وتخصيص 3.6% من إجمالي الإنتاج المحلي للنفقات العسكرية الأمريكية لقطاع الدفاع- وهو ما يوازي ثلاثة أضعاف ما تخصصه ألمانيا- ستتحوّل حينها إلى قضية مثيرة للجدل.

التجارة

في العام الماضي، سجلت ألمانيا فائضًا تجاريًا بقيمة 65 مليار دولار مع الولايات المتحدة.

وخلال حملته الانتخابية، هدّد ترامب بتطبيق تعريفة بنسبة 35 في المئة على شركات صناعة السيارات الألمانية، التي تستورد منتجاتها من الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد يمكن لميركل أن تُشير في اجتماعها مع الرئيس الأمريكي إلى أنه "في عام 2015، وصل الاستثمار الألماني المباشر في الولايات المتحدة إلى 255 مليار دولار- معظمها من شركات تصنيع السيارات الألمانية الموجودة في الولايات المتحدة، التي تضم 670 ألف عامل أمريكي يُنتجون سيارات للعملاء الأمريكيين"، فيما كان الاستثمار الأمريكي في ألمانيا أقل من نصف هذا المستوى.

وتُشير "سي إن إن" إلى أن اجتماع ترامب وميركل يفتح المجال بين الجانبين للوصول إلى نقاط مشتركة وفهم نقاط الخلاف بين كليهما.

وبينما أدان ترامب التعريفات الجمركية، واتفاقات التجارة متعددة الجنسيات، كما الشراكة عبر المحيط الهادئ، لا تزال ميركل تأمل إنقاذ شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي.

وترجّح الشبكة الأمريكية ألا يكون صعبًا على ميركل إقناع ترامب بأن الشراكة عبر المحيط الهادئ مجرد اتفاق تجاري ثنائي جيد.

تغيّر المناخ

ميركل واحدة من أكثر الداعمين لاتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي، من خلال العمل على الحدّ من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، في الوقت الذي يصف فيه ترامب قضية تغيّر المناخ بأنها "خدعة"، فضلًا على تصريحاته بشأن الانسحاب من اتفاقية باريس للتغير المناخي ووقف تمويل برنامج الطاقة النظيفة، وهو ما يُصعّب من إمكانية التوصّل إلى أيٍ من أنواع التنازلات في هذا الاجتماع.

وعلى الجانب الآخر، تواصل ميركل جهودها للوصول إلى اتفاق مفتوح في هذا الملف المُرجّح أن يستمر شائكًا لفترة طويلة.

اللاجئون ومكافحة الإرهاب

إذا كانت هناك ثمة قضية يمكن أن تشغل الجانب الأكبر من اهتمام الجانبين على طاول اجتماعهما اليوم، فستكون قضية اللاجئين.

تشير "سي إن إن" إلى إشادة ترامب، خلال حملته الانتخابية، بميركل، قائلًا إنها "قائدة عالمية عظيمة حقًا"، غير أنه عدل عن رأيه لاحقًا معتبرًا أنها "تُفسد" بلادها بالموافقة على استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، ممن يزعم هو بأنهم إرهابيون.

ومع قرار ترامب الأخير بفرض حظر دخول اللاجئين لأمريكا، الذي علّقه قاض اتحادي، ومواجهة ميركل صراعات ومشاكل داخلية وانتقادات من جانب معارضيها في محاولة إعادة انتخابها، يبدو أن الجانبين في حاجة إلى بعض التعزيز المتبادل، أو على الأقل سبيل لتقليل الحِدّة البلاغية في خطاب كل منهما.

 

فيديو قد يعجبك: