وزير خارجية إقليم كردستان: حان وقت استقلالنا عن العراق
كتب - محمد الصباغ:
يفكر قادة أكراد العراق في عرض الأراضي التي استولوا عليها من "داعش" بالموصل على الحكومة العراقية مقابل استقلال إقليم كردستان، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية التي أشارت إلى استيلاء قوات الأكراد على عدد من المناطق أثناء مشاركتهم في عملية "تحرير الموصل".
ونقلت الصحيفة عن وزير خارجية إقليم كردستان، فلاح مصطفى، قوله إنه رغم أن تحالف القوات الحكومية العراقية مع قوات البيشمركة الكردية كان بالأساس لطرد قوات تنظيم داعش من ثاني أكبر المدن العراقية، إلا أن الوقت قد حان لأن يتحرك كردستان من أجل مصلحته.
وتابع مصطفى، الذي تحدث إلى الصحيفة من أربيل، عاصمة الإقليم، أنه من المهم عرض فكرة الحكم الذاتي على الطاولة وإنهاء "العلاقة غير المثمرة مع بغداد، مضيفا "لسنا مندمجين بشكل كامل في العراق، ولا نمتلك سيادة واستقلال كامل".
كما أكد على الحاجة إلى الجلوس ومناقشة مستقبل أربيل وبغداد، ويشمل ذلك الاستقلال. مضيفًا "الآن هو الوقت لمناقشة إطار جديد للعلاقة.. الوضع السابق فشل".
وأوضحت الصحيفة أن ما حفز الأكراد على التحرك الجديد هو الاقتناع بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ربما تسعى نحو دعم أحلام الاستقلال الكردية، ويأتي ذلك بعدما ناقش رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني مع نائب الرئيس الأمريكي، مايك بينس، عملية الاستقلال بشكل جاد.
وكان بارزاني قد صرح في بداية شهر فبراير الجاري باعتقاده أن لدى كردستان فرصة جيدة لتوطيد العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجديدة، مضيفًا "قريبًا ستتواجد اتصالات أكثر بين قيادتنا والقيادة الأمريكية.. كل هذا مشجع.. نحن متفائلون".
تأتي المبادرة الكردية بعد تصاعد المطالبات بأن تتمتع منطقة سهول نينوى - التي تسكنها أغلبية مسيحية - وجبال سنجار - التي تسكنها الأقلية الأيزيدية الناطقة بالكردية - بحكم شبه مستقل مثل إقليم كردستان.
وأشار تقرير الجارديان إلى أن ما يرفع من احتمالية فك الانفصال عن بغداد هي حجم المناطق الكبيرة التي حررتها قوات البيشمركة الكردية من أيادي تنظيم داعش.
وتشمل الأراضي التي حررتها البيشمركة بلدة بعشيقة المحورية الواقعة شمال الموصل، وذلك بجانب عشرات القرى وآلاف الأميال من محافظة كركوك وشمال ديالي وجبال سنجار، وبالمجموع، زاد الأكراد من مساحة الأراضي التي يسيطرون عليها إلى 40%.
وكان وزير خارجية إقليم كردستان أكد للصحيفة أن الأراضي التي سيطرت عليها قوات البيشمركة ستكون ضمن أوراق النفوذ المستخدمة في محادثات الاستقلال، مضيفًا "نريد أن نبدأ محادثات مع بغداد بشكل سلمي، مدركين أنه سيتوجب علينا دائمًا وجود علاقة استراتيجية".
وتابع أنه في حال رفض الحكومة العراقية تفهم ذلك، ربما يتجهون إلى استفتاء لإضفاء الشرعية على الحكم الذاتي، وكان الاستفتاء غير الرسمي الأخير المجرى عام 2005، قد أسفر عن موافقة 99% من سكان كردستان، وكانت نسبة المشاركة حوالي 2 مليون مصوت.
وتساهم نجاحات قوات البيشمركة ضد تنظيم داعش في إضفاء نفوذ على أي مساع لعملية الاستقلال.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعهد بسحق داعش وأبدى إعجابه بقوات البيشمركة المدعومة من أمريكا في حربها ضد التنظيم المتطرف.
فيديو قد يعجبك: