مسؤولة أمريكية سابقة: "ترامب" مهووس.. ويُداري "فضيحته الروسية" بالانتقام من الصحفيين
كتب - ممدوح عطا:
شنت "جين بساكي"، المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة الرئيس السابق باراك اوباما، هجوما لاذعا على الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وقالت في مقال نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن "ترامب" مهووس بكيفية تغطية أخباره وأحيانا ينتقم من الصحفيين الذين نشروا قصصا عنه لا تعجبه.
وانتقدت "بساكي" منع الإدارة الأمريكية الحالية مجموعة من الصحفيين من حضور مؤتمر لـ"ترامب" الأسبوع الماضي، وقالت إن طريقة تعاملها مع الصحافة الحرة "غير عادلة"، مضيفة أنها تعلمت دروسا هامة عن دور وسائل الإعلام من هجوم الصحفيين الروس عليها؛ من بينها أن "ما تملكه أمريكا ولا يملكونه. هي أن أمريكا لديها صحافة حرة؛ فالمؤتمرات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع مفتوحة لكل الصحفيين من مختلف الخلفيات الثقافية والمعتقدات أو حتى المذاهب السياسية، وهو ما لا يملكونه في روسيا".... وينشر "مصراوي" نص المقال:
هل استهداف وسائل الإعلام الخاصة واستبعادها من حضور مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض شيئًا مثاليًا؟
الإجابة باختصار لا.. قضيت ما يقرب من ثمان سنوات أعمل في إدارة الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، كنائب سكرتير صحفي ونائب مدير الاتصالات، ثم مدير الاتصالات، كما عملت كمتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية.
لم نكن دائما" الأفضل" في التعامل مع العلاقات الإعلامية. ونلنا نصيبنا العادل من الخلافات مع الصحفيين وحتى مع وسائل الإعلام كلها مثل شبكة "فوكس نيوز"، حتى أن استبعاد "شبكة فوكس نيوز" عام 2009 كان متعلق بإجراء مقابلات مع "كين فينبرج"، وهى موظفة بوزارة الخزانة، ولم تكن مرتبطة بتوجيهات للمركز الصحفي للبيت الأبيض.
في نهاية الأمر، اقترحنا إجراء "فوكس نيوز" مقابلة في البيت الأبيض، وبالفعل أجرى الرئيس باراك أوباما مقابلة مطولة مع "كريس ويلاس" في عامه الأخير بالبيت الأبيض. وأيضا كانت لدينا أياما صعبة مع الصحافة، خصوصا عندما تكون الصفحة الأولى لصحيفة ما تجلب الاكتئاب تماما، وتشعرك كل قصة إخبارية على قناة كما لو أنها كانت لكمة في معدتك.
أجرينا مقابلات حصرية مع الصحفيين كما كانت تفعل أي إدارة أمريكية أخرى، لكننا لم نستبعد مجموعة من الصحفيين أبدا من حضور المؤتمرات الصحفية للبيت الأبيض.. لماذا؟ لأن المناقشات في مؤتمرات البيت الأبيض، كلها جزء مما تفعله كل إدارة امريكية سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، لتمكين الشعب الأمريكي من الوصول والتعرف على عمل الحكومة، وهي جزء من الديمقراطية.
عندما كنت المتحدثة الصحفية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تم استهدافي من ماكينة الدعاية الروسية، لأنى كنت واحدة من أكثر الوجوه الأمريكية معارضة للتدخل الروسي غير المشروع في شبه جزيرة القرم، لقد اختلقوا تصريحات لم اتفوه بها أبدا. فشبكة روسيا اليوم، وهي محطة التليفزيون الدعائية الروسية الدولية، قامت بعمل حلقات كاملة في برنامج "جيمي فألون" النسخة الروسية، وصنعوا من مجموعة من صحفيي وزارة الخارجية الروسية أبطالا.
لكنني تعلمت بعض الدروس المهمة عن دور وسيلة الإعلام من نفس هؤلاء الصحفيين الروس، ليس لأن استهدافي من الحكومة الروسية وسام شرف لي، لكن لأنها سلطت الضوء على ما نملكه ولا يملكونه. نحن لدينا صحافة حرة؛ فالمؤتمرات في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع، مفتوحة لكل الصحفيين من مختلف الخلفيات الثقافية والمعتقدات أو حتى المذاهب السياسية.
إذًا لما قام فريق ترامب باستبعاد مجموعة الصحفيين من مؤتمر البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي؟
أنا اعتقد أن الرئيس ترامب هو من أشار عليهم بعمل ذلك. فقد خصص جزءً كبيرً من خطابه في مؤتمر الحزب الجمهوري لمهاجمة الصحافة، ومعظم الروايات تقول إنه مهووس بكيفية تغطية اخباره، بداية من التغطيات الخبرية التليفزيونية، مرورا بأغلفة المجلات والتابلويد. وربما يأخذ رئيس الولايات المتحدة ما يكتبه الصحفيين من قصص دقيقة وحقيقية عنه على محمل شخصي، ويكون رد فعله هو الانتقام.
يريد الرئيس ترامب وفريقه صرف الانتباه عن القصة الأكبر والأكثر تعقيدا وهى محاولة كبير موظفي البيت الأبيض "رينس بيربس" الضغط على مكتب التحقيقات الفيدرالي لتسوية التحقيقات في الاتصالات بين مساعديه وبين الروس، وأن تمر دون استكمالها.
فالرئيس دونالد ترامب يريد نزع شرعية مؤسسات الدولة لتبقى مثل المؤسسات الإعلامية الرئيسية، من خلال الخلط بين الخطوط الفاصلة بين المصادر المشروعة وغير المشروعة للمعلومات، والأكثر أنهم سوف يتمكنون من غسل أدمغة قطاع صغير من الأمريكيين، هم مهتمون بالوصول إليه.
هل هذا أسوء شيء قامت به ادارة الرئيس ترامب هذا الأسبوع؟
من المحتمل لا.
إذًا لماذا ذلك يهم؟
لأن طريقة إدارة ترامب في التفاعل مع الصحافة الحرة في الولايات المتحدة من خلال المؤتمرات بالبيت الأبيض والوصول للصحفيين، حتى لهؤلاء الذين كشفوا قصصا غير محببة وقاسية أحيانا، غير عادلة.. إنهم (الصحفيون) يرسلون رسائل إلى بقية العالم هو كم نقدر حرية الصحافة، وأن روسيا لن تكون المثل الذى نحتذى به.
فيديو قد يعجبك: