لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا لا نتحرر من الزي الرسمي للعمل ونرتدي ما نشاء؟

05:28 م الخميس 21 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

تشكل القواعد الغامضة المتعلقة بأنواع الملابس معضلة بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء. فلماذا لا تزال موجودة؟ السير كاري كوبر طرح هذا السؤال ويحاول الإجابة عنه.

إذا كانت الأخبار عن ضوابط الملابس في أماكن العمل لا تنتهي، فهذا يعني أننا أصبحنا أقل تسامحا فيما يتعلق بتحديد نوع الزي الذي يجب أن نرتديه.

ومنذ أن أجبرت نيكولا ثورب على مغادرة عملها في شركة برايس ووترهاوس كوبرز في لندن لرفضها انتعال الكعب العالي في شهر مارس/آذار الماضي، ونحن نشعر بالاستياء التام إزاء هذا الأمر.

وقد تعاطف معظمنا مع ثورب، ولسبب وجيه. إذ يمكنك أم تتخيل ذلك النوع من القلق بشأن الاختيار بين عدم الارتياح لفترة طويلة في مكان عملك، أو إعادتك إلى البيت. هذا إذا وضعنا سياسات التمييز الجنسي جانبا.

وفي يونيو الماضي، في بكنجهام شاير، تصدر عامل مركز الاتصال البريطاني جوي بارج عناوين الأخبار الدولية، وذلك عندما تمرد على سياسة العمل التي تحظر ارتداء السراويل القصيرة، بارتداء تنورة تساعده على تحمل درجة الحرارة العالية في مكتبه.

لكن سرعان ما تخلى أرباب عمله عن هذه السياسة، وسمحوا له بارتداء سروايل قصيرة.

وبعد بضعة أيام، أبطل رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو قرونا من التقاليد المتعلقة بقواعد الزي، عندما أعلن أنه لن يطلب من النواب الذكور ارتداء رابطة العنق لكي يطرحوا سؤالا أمام البرلمان.

وفي الولايات المتحدة، اضطر رئيس مجلس النواب، بول ريان، لتوضيح ضوابط الزي الخاصة بدخول غرفة رئيس المجلس، بعدما مُنعت صحفية من الدخول بسبب ملابسها التي تظهر كتفيها. وأمر ريان بتحديث هذه السياسة داخل مجلس النواب.

الملابس المناسبة

قد يبدو السماح للرجال بالحديث في البرلمان دون رابطات عنق كأنه تقدم ما، لكن حتى "من خلال تحديث" سياساتهما، فإن كلا من بيركو وريان، أشارا إلى أهمية "الملابس الرسمية".

وقد توصلت دراسة حديثة أجرتها شركة ستايل كمبير للأزياء، وشارك فيها 2000 بريطاني ممن يعملون بدوام كامل، إلى أن ثمانية من كل عشرة أشخاص من الذين شملتهم الدراسة يذهبون إلى العمل يوميا وهم يرتدون ما يقال لهم إن عليهم ارتداءه. وأن أربعة من كل عشرة أشخاص كان يطلب منهم ارتداء ملابس رسمية.

وبالنسبة إلى الرجال، فإن الملابس الرسمية ربما تعني بدلة، ورابطة عنق اختيارية. لكن النساء لا يتلقين التأكيد على مثل هذا النوع من الملابس. وهنا تكمن واحدة من المشاكل العديدة.

إذ تعد عبارة "الملابس الرسمية" وصفا غامضا، ويحرم الرجال من مرونة اختيار الملابس، ولا يقدم للنساء مثالا على تلك الملابس التي ينطبق عليها هذا الوصف، الأمر الذي يعني عمليا تمييزا ضد الرجال والنساء معا.

وهذا قبل التفكير في التحديات المتعلقة بتعريف الأشخاص المتحولين جنسيا، أو لا ينطبق عليهم تصنيف جنس محدد.

ولماذا كل هذا القلق؟ قال 61 في المئة من الذين شملتهم دراسة شركة ستايل كمبير إنه لا يوجد تأثير إيجابي للملبس على إنتاجيتهم، بينما قال 45 في المئة إنهم يكونون أكثر إنتاجية عند ارتداء ما يشعرون أنه يوفر راحة أكثر لهم.

بطبيعة الحال، إذا كانت الملابس الرسمية تجعلنا أكثر إنتاجية، فإن سياسة ارتداء الملابس غير الرسمية أيام الجمعة ستكون بذلك كارثة اقتصادية.

وقد توصلت الدراسة أيضا إلى أن 12 في المئة من المشاركين فيها فكروا في الاستقالة من العمل بسبب قواعد الزي الصارمة.

وارتفع ذلك العدد إلى 32 في المئة بين الأشخاص الذين يعملون في مراكز الاتصال، مثل جووي بارج الذي تمرد وارتدى تنورة. ويمكنك أيضا أن تتوقع انخفاض الإنتاجية بين هؤلاء الأشخاص الذين يفكرون في تقديم الاستقالة.

وقد تحدث أكثر من 8,500 موظف خلال مراجعات نشرت العام الماضي على موقع غلاسدور، وهو موقع إلكتروني يستعرض فيه الموظفون رأيهم في أرباب العمل السابقين، عن صرامة قواعد الملابس في أماكن العمل.

دلالات ملابس العمل

ويشعر المدافعون عن قواعد الملابس قديمة الطراز بالقلق عند النظر إلى المؤسسات التي تبدي تراخيا في سياساتها المتعلقة بالملابس.

ونبه النائب البريطاني بيتر بون إلى أن التخلي عن رابطة العنق قد جعل البرلمان "يشبه مجلس المحافظة".

وقد يكون على صواب، ولكن ماذا بعد؟ فعندما نام السناتور الأسترالي ديرين هينتش أثناء جلسة في البرلمان، كان يرتدي زيا تقليديا - كرجل دولة- يتكون من بدلة ورابطة عنق، فهل شفع له ذلك؟

ويمكن للملبس الرسمي أن يستدعي تصورات تتعلق بالقيادة والثقة، أو يمكن أن يجعلك تبدو مغال في ملابسك، وبعيدا عن الواقع.

ويمكن لملابس مثل "التي شيرت"، والسترات ذات غطاء الرأس، أن تنقل بعض الانطباعات الخاطئة أيضا، لكن نفس هذه الملابس لم تضعف من صورة مارك زوكربيرغ كقائد ناجح.

لقد استمر التمسك بضوابط ملابس العمل بسبب "العرف والممارسة" التي يعززها كبار القادة الذين نشأوا في ظل هذه المعايير، ومنع الأصغر منهم سنا من مخالفتها.

أما بالنسبة لقادة أصغر سنا مثل زوكربيرغ، فيمكنهم المساهمة في اختفاء القواعد القديمة لملابس العمل، وإقرار قواعد جديدة. ففي عالم مثالي، نحتاج إلى قواعد مرنة لملابس العمل، بما يناسب ميول الأفراد، وليس ميول القادة الكبار.

وتعد الملابس زاخرة بالدلالات. فإجبار الناس على ارتداء الملابس بطريقة تتعارض مع صورتهم الذاتية ليس صحيا، سواء كانت الصورة الذاتية تلك تتعلق بالكفاءة، أو الجنس.

السياق له أهميته أيضا، ويميل الناس إلى ارتداء الملابس التي تناسب مهنهم، لكن هل تصل تلك الأهمية إلى حد يجعل الناس يريدون الاستقالة من وظائفهم؟

في يوليو/تموز، خففت شركة غولدمان ساكس من صرامة قواعد الملابس للموظفين العاملين في أقسام التكنولوجيا، وذلك لإبعادهم عن الجو الصارم لـ "وادي السيليكون"، ولا تزال الإنتاجية مرتفعة.

فلم يؤد ذلك إلى انخفاض أسعار أسهم الشركة. بل في الواقع، كان سعر السهم 225 دولارا في اليوم الذي أعلن فيه عن تلك الخطوة، ثم بلغ 232 دولارا بعد شهر تقريبا. ولم يحدث أي شيء سيء نتيجة لذلك التغيير.

وبعد أسبوع من تخفيف غولدمان لتلك القواعد، ارتكبت النائب بارديل، عن الحزب الوطني الأسكتلندي، أكبر انتهاك لقواعد الملابس في مجلس العموم البريطاني، من خلال ارتداء قميص لكرة القدم، ومع ذلك بقي البرلمان قائما يمارس مهامه.

وكانت ستاربكس قد خففت من صرامة قواعد ملابس العمل قبل عام، والتي يصفها البعض أساسا بأنها قواعد متراخية. وترحب الشركة الآن بـ "القبعات المناسبة"، وتشجع العمال على "خلق انطباع جيد من خلال ألوان الشعر". ومع ذلك، ظل طعم القهوة كما هو.

هناك الكثير من السلبيات النفسية المتعلقة بقواعد ملابس العمل. لذا، إذا تمكنت أكبر المنظمات والمؤسسات في العالم من البقاء في حين يرتدي العاملون فيها ما يرضيهم تقريبا، فقد نفدت لدينا الحجج المتعلقة بإملاء قواعد معينة لملابس العمل.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: